6 خطوات لتقبل شكل جرح الولادة القيصرية

شكل جرح الولادة القيصرية

بعد أن رزقني الله بطفلي الجميل، فوجئتُ بأنني لا أستطيع تقبل شكلي الجديد، ولم أستطع التصالح مع شكل جرح الولادة القيصرية، وترهلات بطني، ولا مع علامات التمدد التي انتشرت في أغلب أنحاء جسمي، حتى أنني كنتُ أكره تلك الشعرة البيضاء التي ظهرت مؤخرًا في الجانب الأيسر من رأسي، ولم يكن من السهل أبدًا أن أستعيد الثقة في نفسي مرة أخرى. وبعد رحلة طويلة مليئة بالمشاعر المتضاربة، أكتب لكِ هذا المقال المميز، فإذا كنتِ تمرين بمرحلة عدم تقبل شكل الجسم بعد الولادة، فأنا معكِ هنا لأخبركِ بخلاصة تجربتي وأطمئنكِ أن هذا الأمر طبيعي وتمر به الكثير من الأمهات، وأرشدكِ إلى بعض الخطوات التي ستساعدكِ على عبور هذه المرحلة بسلام.

تقبل شكل جرح الولادة القيصرية

قد تنظرين إلى بطنكِ في المرآة وتتأملين شكل جرح الولادة، وتشعرين بأن هذا ليس جسمك، هذه ليست أنتِ، ولكن لا تقلقي فإن هذه المرحلة طبيعية بعد الولادة، وتمر بها أغلب الأمهات، وتزيد من هذا الشعور السلبي الاضطرابات الهرمونية في فترة ما بعد الولادة.

ترسخت في أذهاننا معايير زائفة للجمال، فلا بد أن تكون بطوننا ممشوقة وبشراتنا صافية لكي نصبح جميلات، ولكن الحقيقة أنكِ جميلة بالفعل في جميع الأحوال، فستجدين صغيركِ بفطرته يحبكِ أيًا كان شكل جسمك، ويراكِ أهم شخص على وجه الأرض، فكوني قوية من أجله وتذكري أن هذا الجرح ما هو إلا بوابة عبوره للحياة، فكوني ممتنة لهذا الجرح وتقبلي فكرة وجوده، وتأكدي أنه لا يؤثر أبدًا على جمالكِ. حبي نفسكِ كما يحبها صغيركِ ببراءته وفطرته النقية السليمة.

نصائح لاستعادة الثقة في النفس بعد الولادة

  1. تقبلي شكل جسمكِ أيًا كان: جميعنا لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف، فليس هناك شخصًا كاملًا أبدًا، لذا توقفي عن التركيز على نقاط ضعفكِ، وشجعي نفسكِ بدلًا من لومها. تقبلي شكل جسمكِ لكي تتمكني من التعامل معه بشكل صحيح، فعندما تتقبلين شكله وتحبينه ستتمكنين من شراء الملابس المناسبة لكِ، وتناول الأطعمة التي يحتاجها جسمكِ بالفعل وليس لمجرد تناول الطعام، ما سيساعدكِ على الوصول به إلى أفضل حالة.
  2. تجنبي التقليد أو المقارنة: المقارنة هي طريقكِ السريع للإحباط، فلا تقارني نفسكِ أبدًا بأي امرأة أخرى، وكوني أنتِ مرآة نفسكِ، فلكل شخص سمات مختلفة وطبيعة جسم فريدة ومميزة، والشخص الوحيد المسموح له بوضع معايير الجمال الخاصة بكِ هو أنتِ، فاسألي نفسكِ ما الطريقة التي تريدين تحسين مظهركِ الخارجي بها وابدئي باتخاذ خطوات إيجابية نحو هدفكِ من أجلكِ أنتِ وليس من أجل إرضاء الآخرين أو محاولة التشبه بهم.
  3. كوني صديقة جيدة لنفسك: الصديق الجيد يرشد صديقه نحو الطريق الصحيح ويدفعه للأمام، ولا يحبطه أو يقلل منه، فكوني الصديقة الأولى لنفسكِ وخذي بيدها للطريق الصحيح لاستعادة الثقة مرة أخرى، وراجعي نفسكِ وأعيدي ترتيب حياتكِ من جديد، وساعدي نفسكِ على اتخاذ القرارات السليمة التي تغير حياتكِ للأفضل.
  4. كافئي جسمكِ: دللي جسمكِ وكافئيه على الصمود وتحمل رحلة الحمل والولادة والسهر والرضاعة، وذلك عن طريق تناول الأطعمة المغذية والمفيدة، وممارسة الرياضة، والنوم لفترات كافية، وتناول المكملات الغذائية اللازمة التي يصفها لك طبيبك بعد الولادة، وترطيب بشرتكِ والاهتمام بها، وهكذا. هذا هو ما يحتاجه جسمكِ ويسعد به، فتعاملي مع جسمكِ على أنه كيان بعينه، واعتني به وأشبعي احتياجاته، بل وتحدثي معه وعبري له عن امتنانكِ في كل مرة يصمد معكِ في أي مهمة شاقة، وقد يبدو الأمر جنونيًا، ولكن الحقيقة أن هذه الطريقة فعالة جدًا عن تجربة.
  5. خصصي وقتًا خاصًا لممارسة أنشطتكِ المفضلة: ركزي على ما يسعدكِ ويساعدكِ على الشعور بالرضا والسكينة، وخصصي وقتًا مقدسًا في يومكِ لممارسة الأنشطة التي تعيد إليكِ روحكِ من جديد، فمهما كنتِ مشغولة لا تهملي هذا الوقت، فهو ليس مهمًا لكِ أنتِ فقط، بل إنه ينعكس أيضًا على جميع أفراد أسرتكِ.
  6. أحيطي نفسكِ بالأشخاص الذين تشعرين معهم بأنكِ أفضل: قد تشعرين بأنكِ ترغبين في الانعزال عن العالم، ولكن هذا ليس حلًا جيدًا، فكثيرًا ما نحتاج إلى الدعم من المقربين منا، فانعزلي فقط عمن يسببون لكِ التوتر والإحباط، وأحيطي نفسكِ بالأشخاص الذين يدعمونكِ ويحبونكِ ويرفعون من روحكِ المعنوية.

وأخيرًا، الأمر ليس سهلًا، ولكنه ليس مستحيلًا، فأنا الآن وبعد صراع طويل، أصبح لا يعنيني شكل جرح الولادة القيصرية، ولم تَعُد تزعجني الشعرات البيضاء التي بدأت في غزو رأسي، وتصالحتُ مع علامات التمدد المنتشرة في جميع أنحاء جسمي، وأحاول محاربة الـسيلوليت ولا أعلم من سيربح في النهاية، ولكن لا يهم، المهم أن روحي قد عادت إليّ، ولم يتغير شكل جسمي كثيرًا، ولكن تغيرت روحي وأصبحت أكثر امتنانًا وإشراقًا من الداخل. وأنتِ أيضًا، خذي وقتكِ وابحثي عن طرق تغذية روحكِ، وحتمًا سيأتي اليوم الذي تشرق شمسكِ فيه من جديد.

عودة إلى منوعات

هنا راضي

بقلم/

هنا راضي

أعشق القراءة خاصًة في علم النفس والسلوك، والتربية الإيجابية. أتطلع إلى تطبيق وتطوير الأساليب التربوية التي أتبناها مع مولودي الصغير الذي ينمو بداخلي الآن. وأؤمن أن القلم مرآة القلب، فهو يستطيع التعبير عن ما يعجز اللسان عن التفوه به.

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon