هل صحيح عدم استحمام المولود حتى اليوم الأربعين؟

يجب أن نعترف أن أساطير ومعتقدات الجدات المرتبطة بالحمل والولادة وتربية المولود لا تزال تمثل المعين الأول الذي تنهل منه الأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، فهناك الكثير من الأفكار والتقاليد الراسخة فيما يتعلق بالتعامل مع المولود الجديد، والتي تشمل الرضاعة واختيار الملابس والاستحمام، والحقيقة أن الكثير من هذه الأفكار لا تتعارض مع الحقائق العلمية التي تم اكتشافها خلال العقود الأخيرة، ومن ضمن الأفكار المتوارثة بين قطاع معتبر من الأمهات تأخير تحميم المولود حتى يتخطى الأربعين، فما مدى صحة هذه المعلومة؟

هل يمكن ترك المولود دون استحمام أربعين يومًا؟

بعض الأمهات يعتمدن على الإحساس الشخصي بحاجة الطفل للاستحمام، من حيث الحاجة لإزالة الأوساخ والروائح غير المستحبة، وهن في العادة يهتممن بتنظيف الطفل جيدًا عند تغيير حفاضاته، كما أنهن قد يقمن بمسح جسم الطفل كاملًا بقطعة من القطن بالإضافة إلى اللوشن الخاص بالطفل، وقد تعتبر هذه الإجراءات كافية لتنظيف الطفل في الأيام الأولى من حياته، خصوصًا إذا كان الطفل لا يرتدي ملابس ثقيلة تؤدي إلى تعرقه.

ولكن أربعين يومًا تعتبر فترةً طويلةً، والاستحمام لا يمكن اعتباره ضررًا على المولود بأي حالٍ من الأحوال، طالما التزمت الأم بتوفير المياه في درجة حرارة مناسبة، وقامت بتجفيف الطفل ووضع ملابسه بسرعة، بل أن الاستحمام يساعد على استرخاء الطفل وتهيئته للنوم.

 

الحمام الأول للطفل

درجت المراكز الطبية المختلفة خلال العقود الأخيرة على تحميم المولود فور ولادته، وبمجرد خروجه من حجرة الولادة، ولكن التوصيات الطبية العالمية الآن توصي بتأخير الحمام الأول لعدة ساعات بعد الولادة، ولأربعٍ وعشرين ساعةٍ كاملة طبقًا لمنظمة الصحة العالمية.

لماذا يُنصح بتأجيل الحمام الأول للطفل؟

يرجع ذلك لسببين رئيسيين:

  • زيادة حساسية المولود للبرودة، مما قد يؤدي لخفض مستويات السكر في دم المولود إذا أحس بالبرودة بعد الولادة مباشرةً، وأيضًا انخفاض درجة حرارة الجسم.
  • أن جسم المولود عند الولادة يكون مغطىً بطبقةٍ شمعية تعمل على حفظ درجة حرارة الجسم من جهة، كما تعمل على حمايته من التعرض للعدوى بالميكروبات المختلفة من جهةٍ أخرى، وعلى أرض الواقع تقوم بعض الأمهات بتدليك الطفل بهذه المادة الشمعية للاستفادة من خصائصها المرطبة.

حمام الطفل الأول في المنزل

بمجرد خروج الطفل من المستشفى لا يوجد جدول زمني محدد لاستحمام المولود في المنزل، فيمكن أن يكون بمجرد وصول الطفل للمنزل، ويمكن أن يتم تأجيله ليومٍ أو يومين، بل أن بعض المراكز الطبية توصي بعدم غمر جسم المولود بالماء حتى سقوط الجزء المتبقي من الحبل السري في السرة، وهو ما يعني تأجيل الحمام الأول لأسبوعٍ كاملٍ على الأقل.

المعدل الصحي لاستحمام المولود في المنزل

في حين ينصح بعض الأطباء بحمام يومي للمولود حتى في فصل الشتاء، ينصح البعض الآخر بالاستحمام مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا فقط، ولا يرى آخرون بأسًا في اقتصار الاستحمام على حمام واحد أسبوعيًا.

ما هو الوقت المناسب لتحميم الطفل؟

يفضل تحميم الطفل قبل النوم ليلًا في فصل الصيف، بينما يفضل وقت الظهيرة في فصل الشتاء، كما يجب مراعاة ألا يكون الطفل جائعًا، كما يجب مراعاة ألا يكون الحمام بعد الرضاعة مباشرةً، ومدة الحمام لا تتجاوز 5 إلى 10 دقائق في كل الأحوال.

عزيزتي الأم، إن الاعتدال والتوسط في التعامل مع احتياجات المولود الجديد يعتبر ضمانًا كافيًا للحفاظ على صحته وسلامته، فلا يجب عليكِ المبالغة في تدفئته بالملابس الثقيلة صيفًا، ولا تخفيف ملابسه شتاءً، وكذلك الحال بالنسبة للاستحمام، فلا يجب على الأم أن تحمم طفلها يوميًا عدة مرات، كما أنه يفضل ألا يمر أسبوع كامل دون حصول الطفل على حمام دافئ.

لمعرفة المزيد عن حمام المولود الأول اقرئي هذا المقال.

عودة إلى رضع

د. نوران صادق

بقلم/

د. نوران صادق

طبيبة أربعينية وأم لأربعة أطفال، أمتلك خبرة جيدة في مجاليّ الطب والتعليم، أهتم كثيرًا بأمور المنزل والتغذية وتربية الأولاد.

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon