الرضاعة الطبيعية الوسيلة المثالية لتغذية الأطفال الرضع وتطورهم ونموهم، وتقدم فوائد جمة لكل من الأم والطفل، ولكن في بعض الحالات قد تضطر الأم للتخلي عن الرضاعة الطبيعية بصورة مفاجئة، إما لمشكلات صحية أو ظروف طارئة، وفي مثل هذه الحالات، يلجأ كثير من الأمهات إلى حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام، وهي أدوية تُستخدم لوقف إنتاج الحليب، حتى لا يحتقن الثدي ويسبب آلامًا للأم بعد التوقف عن الرضاعة، وقد كان استعمال تلك الأدوية منتشرًا جدًّا في تسعينيات القرن الماضي، سواءً كان التوقف سريعًا أو تدريجيًّا، ولكن وُجد أن هذه الأدوية غير آمنة صحيًّا، وتوقف استعمالها إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. في هذا المقال سنلقي الضوء على مميزات هذه الحبوب ومخاطرها، ونصائح للفطام المفاجئ دون أدوية.
مميزات حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام
يُوجد عديد من الأدوية التي تُستخدم لوقف إنتاج الحليب، وسيصف لكِ الطبيب منها ما يناسب حالتك، واستخدام الأدوية بصفة عامة لوقف إنتاج الحليب يتميز بنتائجه السريعة، مقارنةً بالوصفات الطبيعية أو فكرة الفطام التدريجي، لأنه يوقف إنتاج الحليب بعد فترة قصيرة للغاية، ما يجنبكِ احتقان الثدي والألم المصاحب له، وفيما يلي نقدم لكِ أبرز هذه الأدوية ومميزات كل منها:
- دواء البروموكريبتين (Bromocriptine): يعمل هذا العقار عن طريق وقف إنتاج البرولاكتين (الهرمون الذي يحفز إنتاج الحليب)، ما يساعد على تجفيف الثدي في فترة قصيرة، وبعد جرعة واحدة إلى جرعتين، ولا يؤثر في مستوى الهرمونات الأخرى في الجسم.
- الأدوية التي تحتوي على هرمون الإستروجين: يساعد الإستروجين على تقليل إدرار حليب الثدي، وإذا كنتِ تخططين لمنع الحمل، فيمكن تناول الحبوب المركبة التي تحتوي على الإستروجين، وبالتالي توقفين إدرار الحليب، وتتجنبين حدوث حمل غير مخطط له، وعادةً ما تعمل هذه الحبوب على وقف إنتاج الحليب في غضون خمسة إلى سبعة أيام من بدء الاستخدام.
- الأدوية المضادة للاحتقان سودافيد (Sudafed): تُستخدم هذه الأدوية في الأساس لعلاج احتقان الأنف، وتتميز بأنها تقلل إنتاج الحليب بعد جرعة واحدة إلى جرعتين بمعدل 60 ملليجرامًا في المرة، ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال في هرمونات الجسم.
مخاطر حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام
رغم أن استخدام الأدوية لتجفيف الحليب وسيلة سريعة ومناسبة للأم، خاصةً في الحالات الطارئة كالسفر وغيرها، فإن لكل من هذه الأدوية آثارًا جانبية، بعضها قد يصل إلى حد الخطورة، سنذكرها لكِ فيما يلي:
البروموكريبتين: يصاحب استعماله عديد من الآثار الجانبية التي تشمل:
- الدوار.
- الغثيان.
- تساقط الشعر.
- في حالات نادرة جدًّا أو إن كانت السيدة تعاني من مشكلات في القلب، فقد يسبب تعاطيه بكثرة ولفترة طويلة نوبات قلبية قد تؤدي للوفاة.
بصفة عامة فإن هذا الدواء غير معتمد لاستخدامه لوقف إنتاج الحليب من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولكنه عادةً ما يُوصف لقلة البدائل، لذا من المهم إطلاع طبيبك على حالتك الصحية قبل تناوله.
الإستروجين: تتسبب الأدوية التي تحتوي على الإستروجين في عديد من الآثار الجانبية أهمها:
- زيادة لزوجة الدم، وهذا ما يقلق بعض الأطباء، خوفًا من حدوث تجلطات ولو صغيرة، لذا أحيانًا ما يصف الطبيب للأم تناول قرص أسبرين يوميًّا، للحفاظ على لزوجة الدم في معدلها الطبيعي.
- اضطراب مستوى الهرمونات في الجسم بشكل يؤثر سلبًا في الرغبة الجنسية.
- احتمال حدوث تكيسات في المبيض.
السودافيد: رغم عدم تفصيل أسباب التوصية بعدم استعمال السودافيد كدواء يساعد على وقف إنتاج الحليب، فإن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منعت استعمال الدواء نهائيًّا لهذا الغرض، وقد توقف إنتاجه في بعض الدول العربية، لذا فضلنا ذكره للتنبيه فقط، وتشمل آثاره الجانبية:
- ارتفاع ضغط الدم.
- سرعة ضربات القلب.
- الصداع.
- الغثيان.
- الدوار.
- العصبية.
- صعوبة النوم.
