الحمى هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وعادة ما تكون علامة على العدوى، والحمى في حد ذاتها تعتبر غير ضارة، ولا تحتاج عادة لعلاج، وحرارة الجسم الطبيعية قد تتراوح بين "36.1 مئوية" و"37.2 مئوية" أو أكثر، ويعتبر الشخص مصابًا بالحمى إذا كانت درجة الحرارة المقاسة عن طريق الفم أزيد من 37.8 مئوية، الحمى أمر يسهل التعامل معه في العموم، إلا أنها قد تشكل أزمة لدى الأمهات المرضعات، وذلك ما يدفع الأمهات إلى التساؤل حول مدى تأثير الحمى في أطفالهن من خلال الرضاعة الطبيعية، في هذا المقال، نجيبك عن تساؤلك "هل حرارة الأم تؤثر على الرضيع أثناء الرضاعة؟"، ونقدم لك كل ما تحتاجين لمعرفته بخصوص أنواع الحمى المختلفة وتأثيرها في الرضاعة الطبيعية.
هل حرارة الأم تؤثر على الرضيع أثناء الرضاعة؟
يقول المتخصصون، من الممكن أن ترضع الأم طفلها خلال إصابتها بالحمى، خاصة وأنه خلال العدوى، يكون الحليب أكثر ثراءً بالأجسام المضادة والكريات البيضاء، وكلاهما ضروري في تطوير جهاز المناعة لدى الطفل، والحالة الوحيدة التي لا يجب أن ترضع فيها الأم طفلها، هي إذا كانت الحمى تجعلها تشعر بالضعف، إليك بالتفصيل كيفية رضاعة طفلك خلال إصابتك بأنواع الحمى المختلفة.
الرضاعة أثناء إصابة الأم بالحمي العادية
في حالة الحمى العادية (ارتفاع الحرارة نتيجة نزلات البرد والأنفلونزا) التي يزيد فيها احتمال إصابة الطفل الرضيع بالعدوى من الأم، حتى قبل أن تظهر عليها الأعراض وتصل لمرحلة المرض، وتبدأ المعاناة من الحمى أو سيلان الأنف أو الإسهال أو السعال أو الطفح الجلدي أو القيء .. إلخ، فى هذا الوقت تُنصح الأم بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى تحمي طفلها من العدوى.
وإذا التقط الطفل العدوى فسيصاب بالمرض بشكل أخف عن لو توقفت الأم عن إرضاعه تمامًا، وستندهشين عندما ترين أنه كثيرًا ما لا يصاب طفلك بالعدوى رغم مرضك.
الرضاعة أثناء إصابة الأم بالحمي المالطية
قد تنتقل فيروسات الحمى المالطية من الأم للطفل الرضيع، لذا عليك استشارة الطبيب قبل الاستمرار في الرضاعة الطبيعية وقبل التوقف عنها أيضًا، بالإضافة إلى أن الأدوية التي تعالج الحمى المالطية هي من الأدوية التي لا يتناولها الصغار قبل عمر الثامنة، مثل الدوكسيسيكلين وغيره.
في كل الأحوال، عليك استشارة الطبيب لأن حالتك قد تكون بسيطة لا تستدعي فطام صغيرك.
الرضاعة أثناء إصابة الأم بحمى النفاس
يعتبر ارتفاع درجة حرارة المرأة في أول يوم بعد الولادة أمرًا طبيعيًا، أما إن استمرت في ارتفاعها لأكثر من 37.8 درجة مئوية خلال الأسابيع التالية للولادة فيعتبر ذلك حالة مرضية تسمى حمى النفاس، ولها مضاعفات خطرة على حياة الأم.
حمى النفاس لها عدة أسباب، منها التهاب المجرى البولي بسبب تلوث منطقة الجرح، أو الإصابة بنزلات البرد، والتهابات في الجهاز التنفسي أو التهاب بطانة الرحم بسبب بقاء جزء من المشيمة أو الأغشية المحيطة بها داخل الرحم، ما يمثل بيئة خصبة لنمو البكتيريا.
وفي حالة الولادة القيصرية، قد تصاب المرأة بحمى النفاس نتيجة حدوث التهاب في الجرح أو في أوردة الحوض أو الساق، وتظهر أعراض مثل تورم الساق وارتفاع حرارتها مع آلام شديدة في عضلات الساق.
بالنسبة للرضاعة:
خلال إصابتك بأمراض مثل الحمى أو الزكام والتهاب الحلق والأنفلونزا ومغص المعدة والتهاب الثدي وما إلى ذلك، يجب عليك الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، ما عليك سوى تذكير طبيبك بأنك ترضعين طفلك، حتى إذا كانت هناك حاجة إلى أدوية يمكنه أن يصف شيئًا متوافقًا مع الرضاعة الطبيعية.
علاج السخونة عند الأم المرضعة
إليك مجموعة من العلاجات لتخفيف وعلاج السخونة عند الأم المرضعة:
- تناول الأدوية، لا ينصح باستخدام مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان، بما في ذلك أنواع أخرى من الأدوية، خلال الرضاعة الطبيعية، لأنها قد تقلل بشكل كبير من إدرار الحليب، لذلك عليك استشارة الطبيب لاختيار الدواء المناسب لفترة الرضاعة.
- شرب كمية كبيرة من السوائل لتبقي في حالة رطبة.
- ارتداء ملابس خفيفة.
- استخدام بطانية خفيفة إذا كنت تشعرين بالقشعريرة حتى تنتهي.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
عليك زيارة الطبيب إذا صاحب وجود الحمى أي من الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس.
- صداع شديد.
- طفح جلدي.
- ألم البطن.
- ألم في الصدر.
- قيء متكرر.
- جفاف الفم، ونقص البول أو بول داكن.
- صعوبة في ابتلاع السوائل.
- ألم مع التبول أو ألم في الظهر.
اقرئي أيضًا: 8 أعراض تصيب الطفل الرضيع تستدعي الذهاب للطبيب
ختامًا، حاولنا من خلال المقال أن نجيبك عن تساؤلك "هل حرارة الأم تؤثر على الرضيع أثناء الرضاعة؟"، في كل الأحوال، كل ما عليك هو الانتباه دائما لصحتك وصحة طفلك، والتحدث إلى الطبيب بخصوص كل ما يقلقك.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بتغذية وصحة الرضع على "سوبرماما".