جرت العادة في مصر وبعض البلدان العربية على تكحيل عيون المولود فور ولادته، ظنًّا أن هذا الأمر يساعد على تقوية بصر الطفل وحمايته من الحسد وغيره، بالإضافة لتوسيع عين المولود لاحقًا وتطويل رموش المولودة الأنثى، وتجنبًا لأمراض النظر المختلفة التي يصاب بها الصغار. ولكن بالطبع كل هذه شائعات وعادات ليس لها مرجع طبي أو أساس علمي يدعمها أو يؤكدها، بل على العكس تمامًا تضر بالرضيع.
البعض يستخدم البصل وبعض أنواع الكحل الأسود العربية في تكحيل عيون المواليد حديثي الولادة، ويمتد ذلك لتكحيل حاجبيه أيضًا، وجرت العادة في مصر مثلًا أن يتم ذلك ليلة سبوع المولود، ورغم تحذيرات الأطباء المختلفة من مخاطر تكحيل عيون الأطفال الرضع وأضراره، فإنها لا تزال عادة منتشرة بين قطاع كبير من العائلات على مختلف ثقافتها.
هل الكحل في حد ذاته يضر بعين طفلك الرضيع وبشرته؟
الكحل الخام النقي ليس منه ضرر سواء على بشرتك أو على عيون رضيعك، بل على العكس بالفعل يقي من الإصابة ببعض البكتيريا الضارة التي تؤذي عيون الصغار والكبار، لاحتوائه على أحد مشتقات مادة أوكسيد الزنك المفيدة للعين.
ويكسب الكحل كذلك العيون جاذبية واتساعًا واضحًا، لذلك فإن عادات الجدات القدامى في الريف مثلًا بتكحيل عيونهن وعيون المواليد لم تكن خاطئة تمامًا، إذا تمت على النحو الصحيح باستخدام الكحل النقي الطبيعي، وهو ما يفسر تمسكهم بهذه العادة وذلك المظهر حتى الآن.
ولكن توفر ووجود هذا الكحل النقي الطبيعي يُعد نادرًا الآن ومن الصعب الحصول عليه، بينما تنتشر في الأسواق الأنواع الرديئة الممزوجة بمادة الرصاص وهي من أكثر المواد خطرًا وضررًا على رضيعك وعليكِ مهما غلا سعرها وماركتها.
ما مخاطر تكحيل عيون طفلك الرضيع وأضراره؟
- تصيبه بالالتهابات والعدوى وربما الحساسية خاصة إذا كانت مجهولة المصدر أو مجهولة المكونات، أو تحتوي على الرصاص وبعض المكونات الضارة كالألوان الصناعية التي تكسب الكحل القوام واللون شديد السواد.
- يصبح أكثر عرضة للإصابة بالميكروبات المنتشرة في الجو والبيئة المحيطة بهم خاصة مع حساسية عيونهم في الفترة الأولى، لذلك يصف الطبيب لرضيعك قطرة وقائية لمدة أسبوعين على الأقل مرتين في اليوم لكلا عينيه، وتُعد قطرة مخصصة للرضع ولوقايتهم من البكتيريا والفطريات، وإفرازات العين الضارة وتكوُّن العماص أو انسداد القناة الدمعية وغيرها من أمراض الرضع.
- يتفاعل مع البكتيريا مسببًا احمرار العين وتورم الجفون وظهور إفرازات مخاطية أو صديدية في بعض الأحيان، خاصة في هذه الأيام الأولى التي تكون عينا طفلك شديدة الحساسية تجاه أي شيء.
- يتسبب أيضًا في إصابة طفلك بالتهاب العين والعماص الشديد، بالإضافة لسرعة انتقال العدوى لكل من حوله سواء الأطفال والكبار إذا لمسوا عينيه ولم يغسلوا أيديهم جيدًا.
الدموع والعماص عند الرضع.. الأسباب والعلاج