يحتاج الجسم للكالسيوم للقيام بوظائفه بشكل طبيعي، فهو يعزز وظائف الأعصاب والعضلات والجهاز الهضمي والكلى والقلب، ولكن ارتفاعه بشكل غير طبيعي، قد يؤدي إلى ظهور مشكلات فيها. هناك عدة أنظمة للتحكم في مستويات الكالسيوم، فالغدد الجار درقية تفرز هرمون "الباراثورمون" عند استشعار مستقبلاتها بانخفاضه، فيُنظم مستواه بإطلاقه من العظام، ومنع إخراجه في البول وزيادة امتصاصه من الأمعاء، وكذلك فيتامين "د" يحفز امتصاص الكالسيوم وزيادة مستواه عند الحاجة، وهناك هرمون "الكالسيتونين" الذي على النقيض يقلل نسبته في الدم. لذا فبقاء مستويات الكالسيوم في نطاقها الطبيعي في الرضع، وهي (8.8-11.3 ملليجرام/ ديسيلتر)، تتطلب عملًا من الغدد الجار درقية ومستقبلاتها والكلى والأمعاء والعظام. في هذا المقال نستعرض معكِ أسباب ارتفاع الكالسيوم عند الرضع وأعراضه وطرق علاجه، فواصلي القراءة.
أسباب ارتفاع الكالسيوم عند الرضع
السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع الكالسيوم عند الرضع خارجي، وهو إعطاء الرضيع جرعات زائدة عن احتياجه من الكالسيوم، أو فيتامين "د"، أو حليب مدعم بالكالسيوم غير مناسب لسنه واحتياجاته لمدة طويلة، وقد يتسبب أيضًا نقص الفوسفات في زيادة الكالسيوم، ومن الأسباب الأخرى لهذه الزيادة:
- حقن الكالسيوم أو التغذية الوريدية به.
- فرط نشاط الغدد الجار درقية، وقد يكون هذا بسبب:
- فرط تنسج الغدة الجار درقية الخلقي.
- قصور جارات الدرقية عند الأم، أو نقص الكالسيوم في أثناء فترة حملها، وكرد فعل من جسم الجنين يحدث فرط نشاط للغدد الجار درقية لديه، التي عادة تشفى في غضون أسابيع.
- حدوث طفرات في جينات مستقبلات الكالسيوم، فتقل حساسيتها لزيادة أو الكالسيوم في الدم أو نقصه.
- متلازمة "ويليام" التي تصيب الأطفال عند الولادة، ويحدث فيها مشكلات في الرئة والقلب والأوعية الدموية، ومعها ارتفاع الكالسيوم، الذي عادة يعود لطبيعته بين عمر سنتين وأربع سنوات.
- زيادة فيتامين "د" سواء بتناول الأم كميات كبيرة منه في أثناء الحمل، أو إعطائه للرضيع بأكثر مما يحتاج.
- نخر الدهون تحت الجلد، وهو اضطراب يحدث للرضع بعد الولادة المتعسرة وتعرضه لإصابات يخرج فيها الكالسيوم من الخلايا الدهنية، فتزداد نسبته بالدم.
- أمراض الكلية عند الرضيع، وعدم قدرتها على التخلص من الكالسيوم.
- متلازمة الحفَّاظ (الحفاض) الأزرق، وهي حالة نادرة تتسم بحدوث خلل في أيض بروتين "التربتوفان"، وينزل فيها البول بصبغة زرقاء، بالإضافة لحدوث زيادة في مستوى الكالسيوم.
- نقص اللاكتاز الخلقي الذي يتزامن مع زيادة الكالسيوم، وتقل هنا مستويات الكالسيوم عند السير على نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز.
بعد أن استعرضنا معكِ أهم أسباب ارتفاع الكالسيوم عند الرضع، تعرفي إلى أعراضه في الفقرة التالية.
