حواديت ماما: دودي العضاضة

تسلية

تاريخي مع العض ابتدى لما أخويا الصغير قرر يعضني في مرة من المرات، وبعدها رحت المستشفي وبلبعت علبة مضاد حيوي علشان العضة تخف، ولغاية دلوقتي مفيش تفسير منطقي للي حصل غير إني أول مرة أتعض، فجسمي مش واخد على العض زي ما قال الدكتور، وكأن الطبيعي إن جسم الإنسان يكون متعود على العض!

العضة الثانية في حياتي كانت من دودي، وهي عندها سنة وكام شهر، بقولها هاتي بوسة يا دودي مفوقتش غير على صرختي اللي سكان القاهرة كلهم سمعوها، الغريبة إن خدي مورمش يدوب اتغير لونه بس!، فضلت مستنية قدام المراية 3 ساعات علشان أتابع المضاعفات بس للأسف محصلش حاجة، آه للأسف متستغربوش لأني كان نفسي يحصل حاجة بقى، وتيجي ماما تواسيني وتطبخ لي وياخدوا دودي شوية، وأقدر أنام يوم كامل كده زي زمان بس للأسف ده محصلش.

تسألوني بقى دودي عضتك تاني؟ الحقيقة كتير لدرجة إني "مبقتش أعد يا جيمي".

بحاول أعلمها إن العض سلوك غلط بس بفشل في كل مرة، لأنها بتعضني وبعدين تلعب لي في خدودي وتديني بوسة، بلاقي نفسي بفعصها أحضان وبوس بعدها، بحس إني ضعيفة جدًا قدام دودي، وحضن دودي، وبوسة دودي، لدرجة إني أخيرًا فهمت إحساس ماما لما كانت تشتكي مننا لبابا، ولو جه يزعق لنا جامد تقوله خلاص كفاية، هما عرفوا غلطهم وتاخدنا في حضنها.

إحساس غريب ومش مبرر إني أسيبها تغلط، بالعكس كل مرة بقف وأفهمها، وأحيانًا بعاقبها لمدة دقيقة مثلًا، ده أقصى وقت قدرت أوصل له، وبعدها تمشي الحياة عادي.

اقرئي أيضًا: ظاهرة العض عند الأطفال وحلها

الأطفال في بداية إظهار التفاعل مع الناس حواليها بتكون جميلة ومختلفة، حتى لو كان التفاعل ده من النوع المزعج زي الضرب أو الغضب أو العض اللي حكيت عنه.

في لحظة التفاعل دي بيبدأ الأب والأم تحديدًا مشاعرهم تتغير تمامًا تجاه الطفل، وده اللي حصل معايا.. مشاعري في البداية كانت مجرد مشاعر أم مسؤولة عن بنتها اللي المفروض تاخد بالها منها، ومن صحتها ونظافتها وأكلها وخلاص، لكن بعد الشهر الثالث وبعد ما بدأت الحركات تظهر والتفاعل يكبر المشاعر أخذت شكل مختلف تمامًا، وقتها شفت دودي كبني آدم له تصرفات وردود فعل، حنينة وطيبة وساعات عصبية ورخمة، ليها متطلبات غير الأكل والنظافة، عاوزة تلعب وتخرج، عاوزاني أحكي لها حواديت وأقعد أقرأ كتاب جنبها، بقت بتحتاج حضني أكثر وبتحبني وأنا ببوسها ودايمًا عاوزة تكون جنبي حتى وهي نايمة..

اقرئي أيضًا: أهمية استجابتك لطفلك

الحب اللي بيني وبينها أكبر من العضات اللي أخدتها منها واللي لسه هاخدها، ومع إن بقالها فترة معضتنيش وجسمي مفيهوش علامات، إلا إني مفتقدة عضاتها جدًا ونفسي أقوم حالًا أعضها يمكن تردها لي وتعضني، فأزعل وتصالحني وتبوسني وأفعصها في حضني!

بحبك يا عضاضة..

عودة إلى منوعات

إيمان رفعت

بقلم/

إيمان رفعت

أحب الكتابة فهي طريقتي في التعبير عن كل ما أعرفه وأشعر به. صديقي هو الكتاب وحياتي هي أسرتي الصغيرة.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon