تدريب الطفل على استخدام الحمام من المراحل الصعبة التي تمر على الأم والطفل أيضًا، إذ يتحول الأمر لفوضى في كل مرة يفقد فيها الطفل السيطرة ولا يستطيع التحكم في نفسه، فيبلل ملابسه أو فراشه، ما يدفع الأم للتساؤل متى ستنتهي هذه المرحلة؟ وكم يستغرق الطفل لتعلم الحمام؟ وما هو السن المناسبة لتعليم الطفل الحمام علميًا؟ وكيف يمكن مساعدة الطفل وتشجيعه على الذهاب إلى الحمام؟ كل هذه التساؤلات سنجيبك عنها عزيزتي في هذا المقال.
كم يستغرق الطفل لتعلم الحمام؟
لا توجد إجابة دقيقة لهذا السؤال، فالأمر ليس محددًا بفترة زمنية معينة، وفي النهاية قدرات كل طفل تختلف عن الآخر، وفي الوقت الذي يتعلم فيه طفل استخدام الحمام بالنهار في أسبوع أو أسبوعين، يحتاج طفل آخر لفترة أطول قد تصل إلى ثلاثة إلى ستة شهور حتى يعتاد الأمر ويتحكم في نفسه، ويستغرق الأمر فترة أطول ليعتاد الطفل على الاستيقاظ ليلًا والذهاب إلى الحمام، وإذا استغرق الطفل أكثر من ستة شهور ولا يزال غير قادرًا على التحكم بنفسه، فعليكِ باستشارة الطبيب للتأكد من أنه لا يعاني من التهاب في مجرى البول، أو يحتاج لأدوية تساعده على التحكم بالمثانة.
السن المناسبة لتعليم الطفل الحمام علميًا
لا تبدئي في تدريب طفلك على الحمام إلا إذا كان كلاكما مستعدًا لذلك، فالأمر لا يتوقف على وصول الطفل لمرحلة عمرية معينة، بقدر ما يتوقف على استعداده وقدراته على الاستيعاب والفهم، كذلك احرصي على اختيار توقيت تكونين فيه مستعدة نفسيًا، وتجنبي الأوقات التي يكون فيها جدولك اليومي مزدحمًا، أو أجلي الأمر إذا كان لديكِ بعض المشاكل أو الضغوط النفسية والتي قد تؤثر عليكِ بشكل كبير، واختاري وقتًا تستطيعين فيه تركيز وقتك ومجهودك على الطفل حتى لا يمثل الأمر عبئًا عليكِ، وبصفة عامة، لا تبدئي في تعويد طفلك على الحمام، إلا إذا وجدتِ منه هذه العلامات:
- يستطيع إخبارك أن حفاضه متسخ.
- يبدي اهتمامًا بالتدريب على الحمام، ويحاول تقليدك عند دخول الحمام.
- يذهب إلى مكان آخر بالغرفة ليبلل حفاضه.
- ينزعج عند ارتداء الحفاض، ويريد ارتداء السراويل الداخلية.
- يشعر بالانزعاج عند تبلل أو اتساخ حفاضه.
- يبقي حفاضه نظيفًا لمدة تصل لساعتين أو أكثر باليوم.
- يستيقظ من قيلولته بحفاض جاف.
- يستطيع إنزال بنطاله ورفعه مرة أخرى.
- يفهم التعليمات الأساسية.
ويمكن ملاحظة معظم هذه العلامات على الطفل في عمر من 18 شهر إلى 24 شهر، أي أن هذه المرحلة العمرية هي الأنسب لتعليم الطفل على الحمام، وعلى الرغم من ذلك فبعض الأطفال قد تستمر في ارتداء الحفاض حتى تصل أعمارهم إلى ثلاث سنوات وبالأخص ليلًا، فكما ذكرنا الأمر لا يرتبط بمرحلة عمرية بقدر ما يرتبط بتطور مهارات الطفل، وقدرته على الاستيعاب.
