ارتفاع درجة حرارة الطفل من أكثر الأعراض المرضية المقلقة للآباء، خصوصًا في حالات درجات الحرارة التي تتخطى 38.5 درجة مئوية، ويزداد هذا القلق إذا لم تستجب الحمى لمخفضات الحرارة المعتادة، وغالبًا ما تُصاب الأمهات بالهلع في مثل هذه المواقف، لذا ينبغي عزيزتي أن تكوني على دراية بكيفية التعامل في هذه الحالة، خاصةً أنها قد تنقذ حياة الصغير وتجنبه كثيرًا من المضاعفات، لذا في هذا المقال سنخبركِ عن طريقة التعامل الصحيحة مع الحمى، وأهم الحالات التي يجب فيها عرض الطفل على طبيب دون تأخير، فواصلي عزيزتي القراءة.
كيفية التعامل مع ارتفاع درجة حرارة الطفل دون انخفاض
قد تشعرين أن اللحظات التي تنتظرين فيها قراءة درجة الحرارة على الترمومتر ساعات طويلة بسبب قلقك على الصغير، الذي يزداد إذا لم تنخفض درجة الحرارة حتى مع تقديم الدواء للطفل، لكن يجب أن تعلمي عزيزتي، على الرغم من أن ارتفاع درجة الحرارة عرض مقلق فإنه يدل على أن الجهاز المناعي للصغير يقاوم العدوى، وإذا كانت العدوى فيروسية فقد لا تستجيب بشكل سريع لمخفضات الحرارة، وتحتاج فقط للراحة، وستنخفض من تلقاء نفسها خلال عدة أيام، ومع ذلك لا يجب إهمال الأمر واستشيري الطبيب فورًا، ويمكنكِ مساعدة الطفل على خفض درجة حرارته من خلال بعض النصائح، تعرفي إليها فيما يلي:
- استخدمي مخفضات الحرارة: الأدوية الخافضة للحرارة مثل الأسيتامينوفين، واحدة من أبسط الطرق وأكثرها فاعلية لخفض الحمى، يمكن استخدام الأسيتامينوفين للأطفال قبل بلوغ شهين من العمر، ومع ذلك يُفضل الاتصال بطبيب الأطفال قبل إعطاء أي دواء، ولا ينبغي إعطاء الأسبرين للأطفال تمامًا.
- الاستحمام: يمكن أن يساعد الاستحمام على خفض الحمى، لكن الجزء المهم حقًا ألا يكون حمامًا باردًا، لأنه سيسبب الرعشة لطفلك، ما قد يؤدي في الواقع إلى زيادة درجة الحرارة الداخلية، لذا حممي الطفل بماء فاتر أو دافئ قليلًا.
- استخدام كمادات باردة تحت الإبط: واحدة من تقنيات الإسعافات الأولية الشائعة لخفض درجة الحرارة المرتفعة وضع كمادات باردة تحت الذراعين وفي منطقة الفخذ، ومن المهم معرفة أن الحمى قد تعود بعد إزالة الكمادات الباردة لكن مع الوقت ومقاومة الجسم للعدوى ستنخفض بشكل تدريجي، يجب أيضًا عدم استخدام أكياس الثلج، فقط كمادات بماء بارد.
- قدمي للطفل حساء الدجاج: مع ارتفاع درجة الحرارة الذي يصاحبه عرق وتبول بشكلِ متكرر، قدمي لطفلك السوائل بوفرة لحمايته من الجفاف، وتعالج شوربة الدجاج على وجه الخصوص نزلات البرد، واستُخدمت منذ القدم كعلاج فعال لعدوى الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية، قدميها لطفلك دافئة لتخفيف الاحتقان أيضًا.
- خففي الملابس والأغطية: حاولي تخفيف طبقات الملابس والأغطية لأنها قد تعيق انخفاض درجات الحرارة، واكتفي بطبقة ملابس قطنية لامتصاص العرق وأخرى لتمنحه الدفء، واكتفي بغطاء واحد، حتى يتمكن الجسم من خفض درجة حرارته.
أما إذا استمرت درجة الحرارة في الارتفاع ولاحظتِ على الطفل الإعياء، فيجب استشارة الطبيب فورًا، لتجنب حدوث أي مضاعفات.
متى ينبغي استشارة الطبيب عند ارتفاع درجة حرارة الطفل
لأن ارتفاع درجة الحرارة من الأعراض التي قد ترتبط بمضاعفات خطرة، فإن استشارة الطبيب أمر ضروري، خاصةً إذا اتبعتِ الخطوات السابقة ولم تلاحظي أي تحسن على الطفل، أو ظلت الحرارة ترتفع بشكل متكرر، لذا كقاعدة عامة يجب استشارة الطبيب مع ارتفاع درجة حرارة الطفل خاصةً في بعض الحالات التي تشمل:
- الأطفال الرضع أقل من ثلاثة أشهر ودرجة الحرارة 38 عن طريق القياس من الشرج، وذلك حتى إذا كان الطفل يبدو طبيعيًّا، يمكن البدء في إعطاء عقار أسيتامينوفين حتى الذهاب لمراجعة الطبيب.
