قد تعاني المرأة في بداية زواجها من بعض الآلام عند حدوث العلاقة الحميمة مع زوجها، ولكن من المفترض أن تزول هذه الآلام تدريجيًّا، وتستطيع الزوجة الاستمتاع بالجماع، وتصبح مصدر سرور لها كما لزوجها، لكن في بعض الأحيان تستمر الآلام لفترة أطول، وربما تظهر فجأة بعد فترة من الزواج دون سبب ظاهري يدركه الزوجان، ما قد يؤدي إلى عزوف المرأة عن العلاقة، ورفضها المتكرر لذلك، وقد يسبب هذا فجوة بين الزوجين، وعادةً ما يكون الألم شكوى أساسية للمرأة دون الرجل، باختلاف أسبابها العضوية حينًا والنفسية حينًا آخر. فيما يلي نستعرض معكِ أهم أسباب الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية، وكيفية علاجه.
أسباب الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية
يُعرف الألم في أثناء العلاقة الحميمة بعسر الجماع، ويتراوح بين المحتمل إلى الشديد، وقد يحدث في أثناء العلاقة أو بعدها، وتشمل أسباب الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية:
- ألم المرات الأولى للجماع بعد الزواج، ودرجته نسبية، فبعض الزوجات لا يشعرن سوى بوخزة بسيطة، وقد يظل هناك قليل من الألم لعدة مرات متتالية بسبب بقايا غشاء البكارة والجرح، ولأن فتحة المهبل تكون صغيرة ولم تتسع بعد لهذه العلاقة التي لم يعهدها جسم الفتاة من قبل.
- ألم في بداية العلاقة، ويحدث بسبب التعرض للإصابة بالالتهابات المهبلية أو بعض الأمراض الجلدية، ويحدث فجأة، بحيث تكون الزوجة طبيعية في المرات السابقة، ويتضاعف الألم من مرة لأخرى، ومن ملاحظات هذا النوع وجود رائحة كريهة لإفرازات المرأة في غير أوقات العلاقة.
- ألم بعد سن اليأس، بسبب جفاف المهبل وقلة الإثارة، وقد يؤثر ذلك في الحالة النفسية، وهذا يُعالج ببعض المستحضرات كالمزلق الحميمي، وبعض الأدوية التي تقلل جفاف المهبل، وقد تحدث هذه الحالة قبل هذه السن بسبب بعض الأمراض الأخرى، كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم زيادة الدهون في الدم، كذلك الأنيميا الحادة.
- ألم في الحوض، الذي قد يكون من أسبابه الأورام الليفية في الرحم، أو انقلاب الرحم، أو وجود التصاقات في الحوض، وكذلك في حالات القولون العصبي، والتهاب المثانة.
- التشنج المهبلي، وهو عبارة عن تشنج عضلات المهبل، ما يسبب صعوبة في إيلاج أي شيء داخل المهبل، سواء عضو الزوج في أثناء العلاقة أو فحص الطبيبة، وغالبًا ما يكون السبب نفسيًّا، إذ تربط المريضة العلاقة الجنسية بالألم والخوف الشديد. التشنج المهبلي نوعان، الأول يحدث مع أول جماع بعد الزواج، والثاني التشنج المهبلي الثانوي، وهو ما يظهر بعد فترة من إقامة علاقة جنسية طبيعية، وقد يحدث بسبب مشكلة في المهبل أو ذكرى نفسية سيئة في أثناء ولادة مسبقة، وهذا يعد من أسباب الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية.
جميع هذه الآلام لها حلول بعلاج أسبابها، ووصف المشكلة للطبيبة التي ترتاحين إليها مهم، وقد ترغب الطبيبة في الفحص السريري للتأكد من مكان الألم، وبالتالي تشخيص الحالة.
كيفية علاج آلام العلاقة الزوجية
بع معرفة أسباب الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية، من المهم معرفة أنه يعتمد علاج عسر الجماع على معرفة السبب خلفه، وبصفة عامة هو حالة قابلة للعلاج، الذي تشمل خياراته ما يأتي:
- المضادات الحيوية ومضادات الفطريات: إذا كان الألم ناتجًا عن عدوى مهبلية، فقد يعالجها الطبيب بالمضادات الحيوية أو مضادات للفطريات وفقًا لنوع العدوى، وقد يصف الكورتيكوستيرويدات الموضعية لتخفيف الالتهاب والحكة.
- المزلق الحميمي: إذا كان السبب وراء الألم جفاف المهبل، فتساعد المزلقات الحميمية على سهولة الإيلاج، والتخلص من الألم.
- الهرمونات الموضعية: إذا كان الألم بسبب انقطاع الحيض، فقد يصف الطبيب الكريمات التي تحتوي على الإستروجين لاستخدامها موضعيًّا، التي تزيد سُمك أنسجة المهبل وتقلل الألم.
- زيادة فترة المداعبات: تساعد إطالة فترة المداعبات على زيادة الإفرازات المهبلية، واسترخاء عضلات المهبل، ما يسهل الإيلاج ويقلل الألم.
- المسكنات: تساعد المسكنات على تخفيف الشعور بالألم بعد الجماع، لكن استشيري الطبيب قبل تناولها، خاصةً في حال وجود حمل.
- إفراغ المثانة: يساعد إفراغ المثانة على تقليل الضغط على المهبل، ما يقلل الشعور بالألم.
- أخذ حمام دافئ: يساعد الماء الساخن على استرخاء عضلات المهبل ما يسهل الإيلاج.
- تمارين كيجل: تقلل الألم في أثناء العلاقة الحميمة، عن طريق تقوية جدران المهبل وعضلاته.
- استخدام أكياس الثلج: استخدام أكياس الثلج على المهبل بعد الجماع، يقلل الشعور بالألم بشكل كبير.
استعرضنا معكِ عززيتي أهم أسباب الشعور بألم أثناء العلاقة الزوجية، حاولي عزيزتي إخبار زوجك في حال إحساسكِ به، حتى يدعمك ويتفهم حالتكِ إلى أن تحصلي على العلاج المناسب.
تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل، ولتوطيد علاقتكِ بزوجكِ ومعرفة مزيد من النصائح المفيدة لكما، زوري قسم العلاقات الزوجية في "سوبرماما".