إذا كان لديكِ طفل عمره 11 عامًا، فبالطبع تواجهين كثيرًا من التحديات، إذ إنه في هذه السن يكون طفلك في أوج مراهقته، والمراهقة مرحلة عمرية صعبة عليكِ وعلى طفلك، تحدث فيها تغيرات جسدية ونفسية وعقلية كبيرة لطفلك، ويتشكك في كل ما حوله، ويختبر حدوده وحدودك. كثير من المراهقين في هذا العمر تظهر عليهم بعض المشكلات، وأشهر مشكلة قد تقابلك في هذه المرحلة العند، فهو سمة المراهقة، ويحتاج الأمر منكِ إلى صبر وحكمة شديدين، مع بعض الحزم حتى لا تسوء الأمور، تعرفي معنا في هذا المقال إلى كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 11 عامًا.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 11
قد يكون عِند الأطفال في هذا العمر أمرًا نابعًا من رغبتهم في اختبار الحدود وإثبات الذات والرغبة في الاستقلالية، لكن غالبًا ما يتفاقم الأمر بسبب طريقة تعاملنا معهم، إليكِ في السطور القادمة بعض النصائح للحد من هذه المشكلة:
- تذكري أن طفلك له شخصيته وليس مجرد مراهق: أحد الأمور التي ترهقنا وتزعج أطفالنا بشدة في هذه المرحلة مقارنتهم بغيرهم، وتوقع أن كل المراهقين سواسية في المميزات والعيوب والميول. تفكيرك في صفات طفلك الفردية وشخصيته المختلفة وميوله الذاتية، سيشعره حتمًا باهتمامك به، ما يجعله أقل عِندًا وتجاوزًا للحدود.
- لا تخوضي كل المعارك: اعتراضك على كل تصرفات طفلك أمر محبط بالتأكيد، ولن يؤدي إلى شيء إلا إلى كثير من العِند، لذا اختاري الأمور التي ستخوضين فيها حديثًا مع طفلك، أو ستعترضين عليها بتأنٍّ شديد.
- فكري من وجهة نظره: مشكلتنا نحن البالغين أننا عندما نتعامل مع أطفالنا ننسى أنهم ليس لديهم خبراتنا في الحياة، ولا يتمتعون بالقدر نفسه من الحكمة، لذلك تذكري عزيزتي أن طفلك المراهق ربما يكون لديه وجهة نظر، فاستمعي إليه بهدوء وتعاطف، وضعي نفسك في موضعه، لكن ليس بتفكير البالغة بل بتفكير الطفلة.
- شجعيه عندما يتصرف بطريقة جيدة: كوني أمًّا ذكية، وابحثي عن المواضع التي يحسن طفلك فيها التصرف، وعظميها واشكريه عليها، يجعل هذا الأمر طفلك يرغب في أن يحسن التصرف في المرات المقبلة، حتى ينال التشجيع نفسه مرة أخرى.
- كوني صامدة: قد يجعلكِ طفلك المراهق تتخلين عن رباطة جأشك أو اتزانك مع تصرفاته التي تستفزك، ولكن هذا ليس حلًّا، اصمدي عزيزتي وخذي وقتًا مستقطعًا تفكرين فيه، حتى تهدئي وتستعيدي سيطرتك على نفسكِ مرة أخرى، وتذكري الأهداف بعيدة المدى.
يمكنكِ الاستعانة ببعض النصائح العامة في التعامل مع المراهقين أيضًا، اطلعي عليها في السطور التالية.
نصائح للتعامل مع الطفل في مرحلة المراهقة
التعامل مع الأطفال في مرحلة المراهقة يحتاج إلى كثير من الوعي والحكمة، إذ إن الأمور قد تسوء بسهولة في هذه المرحلة، إليكِ بعض النصائح لتمر هذه الفترة بسلام:
- ضعي حدودًا واضحة: غالبًا ما يحاول المراهقون تجاوز الحدود، وقد يساعدهم على ذلك عدم توضيح هذه الحدود من قِبلك، لذلك عليكِ أن تضعي قواعد للتعامل معكِ والآخرين، وكذلك فيما يخص الأمور الدراسية والأعمال المنزلية، ويُفضل أن تكون هذه القواعد قصيرة ومكتوبة قدر الإمكان، وبالطبع القاعدة الأولى التي عليكِ إرساءها هي الاحترام المتبادل.
- تعلمي طرق التواصل الفعال والحازم: من المهم خلال هذه المرحلة أن تتواصلي مع طفلك لتفهميه، واحرصي على الإقرار بمشاعره عندما يكون غاضبًا أو حزينًا أو محبطًا، ولا تقاوميها أو تنكريها، وقولي له إنك تتفهمينه، ومررتِ بهذه المشاعر من قبل، ثم ناقشي معه أسباب تصرفاته وردود فعله من وجهة نظره، وطرق التغلب على مشكلته.
- امنحي طفلك فرصة لحل المشكلات: إذا تسبب طفلك في مشكلة سواء في الدراسة أو العلاقات الاجتماعية، فامنحي له فرصة ليحل المشكلة بنفسه إن كان ذلك ممكنًا.
- اتركيه يتحمل العواقب: على طفلك أن يتحمل عواقب أفعاله ومسؤولية قراراته عندما يتجاوز الحدود، فلا تحاولي أن تحلي الأمور من أجله، لكن بالطبع كوني داعمة له.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 11، اعلمي أن هذه مرحلة مؤقتة، وأن طفلك سيكبر حتمًا، وسيصبح أقل عنادًا وتفكيره أوضح، فاجعلي ذكرياته عن هذا العمر أنكِ كنتِ أمًّا حكيمة وداعمة له، ولا تسيئي إليه بأي إساءات لفظية أو بدنية قدر الإمكان، وإن حدث اعتذري عن ذلك بوضوح.
مرحلة المراهقة من أصعب المراحل العمرية التي تتمنى كل أم أن تمر بسلام على ابنها، تعرفي إلى حلول جميع مشكلاتها في قسم المراهقين على موقع "سوبرماما".