دواعي استعمال أدوية وقف إنتاج الحليب
تُستخدم أدوية وقف الحليب لمنع تراكم الحليب داخل الثدي الذي قد يسبب المضاعفات التالية:
- الإصابة باحتقان في الثديين عند بدء فطام الرضيع، هذا الاحتقان يؤدي إلى تحجر الثديين، وجعلهما شديدي الحساسية حتى للمس الخفيف، مع الشعور بألم شديد، وهذا الاحتقان غالبًا ما يكون مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة، وآلام عامة في الجسم أيضًا.
- التعرض لالتهاب في الثديين أو أحدهما نتيجة الاحتقان.
- الإصابة بخراج نتيجة لانسداد في إحدى القنوات اللبنية أو بعضها.
طريقة فطام الطفل دون أدوية
يمكنكِ تفادي الآثار الجانبية لهذه الأدوية عن طريق اتباع بعض النصائح عند فطام الطفل، تعرفي إليها فيما يلي:
- الفطام التدريجي بتقليل عدد الرضعات بمقدار رضعة واحدة كل عدة أيام (ثلاثة إلى أربعة أيام)، ويمكنكِ التأكد من صحة طريقتك وفاعليتها في وقف الرضاعة، بمتابعة عدم حدوث أي احتقان للثديين، أو وصولهما لحالة الامتلاء بالحليب.
- تقليل الرضاعة ليلًا ثم منعها تدريجيًّا.
- تقليل مدة كل رضعة بتشتيت انتباه الطفل عند الرضاعة، وبذلك تقل كمية الحليب التي يحصل عليها الطفل مع كل رضعة وعلى مدار اليوم، ما يقلل إنتاج الحليب.
قد تساعد الوصفات الطبيعية على تقليل إنتاج الحليب في الثدي أيضًا، ما يجنبكِ الإصابة بالاحتقان، هذه الوصفات تشمل:
- مغلي المريمية: من الوصفات الشعبية التي استُخدمت في الطب البديل لوقف إنتاج الحليب، ومع ذلك فإنه لا توجد دراسات كافية حول تناولها في أثناء الرضاعة، بالإضافة إلى أن الجرعات العالية منها يمكن أن تخفض نسبة السكر في الدم وتسبب الغثيان أو الدوخة، لذلك يجب التوقف عن استخدامها في حالة ظهور أي أعراض، والاكتفاء بفنجان واحد يوميًّا.
- مغلي الياسمين: قد يخفض الياسمين مستويات البرولاكتين، ومع ذلك، لم يحدد الباحثون بعد المستويات الآمنة لهذه العشبة. لذلك قد يكون من الآمن استخدامه فقط كمكون إضافي على الشاي، كعبوات الشاي بالياسمين الجاهزة.
- زيت النعناع: قد يقلل زيت النعناع إدرار الحليب عند وضعه مباشرةً على الثديين، وقد يؤدي الوخز الذي يسببه إلى تخفيف آلام احتقان الثدي أيضًا، ومع ذلك، يكون الزيت سامًّا عند تناوله بجرعات عالية، لذلك يجب تجنب استخدامه عند الاستمرار في الرضاعة، حتى لا تلامس يد الرضيع الثدي، ثم يضعها في فمه، ما يعرضه لمخاطر التسمم.
- البقدونس: يخفض البقدونس مستويات البرولاكتين، ويمكن تناول كوب من مغلي البقدونس مرة يوميًّا، أو إضافته إلى أطباق السلطة.
نصائح للفطام المفاجئ
يؤدي التوقف عن الرضاعة الطبيعية فجأة إلى عديد من المشكلات، أهمها تراكم الحليب في الثدي، الذي يصاحبه احتقان وشعور بالألم، وقد يسبب انسداد القنوات اللبنية، ويتيح الفطام تدريجيًّا الوقت لتقليل إنتاج الحليب وإيقافه، ومع ذلك قد تضطرك الظروف، كالمرض والسفر إلى الفطام المفاجئ، وفي هذه الحالة ننصحكِ عزيزتي باتباع النصائح التالية لتجنب احتقان الثدي والمضاعفات الأخرى:
- حاولي عصر الحليب الزائد من الثديين عند امتلائهما بالحليب، وتجنبي استخدام المضخة لأنها تزيد إدرار الحليب.
- استعيني بالمسكنات بعد الرجوع للطبيب.
- استعملي أوراق الكرنب المبردة بوضعها داخل حمالة الصدر، فهي تقلل التورم.
- استخدمي الكمادات الباردة لتقليل الألم.
- لا تترددي في الحصول على حمام دافئ، مع تدليك ثدييكِ تحت الماء المندفع في اتجاه واحد.
- لا تقللي من تناول السوائل.
- ارتدي حمالة صدر داعمة وليست ضيقة جدًّا، حتى لا تؤدي إلى انسداد قنوات الحليب أو التهاب الثدي، فتثبيت ثدييكِ بلطف بالحمالة يخفف الشعور بالألم.
ختامًا عزيزتي الأم، لا تتناولي حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام دون استشارة طبيبك، لتتجنبي آثارها الجانبية المحتملة، وحاولي على قدر الإمكان فطام طفلكِ تدريجيًّ، وإذا لم تتمكني فاتبعي النصائح السابقة، وراقبي دائمًا حدوث أي علامة من علامات التهاب الثديين عند بدء فطام طفلك، فإذا رأيتِ أيًّا منها، كالتورم أو الاحمرار، فلا تترددي في الرجوع فورًا إلى طبيبكِ المعالج.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم ونتألم لما يصيبهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم رعاية الرضع.