الملح من أساسيات الطعام الذي لا يمكن الاستغناء عنها في أي من أطباقنا اليومية، فهو الذي يُكسب الطعام المذاق الطيب ويساعد على طهيه جيدًا. وبالرغم من فوائد الملح المتعددة في تنظيم نسبة السكر في الدم وتنشيط عمل الغدة الدرقية وموازنة كمية الماء في الجسم ونقل الإشارات العصبية وغيرها، فإن زيادة الملح في الطعام لها العديد من الأضرار الصحية، فالإفراط في استخدام الملح قد يعرضكِ وأسرتك للإصابة بأمراض خطيرة خاصةً كبار السن والأطفال.
لذا ننصحكِ عزيزتي بالاعتدال في كمية الملح المضافة إلى الطعام، وتعرفي في هذا المقال على أضرار الملح الزائد وأهم بدائله الطبيعية.
زيادة الملح في الطعام
للجسم احتياج يومي من جميع العناصر الغذائية، وتحقيق هذا الاحتياج يجعل الجسم يقوم بوظائفه على أكمل وجه، وينطبق الأمر على ملح الطعام حيث يحتاج الجسم لكميات معينة منه. أما إذا زادت كمية الملح عن احتياجه فتبدأ وظائف الجسم في الاختلال وتتأثر العديد من الأعضاء، كالمخ والكلى والقلب والأوعية الدموية، وقد يؤدي الأمر إلى الوفاة -لا قدر الله- خاصةً مع كبار السن ومرضى القلب والضغط العالي.
احتياج الجسم من الملح
يُوصي الأطباء بعدم تجاوز معدل الاستهلاك اليومي المسموح به من الملح للبالغين وهو 6 جرامات أي ما يعادل ملعقة صغيرة، أما الأطفال فالكمية المسموحة لهم من الملح كالتالي:
عمر الطفل | الكمية الموصى بها من الملح |
الأطفال دون عام | غير مسموح بتناول الملح |
1- 3 أعوام | 2 جرام من الملح يوميًّا (أقل من نصف ملعقة صغيرة) |
4- 6 أعوام | 3 جرامات من الملح يوميًّا (نصف ملعقة صغيرة تقريبًا) |
7- 10 أعوام | 5 جرامات من الملح يوميًّا (ملعقة صغيرة) |
وأثبتت الدراسات أن الجميع تقريبًا يتناولون ما يفوق هذا الحد، وهو ما يسبب العديد من الأمراض التي قد لا نعلم أن الإفراط في تناول الملح هو سبب الإصابة بها.
ما أضرار زيادة الملح في الطعام؟
تتسبب زيادة الملح في الطعام في العديد من الاضطرابات في وظائف الجسم الحيوية، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض أهمها:
ارتفاع ضغط الدم
من أهم الأمراض المرتبطة بالإسراف في تناول الملح، حيث إن زيادة كمية الصوديوم المُكون منه الملح يؤدي إلى احتباس الماء في الجسم، وبالتالي زيادة حجم الدم وارتفاع الضغط، وجميعنا نعلم أن زيادة ضغط الدم يُسبب العديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والسكتات والجلطات الدماغية والقلبية.
أمراض الجهاز الهضمي
أثبتت الأبحاث أن زيادة تناول الملح يُؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي، ويزيد من حدوث حُرقة المعدة، والتهاب وتصلب البنكرياس، بل وزيادة فرص الإصابة بسرطانات المعدة.
أمراض القلب والأوعية الدموية
يُعد الإفراط في تناول الملح السبب الأول وراء زيادة نسب الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي تزداد معدلات الوفيات بسببها سنويًّا، حيث إنه قد يؤدي إلى تضخم حجم القلب وإجهاده، ما يؤدي إلى قصور القلب ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالجلطات والسكتات المفاجئة.
أمراض الكلى
وظيفة الكلى الأساسية هي التخلص من الفضلات، والحفاظ على توازن السوائل بالجسم، والتحكم في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ولكن مع ازدياد استهلاك الملح وارتفاع ضغط الدم قد يؤدي الأمر إلى الإضرار بشرايين الكلى. وهو ما يشكل خطرًا على كفاءتها والتسبب مع الوقت في الإصابة بالحصوات والفشل الكلوي، خاصةً مع عدم تناول ما يكفي من الماء للتخلص من الملح الزائد.