أعراض ارتفاع الكالسيوم عند الرضع
عادة لا تظهر أعراض على الرضيع إن كانت زيادة الكالسيوم في الدم بسيطة، وفقط يكون بطء النمو وصعوبة اكتساب الوزن هما الدليل على زيادته، لكن عند ارتفاعه عن "12 ميلليجرامًا/ ديسيلتر" فقد تظهر أعراض مثل:
- فقدان الشهية وقلة الأكل.
- الارتجاع المعدي.
- القيء والغثيان.
- الخمول والضعف، وارتخاء العضلات، والاعتلال العضلي.
- التهيج الشديد والبكاء.
- التشنجات العضلية.
- ارتفاع ضغط الدم.
هناك أعراض أخرى قد تظهر على الرضيع أيضًا، مثل:
- الإمساك.
- آلام البطن.
- الجفاف بسبب التبول الكثير وفقدان الأملاح، وقد يحدث ما يسمى بـ"السكري الكاذب".
- بطء النمو، وصعوبة اكتساب الوزن.
- انحناء العمود الفقري، وهشاشة العظام.
- نزول دم مع البول.
- اضطراب النظم القلبي.
- الاعتلال الدماغي، والدخول في غيبوبة في الحالات الشديدة.
- مشكلات في التنفس في الحالات الشديدة.
- ضعف وظهور عقد متصلبة أرجوانية اللون على جلد الجذع أو منطقة الحفاض أو الرجل في حالة نخر الدهون.
أما عن الخيارات العلاجية المتاحة لارتفاع الكالسيوم لدى الرضع، فهذا ما نوضحه لكِ في السطور التالية.
علاج ارتفاع الكالسيوم عند الرضع
يهدف العلاج المبدئي لارتفاع الكالسيوم الشديد في الدم إلى زيادة إخراج الكالسيوم الزائد مع البول بمدراته كـ"الفوروسيميد" ومحلول الملح، لكن قد يسبب ذلك دخول الرضيع في حالة جفاف وزيادة في نسبة الكالسيوم بشكل أكبر، لذا يجب أن يأخذها بحذر، مع هذه الأدوية والإجراءات العلاجية أيضًا:
- الكالسيتونين، وهو الخيار العلاجي الشائع لدى الأطفال كحقن تحت الجلد، لكن قد تحدث ضده مقاومة سريعة، لذا قد ينتقل الطبيب لاختيار آخر بعده.
- البيسفوسفونات، مثل: "الأليندرونات" أو "الإيباندونات" وحمض "الزوليدرونيك"، لتثبيط عملية امتصاص العظم، لكن يجب إعطاؤها للطفل بحرص، حتى لا تتسبب في تقليل الكالسيوم الشديد، ونقص الفوسفور والمغنيسيوم.
- الستيرويدات القشرية التي تُعطى في حالة ارتفاع الكالسيوم بسبب زيادة فيتامين "د".
- اعتماد نظام غذائي للرضيع قليل الكالسيوم وفيتامين "د"، خاصة في نظام علاج متلازمة ويليام أو نخر الدهون، مع السوائل والفوروسيميد والكالسيتونين.
- العمليات الجراحية في الغدد الجار درقية، إن كان سبب ارتفاع الكالسيوم ورم موجود فيها.
- الديلزة أو غسيل الكلى، لغسل الدم كإجراء أخير للتخلص السريع من الكالسيوم الزائد، مع مراقبة مستويات الفوسفات والمغنيسيوم.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كل ما يخص ارتفاع الكالسيوم عند الرضع، ننصحكِ بمتابعة مستوياته في دم رضيعكِ بشكل دوري، لأن علاجات زيادة الكالسيوم إن أُخذت لمدة طويلة، قد تتسبب في هبوط مستوياته في الدم، ما يعرض الرضيع لنقصه وإصابته بداء الكساح، لذا فاتباع أوامر الطبيب وإجراء الاختبارات في مواعيدها مهم جدًّا.
تعرفي إلى مزيد من أشهر أمراض الأطفال الرضع وطرق علاجها والوقاية منها في قسم تغذية وصحة الرضع.