بعد ولادة ابنتي بشهور حضرت فرح صديقة، وهناك قابلت إحدى الطنطات -زي ما بحب أسميهم- وسلمت عليا بحرارة وباركت لي على الولادة، وفجأة خرجت الجملة منها وصدمتني: "مبروك بس هي ليه مش حلوة شبهك طالعة لمين دي؟"، ودي كانت بداية مواجهتي لفكرة التنمر على الشكل .
التنمر على الشكل
كانت أول مرة أواجه المجتمع المصري الجميل المتدين اللطيف، اللي بيقول كلام ميعرفش تأثيره إيه على اللي قدامه، واللي في الغالب الكلام اللي بيقوله بيعبر عن إرثه الثقافي العريق!
لما واجهت الموقف ده تحديدًا أنا معرفتش أرد، لأنه كان جديد عليا، لكن من بعده اتعلمت أدافع عن ابنتي، حتى لو هي لسه بترضع وشايلاها على إيدي، ومش مدركة تفاصيل اللي بيحصل حواليها، وعاهدت نفسي من اليوم ده إن اللي هيقول كلمة تؤذي مشاعر ابنتي، هرد عليه في نفس اللحظة بمنتهى القوة!
نفسية الرضع
بعد فترة بدأت أقرأ عن التعامل مع نفسية الطفل من وقت ولادته، وفاجأتني معلومة إن مشاعر الطفل بتكبر وبتتأثر من اللحظة الأولى للولادة، ولو الطفل ما زال رضيع في السنة الأولى من عمره فده مش معناه إن مشاعره مبتتكونش، مشاعر أطفالنا بتتكون في المرحلة دي نتيجة ردود فعلنا.
يعني على سبيل المثال: في الموقف اللي أنا حكيته فوق، لما الجملة اتقالت لي ملامح وشي اتغيرت وامتعضت جدًا وظهر عليا الغضب، صحيح معرفتش أرد لكن أنا اتغيرت، وفي نفس اللحظة دي كانت بنتي بتبص لي وأنا شايلاها وعينها في عيني، وهي دي المشاعر اللي بتوصل للطفل سواء إيجابية أو سلبية.
- لو ضحكتي وفرحتي وأنتِ بتلعبي مع طفلك بيحس.
- ولو زعلتي واتخنقتي برضه بيحس.
- وكل ما بيكبر أكتر بيحس أكتر، وبيبدأ يفهم الكلام وتعبيرات الوشوش، علشان كده خافي على مشاعر أولادك!
التعامل مع التنمر على الشكل
لغاية اللحظة دي بسمع كلام من نوعية "شعرها مش حلو زيك"، "لون بشرتها غامق عنك".. إلخ، وكل الكلمات طبعًا مع نظرة شفقة في عين اللي بيقول لها كأنه بيواسيني، وميعرفش إنه هو اللي محتاج اللي يواسيه، لكن الجديد إني بقيت برد وبقوة وحزم وقدام البنت علشان هي كبرت وبتفهم، وعلشان لما تدخل المدرسة وتلاقي شعر صاحبتها ناعم وبيهفهف متجيش تقولي اعملي لي بروتين يا ماما علشان صحباتي بيقولولي شعري وحش!
لازم تتعلم إنها حلوة زي ما هي، ومحدش يقدر يحكم على جمالها، وإن كل اللي بيواجهها وهيواجهها من كلمات وأحكام سخيفة، مش المفروض يكون ليها أي معنى عندها.