احتباس الماء في الجسم
الملح الزائد وتناول الأطعمة التي تحتوي على الأملاح، مثل المخللات والأجبان والأطعمة المحفوظة، تؤدي إلى زيادة احتباس الماء بالجسم وتورم الأطراف، كذلك تسبب الأطعمة المالحة الشعور بالجوع بصورة مستمرة وهو ما يؤدي في النهاية إلى السمنة وزيادة الوزن.
هشاشة العظام
إذا كنتِ عرضة للإصابة بهشاشة العظام، فحاولي عزيزتي ألا تفرطي في تناول الملح حيث تسبب زيادة نسبة الصوديوم في اختلال توازن المعادن في الجسم، وتؤثر على امتصاص الكالسيوم والاستفادة منه، ما قد يؤثر سلبًا على كثافة العظام ويؤدي إلى ترققها وهشاشتها، خاصةً بعد انقطاع الحيض.
الشيخوخة المبكرة
تؤثر زيادة استهلاك الملح عن المعدل الطبيعي على الذاكرة، وتزيد من فرص الإصابة بالزهايمر. كما أن المأكولات المالحة تسرع من عملية الشيخوخة وتسبب انتفاخ أنسجة الجلد وظهور التجاعيد المبكرة، وتزيد من فرص ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
أضرار الملح الزائد على الأطفال
تتزايد المخاطر الصحية لتناول الملح بكثرة على الصغار، لأنهم يميلون إلى الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالأملاح والدهون المشبعة، مثل:
- الوجبات السريعة.
- الأطعمة المحفوظة.
- الصوصات والصلصات المعبأة.
- المشروبات الغازية.
- الأجبان بمختلف أنواعها.
- رقائق البطاطس المحمرة.
- المكسرات المملحة.
الأطعمة المالحة تمثل خطرًا كبيرًا على أطفالك، وتزيد من فرص إصابتهم بأمراض مختلفة وأعراض، مثل: مشكلات الهضم والتقلصات العضلية وتورم الأطراف وانتفاخ الجلد والإصابة بالسمنة وغيرها.
حاولي عزيزتي قراءة الملصقات على الأطعمة التي يتناولها أطفالك للحد من نسبة الملح التي يتناولونها يوميًّا، وتقليل نسبة الأطعمة المحفوظة والمجمدة والوجبات السريعة، واستبدالها بالخيارات الصحية مثل الفواكه والخضراوات الطبيعية واللحوم الطازجة، كما ننصحكِ بتقليل كمية الملح في طعامهم، حتى يعتادوا على مذاق الطعام قليل الملح منذ الصغر.
بدائل الملح في الطعام
قد تتساءلين: هل من الأفضل تناول الطعام دون ملح تمامًا؟ والإجابة لا بالطبع فالجسم يحتاج إلى الصوديوم ونسبة الملح المُوصى بها ليقوم بوظائفه الحيوية، لكن يجب ألا يزيد استهلاك الملح للفرد عن ملعقة صغيرة يوميًّا للشخص البالغ، وهو ما يعني ربع ملعقة على كل طبق مثلًا. على الجهة الأخرى، عليكِ التقليل من تناول المخللات والأطعمة المالحة، وتناول كمية وفيرة من الماء يوميًّا.
أما عن بدائل الملح فيمكنكِ استخدام هذه البدائل:
- الملح منخفض أو خالي الصوديوم.
- ملح الليمون.
- الخل الأبيض.
- خل التفاح.
- الليمون.
- البهارات لإكساب الطعام نكهة تغني عن استخدام الملح بكثرة.
في النهاية عزيزتي، اعلمي أن كمية الملح التي يستهلكها أفراد أسرتك هو أمر يمكن التحكم فيه، وأن زيادة الملح في الطعام لها العديد من المخاطر أنتِ في غنى عنها، فاحرصي على الاعتدال في استخدامه للحفاظ على صحتك وأفراد أسرتك.
يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص الصحة مع "سوبرماما"