شاهدي بالفيديو: كيف أعرف أن طفلي مستعد لمرحلة التدريب على النونية ومتى أبدأ؟
تعليم الطفل الحمام بالتدريج
تعويد الطفل على الحمام أمر يحتاج منكِ للصبر والمثابرة، وعدم الغضب على الطفل في كل مرة يفقد سيطرته ويبلل ملابسه، فهو تغيير كبير في حياته يحتاج منكِ لدعمه وتشجيعه، ويمكنكِ تعليم الطفل الحمام بالتدريج من خلال الخطوات التالية:
- أول خطوة في تعليم طفلك على الحمام، هي السماح لطفلك بالذهاب للحمام معكِ ليتعلم كيفية استخدامه، واشرحي له بطريقة مرحة ماذا تفعلين، ليستوعب الأمر ويشعر بعدم الخوف للذهاب للحمام، وابدئي في تسمية عملية التبول والتبرز بأسماء بسيطة بمقاطع يسهل على الطفل نطقها أو حتى تمييزها بالأرقام، مثل 1 للتبول و 2 للتبرز.
- اشتري للطفل مقعد تدريب للحمام، وحاولي أن تأخذي الطفل معكِ ليختاره بنفسه، وعلميه طريقة استخدامه، ويمكنكِ في بداية الأمر وضع مقعد التدريب بغرفته ليألفه ويعتاد على وجوده، ثم وضعه بالحمام بعد ذلك.
- دربي الطفل على الجلوس على مقعد التدريب وهو يرتدي الحفاض، وأخبريه أن ذلك مقعده الخاص، ولا ترغميه على الجلوس واتركيه يجلس للفترة التي يريدها.
- بعد أن يعتاد الطفل على الجلوس على مقعد تدريب الحمام لفترة، حاولي أن تجلسيه دون الحفاض، واتركيه يجلس بالطريقة والوقت الذي يريده.
- علمي الطفل استخدام صندوق طرد المياه "السيفون"، فهو من الأشياء المخيفة للطفل، والتي قد تجعله يرفض الذهاب إلى الحمام، بل إن بعض الأطفال يظنون أن مع استخدام صندوق طرد المياه سيختفون للأبد، لذا وضحي لطفلك طريقة استخدامه وأنه فقط يُستخدم للتخلص من الفضلات.
- اختاري ملابس لطفلك في هذه المرحلة تكون سهلة الخلع والارتداء، ولا يفضل البناطيل ذات الأزرار أو السحاب (السوستة)، التي قد يصعب على الطفل التعامل معها.
- دربي طفلك على الذهاب للحمام بمفرده، وحاولي أن تكون الأنوار مضاءة، فبعض الأطفال يخشون من الظلام، ما قد يجعلهم يبللون ملابسهم خوفًا من الذهاب في الظلام، ويمكنكِ في البداية وضع بعض الألعاب بالقرب من الحمام، واطلبي من الطفل أن يأتي بها حتى يعتاد على الذهاب تجاه الحمام بمفرده.
- إذا أظهر الطفل بعض العلامات التي تدل على حاجته للذهاب إلى الحمام، مثل أن يفرك بقدميه، أو يخرج بعض الغازات، فأخبريه بضرورة الذهاب للحمام، فبعض الأطفال لا يستطيعون تمييز هذه العلامات، ما يجعلهم يبللون ملابسهم ويفقدون التحكم سريعًا.
شاهدي بالفيديو: كيف أساعد طفلي ليتخلى عن الحفاضة؟
وأخيرًا عزيزتي، لا تتعجلي لذهاب طفلك للحمام إلا بعد أن تتأكدي أنه مستعد لذلك، ولا تتعجلي الوقت الذي يحتاجه للتعلم، وإذا كنتِ تتساءلين كم يستغرق الطفل لتعلم الحمام؟ فإن الأمر يختلف من طفل لآخر ولا يوجد فترة محددة لتعلم الطفل استخدام الحمام.
تعرفي إلى المزيد من النصائح عن تعليم طفلك دخول الحمام وغيرها من المهارات والاحتياجات اللازمة له من رعاية الصغار.