- الأطفال من سن ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات، ودرجة الحرارة 38 درجة مئوية ثلاثة أيام دون تحسن.
- الأطفال من سن ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات ودرجة الحرارة 39 درجة مئوية.
- أي طفل في أي سن ترتفع درجة حرارته إلى 39.5 إلى 40 درجة مئوية.
- أي طفل يصاب بتشنجات حرارية، وتحدث عادةً في الأطفال من سن ستة أشهر إلى ست سنوات عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية.
- الحمى المتكررة في فترة أقل من أسبوع.
- الحمى لدى الأطفال الذين يعانون أمراضًا مزمنة، مثل السرطان أو الذئبة الحمراء أو الأنيميا المنجلية.
- الحمى المصحوبة بطفح جلدي.
كيفية التعامل مع ارتفاع درجة حرارة الطفل قبل زيارة الطبيب
قد تحتاجين لمعرفة الخطوات السليمة للتعامل مع ارتفاع درجة الحرارة حتى زيارة الطبيب، وتساعد هذه الخطوات على تجنب عديد من المضاعفات، لذا قبل زيارة الطبيب اتبعي عزيزتي هذه النصائح:
- تناول الأدوية الخافضة للحرارة: تشمل الأسيتامينوفين للأطفال الرضع وحتى سن ستة أشهر، والباراسيتامول والإيبوبروفين، يمكن إعطاء الأسيتامينوفين كل أربع إلى ست ساعات، على ألا يزيد عدد الجرعات اليومية على خمس جرعات، وتُحسب جرعة الأسيتامينوفين بناءً على وزن الطفل، أعطي جرعة الإيبوبروفين لطفلك كل ست ساعات، ولا تستعمليه له قبل أن يبلغ ستة أشهر، وتُحسب الجرعة أيضًا بناءً على وزن الطفل، الأصل في الأدوية الخافضة للحرارة استعمالها عند الحاجة، مع الالتزام بالجرعة اليومية المقررة، وعدد الساعات الفاصلة بين الجرعات، يمكن استعمال الإيبوبروفين في جرعات متبادلة مع الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول لضمان سيطرة أكثر على درجة الحرارة، لكن عليكِ في مثل هذه الحالة تدوين مواعيد الجرعات بدقة، وكذلك الالتزام بثلاث جرعات من الإيبوبروفين، مع ثلاث إلى أربع جرعات فقط من الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول يوميًّا، يمكن استعمال لبوس الباراسيتامول إذا كانت درجات الحرارة أكثر من 38.5 درجة مئوية، ولا تستجيب لأدوية الشرب.
- زيادة شرب السوائل: لعل واحدة من أكثر توابع الحمى المثيرة للقلق إصابة الطفل بالجفاف، لذا عليكِ تشجيع الطفل على شرب مزيد من السوائل على مدار اليوم، أكثري من الحليب والماء للأطفال الرضع أقل من ستة أشهر، والعصائر والشوربة وحتى بعض المثلجات للأطفال الأكبر سنًا.
- التزام الراحة: الحمى عادةً ما تسبب شعورًا بالتعب والإحساس بآلام عامة في الجسم، شجعي طفلك على النوم والاسترخاء أطول فترة ممكنة، ولا تسمحي له بالذهاب إلى المدرسة أو ممارسة نشاطاته اليومية العادية إلا بعد استقرار درجة الحرارة عند الحد الطبيعي 24 ساعة في الأقل.
- الكمادات الباردة والحمام البارد: يخفض الحمام البارد درجة حرارة الجسم بسرعة والكمادات الباردة كذلك، لكن تأثيرها وقتي وغير مستمر ولا يُقارن بتأثير الأدوية الخافضة للحرارة، وتكمن فائدتها في خفض درجة حرارة الجسم حتى تساعد الأدوية المخفضة للحرارة على القيام بعملها في حالات ارتفاع درجة الحرارة عن 38.5 درجة مئوية.
ختامًا، يجب أن تنتبهي عزيزتي إلى أن ارتفاع درجة حرارة الطفل العرض الأشهر للإصابة بفيروسات البرد والأنفلونزا، وهي عادةً تحتاج من ثلاثة إلى خمسة أيام لتهبط إلى معدلها الطبيعي، لكن ارتفاع الحرارة قد يكون عرضًا للإصابة بالتهاب بكتيري في اللوزتين أو في مجرى البول ويحتاج للعلاج بالمضادات الحيوية، لذلك في جميع الأحوال احصري مجهوداتك في محاولة خفض درجة حرارة الطفل فقط، حتى تتمكني من مراجعة الطبيب ليشخص الحالة، ويصف العلاج المناسب.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم تغذية وصحة الأطفال.