قديمًا كانت الأمهات يعتمدن على الأعشاب لعلاج الاضطرابات الهضمية لدى الرضع، كالانتفاخ والإمساك والتقلصات وغيرها، وفي بعض الأحيان كن يستخدمن رضعة الأعشاب بين الرضعات الأساسية حتى يشعر أطفالهن بالشبع. الإسهال من الأعراض الشائعة لدى الأطفال الرضع، خاصةً في الشهور الأولى من عمرهم، وقد تتساءلين حول إمكانية علاج الإسهال للأطفال حديثي الولادة بالأعشاب، تعرفي إلى الإجابة في هذا المقال.
هل يمكن علاج الإسهال للأطفال حديثي الولادة بالأعشاب؟
رغم أن كثيرًا من الأعشاب، مثل الكراوية والشمر واليانسون وبذور الكمون وغيرها، استُخدمت لسنوات طويلة لعلاج مشكلات الجهاز الهضمي، كالانتفاخ والمغص والإسهال لدى حديثي الولادة، فإن الأمر اختلف في الفترة الأخيرة. إذ تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تقديم أي أعشاب للطفل دون ستة أشهر، والاكتفاء بحليب الثدي أو الحليب الصناعي فقط، فالسوائل الأخرى تكون غير متوازنة في محتواها من الإلكتروليتات، كالبوتاسيوم والكالسيوم وغيرهما، ولا يمكن لكلى الطفل غير الناضجة التعامل معها.
لذا باختصار لا يمكن علاج الإسهال للأطفال حديثي الولادة بالأعشاب، ويمكن استخدامها بعد أن يتم الطفل ستة أشهر، ولا يجب استخدامها بدلًا من الرضاعة لإشباعه، لأن ذلك قد يعرضه للأنيميا وأمراض سوء التغذية.
يُذكر أن الأعشاب الدارجة كالنعناع واليانسون وغيرهما، لا تعالج الإسهال، ولكنها تهدئ التقلصات المصاحبة له، وترخي عضلات المعدة ما يقلل تهيجها، وتطرد الغازات. لذا إذا كان طفلك حديث الولادة يعاني إسهالًا، فمن الأفضل استشارة الطبيب، والاستمرار في الرضاعة، لحمايته من الجفاف.
اقرئي أيضًا: متى يمكن لطفلي أن يتناول رضعة الأعشاب؟
أسباب الإسهال عند حديثي الولادة
يحدث الإسهال بشكل شائع لدى حديثي الولادة، ويجب أن تفرقي عزيزتي بين براز الطفل الطبيعي وبين الإسهال، خاصةً أنه عندما يكون الطفل صغيرًا جدًّا (أقل من شهر) من الطبيعي أن يتبرز بعد كل مرة يرضع فيها، ثم يتباطأ معدل التبرز بالتدريج، ليصل عدد الحفاضات المتسخة بعد شهر إلى ثلاثة أو أربعة يوميًّا. لكن إذا كان طفلك يعاني الإسهال فإنه يتبرز بمعدل أكبر من هذا المعدل بمرتين أو ثلاثة، ويبدو البراز مائيًّا وبكميات كبيرة، وعادةً ما يحدث الإسهال للأسباب التالية:
- عدوى فيروسية:فيروس الروتا السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالإسهال لدى الأطفال الرضع أصغر من عامين، ومع ذلك فقد انخفضت نسبة الإصابة به بسبب لقاح فيروس الروتا، ورغم أنه يمكن الإصابة به حتى مع التطعيم، فأعراضه معتدلة، ويتعافى الأطفال منه سريعًا.
- تناول المضادات الحيوية: يعاني واحد من كل عشرة أطفال ممن يتناولون المضادات الحيوية من الإسهال والغثيان وآلام المعدة، فبالإضافة إلى أنها تقتل البكتيريا الضارة، فإنها تقتل البكتيريا الجيدة في الأمعاء أيضًا، ما يؤدي إلى اضطراب المعدة والإسهال. مع ذلك إذا كنتِ تعتقدين أن المضاد الحيوي السبب وراء الإسهال، فلا توقفيه، واستشيري طبيب طفلكِ، فوقفه دون إتمام الجرعة قد يؤدي إلى عودة العدوى مرة أخرى.
- حساسية الحليب: يعاني ما يصل إلى 3% من الأطفال حساسية تجاه بروتينات الحليب الموجودة في منتجاته، بما في ذلك معظم أنواع الحليب الصناعي، ويمكن أن يصاب الأطفال الذين يرضعون طبيعيًّا بالحساسية تجاه بروتينات الحليب في منتجاته التي تتناولها أمهاتهم. قد يتقيأ الطفل المصاب بحساسية بروتين الحليب، ويُصاب بالطفح الجلدي إضافة إلى الإسهال. إذا كان طفلك يعاني حساسية من بروتين الحليب، فقد يطلب الطبيب منكِ تجنب تناول منتجات الحليب في حالة الرضاعة الطبيعية أو تغيير الحليب في حالة الرضاعة الصناعية.
- نقص الزنك: قد يشير النمو الأبطأ من الطبيعي أو فقدان الوزن المصاحب للإسهال إلى صعوبة امتصاص بعض العناصر الغذائية في الأمعاء كالزنك، وهو أمر شائع في حالات الداء البطني أو التليف الكيسي.
- أسباب أخرى: قد يحدث الإسهال المتكرر لدى حديثي الولادة بسبب أمراض، كالتهاب القولون التقرحي أو داء كرون أو أورام الغدد الصماء العصبية وغيرها.
اقرئي أيضًا: طرق طبيعية لعلاج إسهال الرضع
ختامًا عزيزتي، لا يجب علاج الإسهال للأطفال حديثي الولادة بالاعشاب، أو تقديمها لهم قبل إتمام الشهر السادس، وبصفة عامة استشيري طبيبًا لتشخيص حالة طفلكِ، ومعرفة السبب وراء الإسهال، واستمري في إرضاعه لتجنب الجفاف، الذي قد يكون مهددًا لحياته في هذه المرحلة العمرية.
يحتاج الأطفال خلال أول عامين من عمرهم إلى الاهتمام بتغذيتهم ومعرفة طرق التعامل مع المشكلات الصحية التي تواجههم، اكتشفي كيف يمكنكِ ذلك من خلال زيارة قسم تغذية وصحة الرضع.
