من الطبيعي أن يتشاجر الزوجان من وقت لآخر، وهذا لا يعرض العلاقة للخطر بل هناك أوقات يمكن فيها للخلافات أن تقرب الزوجين من بعضهما بعضًا، المفتاح هو كيف يقرر الزوجان التعامل مع الخلافات، فأحيانًا يمكن للزوجين أن يحملا مشاعر سلبية سنوات ويتجنبا الحديث عن الأمور المهمة في علاقتهما حتى يتجمدا عاطفيًا وينغلقا على نفسيهما، لكن الأزواج الناجحون هم من لديهم القدرة على حل المشكلات ويركزون على الاهتمام بالقضية بدلًا من مهاجمة الطرف الأخر، حتى عندما يكونون غاضبين فإنهم يجدون طرقًا للانزعاج والبقاء قريبين في الوقت نفسه، وبمجرد حل الأمر سيغفرون وينسون، لذا الأزواج الناجحين هم من تتحسن علاقتهم مع تقدم العمر وبمرور الوقت، تابعي القراءة لتعرفي طرق التغلب على الخلافات الزوجية، وما أثرها على الحياة الأسرية لتحمي أسرتكِ منها.
نصائح للتغلب على الخلافات الزوجية
بدلًا من محاولة البحث عن علاقة زواج خالية من الصراع، ركزي أنتِ وزوجكِ على تحسين طريقة الاختلاف والجدل أو حتى الغضب، فمن المهم أيضًا التنفيس عن الغضب والإحباط بشكل بناء ومقبول لتكونا مثالًا جيدًا لأطفالكما، حتى يعرف الأطفال أن حبكما لبعضكما بعضًا ولهم غير مشروط، ستساعدكِ هذه النصائح في ذلك:
- الحديث عن الأمر: لا تتجاهلا الأمر ظاهريًا وهو مشتعل بالداخل، وعند وجود أي خلاف تناقشا في الأمر حتى تصلا معًا إلى حل يرضيكما معًا.
- الاعتذار في أسرع وقت: على المخطئ أن لا يستمر في خطئه، هذا لا يصنع زواجًا مستقرًا أو سعيدًا، واعلما أن عبارة "أنا آسف" أقوى من عبارة "أنا أحبك" لإصلاح علاقتكما.
- الحديث في وقت أخر: إذا كنتما لا تستطيعان التحدث عن موضوع ما، اذهبا للتمشية أو شاهدا عرضًا مضحكًا أو انتظرا حتى الصباح لمناقشة المشكلة التي تحتاج إلى حل، حتى يهدأ كلاكما وتستطيعان التحدث بهدوء ومنطقية.
- تبسيط المشكلة: لا تُشعري زوجكِ أنه هو المشكلة واطلبي منه ذلك أيضًا، عبِّرا عن مخاوفكما كما لو كنتما خارج المشكلة وتعملان معًا بدلًا من الإدلاء بعبارات مشحونة وناقدة، مثل "تنسى دائمًا التخلص من القمامة"، حاولي تحديد المشكلة وقولي "لم نخرج القمامة بالأمس كيف يمكننا أن نتذكر هذا المرة القادمة؟" فالطريقة الأولى تضع زوجكِ في موقف دفاعي، والثانية تحدد المشكلة لبدء إيجاد حل.
بعد أن عرفتِ طرق التعامل مع الخلافات الزوجية، اعرفي مما يلي أثرها في الأسرة.
أثر الخلافات الزوجية المتكررة على الحياة الأسرية
تأثير الخلافات يعتمد على الطريقة التي تتعاملان بها معها، فقد يكون من الجيد أن يراكِ أطفالكِ أنتِ وزوجكِ في جدال طالما أنكما تديران الموقف بطريقة محترمة وصحية، لكن الخلافات التي تتصاعد دون سيطرة من الطرفين يمكن أن تسبب بعض النتائج السلبية منها ما يلي:
- الآثار السلبية في الأبناء: الأطفال الذين يشاهدون باستمرار الخلافات غير الصحية مرارًا وتكرارًا يصبحون غير مؤهلين للتعامل مع الخلافات التي ستنشأ في حياتهم وعلاقاتهم بعد ذلك، ولكن إذا تعلم الأم والأب الأساليب الصحية لحل المشكلات في المنزل فسوف يستفيد كل فرد من أفراد الأسرة على المدى الطويل، لكن يجب أن يكون الأطفال كبارًا بما يكفي لفهم ما تتحدثون عنه، وأن يكونوا ناضجين عاطفيًا بما يكفي لفهم مفهوم أنه يمكنكِ الاختلاف مع شخص تحبه وتحترمه بشدة، لكن الأطفال الصغار يجب عدم النقاش أمامهم من الأساس.
- التوتر المستمر: الصراع المستمر في العلاقات مصدر كبير للتوتر، عندما يستمر الخلاف في العلاقة، فإنه يخلق ضغوطًا يمكن أن تؤثر سلبًا في الصحة وفي الاستمتاع بالحياة.
- الإصابة بالأمراض: التعرض للخلافات والضغوط المستمرة يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، فمثلًا يعاني بعض الأشخاص ألمًا مزمنًا مرتبطًا بالتوتر، مثل الصداع وآلام الظهر أو الرقبة أو الحالات المرتبطة بالإجهاد المزمن، كما يسبب متلازمة القلب المنكسر، وهي ألم شديد في الصدر يشبه الضغط، على غرار ما قد يشعر به الشخص عند الإصابة بنوبة قلبية.
عرفتِ معنا عزيزتي كيفية التغلب على الخلافات الزوجية وآثارها السيئة في العلاقة الأسرية، والمفتاح هو تعلم بعض الاستراتيجيات في حل هذه النزاعات وإصلاحها بسرعة ورحمة كما عرفتِ، دون الصراخ أو الشتائم أو الحديث عن الماضي أو التقليل من شأن الزوج، أيضًا حاولي تجنب مناقشة الخلافات عندما تكونان متعبين أو متوترين أو لا تشعران بالراحة.
لقراءة مزيد من المقالات بخصوص المشكلات الزوجية، زوري قسم الخلافات الزوجية على "سوبرماما".