التبول الليلي عند الأطفال.. أسبابه وعلاجه

هل يعاني طفلك من مشكلة التبول الليلي؟ هل تترددين في المبيت عند الآخرين؟ وهل يؤثر ذلك على حالة طفلك النفسية، ويُشعره بالحرج أمام إخوته وزملائه؟

 اعلمي عزيزتي السوبر ماما أن مشكلة التبول الليلي هي مشكلة الكثير من الأطفال في كثير من البيوت، ولها العديد من الأسباب التي يجب عليكِ معرفتها أولًا. بل إن هناك نصائح وطرق لمنع حدوثها يمكنك اتباعها بدلاً من معاقبة الطفل؛ لمساعدته على تجاوز هذه المرحلة.

ما هو التبول الليلي اللاإرادي؟

التبول الليلي هو عدم قدرة طفلك على التحكم بالبول أثناء النوم ليلًا عند تجاوزه سن الخامسة أو السادسة من العمر. وقد يكون التبول الليلي أولياً يظهر في عدم قدرة طفلك على ضبط عملية التبول منذ ولادته وحتى سن متأخر. أو يكون ثانوياً بأن يعود طفلك إلى التبول ثانية بعد أن يكون قد تحكم في ذلك لفترة لا تقل عن سنة.

وهي ليست مشكلة طفلك وحده بل إنها مشكلة العائلة بأكملها، فهي تؤثر سلبًا على الطفل وعلى والديه وتصيب بالإحباط والضيق الشديد، كما تصيب الطفل بالخجل والشعور بالنقص وفقدان الشعور بالأمن الذي يؤدي إلى الميل إلى الانزواء والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية. وقد يكون عرضة لسخرية إخوته وزملائه، مما يجعله يثور ويلجأ للعنف فتزيد الأم من توبيخه وتوجيه العقاب البدني له، مما يزيد من استمراره في التبول.

اقرئي أيضًا: هل يصاب الأطفال بالاكتئاب؟

ما هي أسباب التبول الليلي؟

قد يكون السبب فسيولوجياً:

  • اضطرابات المثانة من التهابات أو صغر حجمها بأن تكون حجم مثانة طفلك صغيرة، بحيث لا تستطيع تحمل كمية البول التي ينتجها جسمه خلال الليل.
  • مرض السكري.
  • إمساك مزمن.
  • التهاب المسالك البولية.
  • الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.
  • نقص في الهرمون المانع للتبول (ADH).
  • صعوبة استيقاظ طفلك ليلاً؛ لأن نومه عميق جداً وآلية الاستيقاظ لديه غير ناضجة. لذا فالطفل الذي لديه تبول لاإرادي لا يستيقظ حين تكون مثانته ممتلئة، بينما الطفل الطبيعي سوف يستيقظ للذهاب للتبول.
  • بطء نضوج أعصاب التعرف على امتلاء المثانة.
  • العامل الوراثي.. فقد يزيد احتمال إصابة طفلك بها في حال كان أحد أقاربه قد أصيب بها أثناء طفولته.

قد يكون السبب نفسياً أو تربوياً:

  • تدريبه المبكر على عملية التحكم مما يسبب قلقاً لديه.
  • الإهمال في تدريبه على دخول الحمام لكي تتكون لديه عادة التحكم في البول.
  • استخدام القسوة والضرب من قبل الوالدين أو تعرضه لإساءة جسدية أو جنسية بالبيت أو المدرسة.
  • مرضه ودخوله إلى المستشفى للعلاج.
  • التفكك الأسري مثل الطلاق وكثرة الشجار أو الضرب أمامه.

 

اقرئي أيضًا: الشجار أمام الأبناء.. كارثة أسرية

 

  • بداية دخوله للحضانة أو المدرسة وانفصاله عن الأم.
  • الانتقال من منزل لآخر.
  • الغيرة بسبب ولادة طفل جديد.
  • نقص الحب والحرمان العاطفي.
  • القلق النفسي.
  • تعرضه لصراعات مع الإحباط وكبت الانفعال.
  • موت أحد الوالدين أو فقدانه.
  • العادات الغذائية الخاطئة عند بعض الأطفال الذي يشربون كميات كبيرة من المشروبات الغازية والعصائر السكرية، مما يؤدي إلى إدرار البول.

ما هي طرق العلاج والوقاية؟

  • يجب عليكِ التعامل مع الوضع بإيجابية واشرحي لطفلك أن الحالة التي لديه ليست مرضاً، وأنها ستنتهي، وأن كثيراً من الأطفال لديهم هذه المشكلة.
  • لا تُشعري طفلك بالخجل بل عززي من ثقته بنفسه وأبرزي مواهبه وإيجابياته.
  • امتنعي عن إلقاء اللوم على طفلك أو ضربه أو فضحه أمام الآخرين ليتوقف عن التبول؛ لأن هذا سيسبب تأخير شفائه؛ لأنه سيفقد ثقته بنفسه.
  • تجنبي مقارنة طفلك بالأطفال الآخرين.
  • وفري جواً من الهدوء في المنزل؛ لإبعاد التوتر عن الطفل.
  • ساعديه على تبديل ملابسه وتبديل الفراش دون إلقاء اللوم عليه أو تأنبيه أو تحميله أي مسؤولية.
  • استشيري الطبيب للتأكد من سلامة الجهاز البولي للطفل.
  • اعملي على تدريب مثانة طفلك، فإذا أتت رغبة التبول في النهار، اجعليه يحبس البول لثوانٍ حتى تتسع المثانة. كما يمكنك أن تدربي طفلك أن يحبس البول ويطلقه، ويكرر ذلك لتقوية عضلات المثانة.
  • أدخلي طفلك الحمام كل ساعتين على الأقل أثناء النهار؛ ليثبت في عقله أن هذا المكان هو المناسب لهذا الفعل. وتأكدي من ذهابه للحمام قبل النوم.
  • أيقظي طفلك بعد النوم بساعتين للذهاب للحمام، فتكرار إيقاظه وذهابه للحمام سيصبح أسهل مع الوقت.
  • احرصي على أن يكون غذاء الطفل صحياً خالياً من التوابل الحارة والموالح والسكريات، وأكثري من الخضراوات مع تقليل أكل اللحوم؛ لأن اللحوم تجعل البول حمضياً، خلافاً لما يجب أن يكون قاعدياً.
  • استخدمي أسلوب التحفيز بوضع جدول تشجيعي له، يضع فيه نجمة أو وجه ضاحك في الليلة التي لا يفعل ذلك فيها ووجه حزين إذا استيقظ مبللًا. وإذا مرت عدم أيام دون أن يستيقظ مبللا، قدمي له هدية كتشجيع له.
  • استشيري الطبيب واستخدمي الأدوية المضادة لإدرار البول.

ننصحك عزيزتي الأم بعدم التردد في مراجعة طبيب أو أخصائي نفسي إذا وجدت نفسك بحاجة إلى مساعدة لعلاج هذه المشكلة، وتأكدي أن هذه المشكلة ستمر مع مرور الوقت.

 

عودة إلى أطفال

هبة الله سعد

بقلم/

هبة الله سعد

أؤمن بأن اللبنة الأولى في تشكيل شخصية الانسان تبدأ منذ الطفولة، مما يجعل اهتمامي ينصب على الأطفال بأحجامهم الصغيرة وألعابهم وطريقة نطقهم للكلام. أعشق جميع تفاصيل حياتهم وتصرفاتهم العفوية ولا مانع لدي من قضاء يومي بأكمله بصحبتهم.

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon