الرضاعة الطبيعية تجربة جديدة مليئة بالتحديات لكِ ولطفلك، حتى إن كنتِ قد مررتِ بها قبلًا، وربما يشكو بعض النساء من كثرة الرضاعة لحديثي الولادة ويسألن هل هذا الأمر طبيعي، في هذا المقال نوضح لك الأمر ونخبرك ببعض النصائح المهمة.
كثرة الرضاعة لحديثي الولادة
في بعض الأحيان، قد يبدو أن طفلك يريد الرضاعة الطبيعية طوال الوقت، يمكن أن تكون زيادة الشهية علامة على طفرة النمو، حينها يرضع طفلك بشكل متكرر، وعادة ما تستمر الطفرة يومًا أو يومين وغالبًا ما تحفز الرضاعة جسمك على إنتاج مزيد من حليب الثدي لطفلك الذي ينمو.
الأطفال حديثو الولادة لديهم معدة صغيرة، تهضم حليب الثدي بسهولة، لذلك يجب عليكِ إرضاعهم كثيرًا، مع ملاحظة أن بعضهم يستيقظ ويرضع من الثدي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، وقد يرغب طفلك في الرضاعة الطبيعية عدة مرات خلال فترة قصيرة، ثم ينام فترة أطول قليلًا. يسمى هذا بالتغذية العنقودية أو المجمعة.
أطفال آخرون يشعرون بالنعاس، خاصةً في الأيام الأولى، لذا قد تضطرين إلى إيقاظ طفلك للرضاعة الطبيعية كل فترة.
كل هذه الأنماط طبيعية طالما أن طفلك يحصل على ما يكفي من حليب الثدي، وينمو بشكل جيد.
مدة الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة
قد يرضع الأطفال حديثو الولادة لمدة تصل إلى 20 دقيقة أو أكثر من أحد الثديين أو كليهما. تستغرق الجلسات في المتوسط من 20 إلى 30 دقيقة، أو أطول أو أقل، ويتوقف ذلك على عدة أمور، منها:
- وصول كمية الحليب لديكِ إلى مستوى تدفق درّ الحليب نتيجة للرضاعة (يحدث هذا عادةً بعد يومين أو خمسة أيام من الولادة).
- تدفق الحليب من الحلمة يحدث على الفور أم بعد بضع دقائق من الرضاعة.
- التحام الطفل بالثدي في الرضاعة جيد، أي يستوعب أكبر قدر ممكن من الهالة (الدائرة السوداء للجلد حول حلمة الثدي).
- بدء طفلك الابتلاع على الفور أم ببطء.
- طفلك نعسان أم مشتت.
قد يحتاج طفلكِ إلى الرضاعة فترة أطول في البداية وخلال طفرات النمو، لهذا سنعرض لكِ بعض النصائح لتساعدك على إشباع طفلك.
نصائح للرضاعة الطبيعية
يمكن أن تساعدك هذه النصائح على اكتساب ثقة أكبر وتضمن لكِ ولطفلكِ الاستفادة القصوى من الرضاعة الطبيعية:
- التعلم قبل الولادة: تعلمي كل ما يخص الرضاعة الطبيعية قبل الولادة حتى لا تكون التجربة صادمة، يمكن للقراءة أن تساعدك، ومشاهدة الوضعيات الصحيحة ستختصر عليكِ كثيرًا.
- الرضاعة المبكرة: يولد الأطفال على استعداد للرضاعة الطبيعية ويبدون شغفًا إضافيًا للامتصاص خلال الساعتين الأوليين بعد الولادة، يكون تدفق الحليب كرد فعل لمص طفلك في أقوى حالاته بعد 30 إلى 60 دقيقة من الولادة.
لذا احرصي على الرضاعة الطبيعية في أقرب وقت ممكن، ولكن لا تقلقي إذا لم يحدث ذلك على الفور، ما عليك سوى اللحاق بمجرد أن تكونا مستعدين. وحال وجود طفلك في الحضّانة اشرحي لهم ما تفضلين بخصوص الرضاعة حتى لا يعتاد سهولة الحصول على الحلمة الاصطناعية مقابل ثديك. - زيارة استشاري الرضاعة: تحدثي إلى استشاري الرضاعة قبل أن تغادري المستشفى، قد تحتاجين إلى تحديد موعد لزيارة واحدة حتى يتمكن أحد المحترفين من ملاحظتك خلال إطعام طفلك والتأكد من أنكِ على الطريق الصحيح والتحقق من حصول طفلك على ما يكفيه من حليب.
- طلب الهدوء: ستحتاجين إلى التركيز خلال الرضاعة، لذلك استقري في منطقة بها قليل من عوامل التشتيت ومستويات ضوضاء منخفضة. ولا تنسي التفاعل مع طفلك، إنه أمر جيد لكما. حاولي تجنب مشاهدة التليفزيون أو التحدث على الهاتف خلال الأسابيع القليلة الأولى من الرضاعة.
- الحصول على الراحة: استقري في وضع مريح لكِ ولطفلك. إذا كنتِ جالسة، وضع وسادة قد يساعدك على رفع الطفل إلى ارتفاع مريح ويدعم ذراعيكِ، لأن محاولة رفع الطفل يمكن أن تتسبب في تقلصات وأوجاع الذراع، وتمنع الطفل من الضغط على موقع الشق إذا كان لديكِ عملية قيصرية. يمكنك التعرف إلى 6 أوضاع صحيحة للرضاعة الطبيعية من هنا.
- إرواء عطشك: ضعي مشروبًا باردًا مثل الحليب أو العصير أو الماء إلى جانبك لتجديد السوائل خلال الرضاعة، فقط تجنبي المشروبات الساخنة في حالة الانسكاب.
- تبديل الجوانب: ابدئي الرضاعة على الثدي الذي لم يرضع منه الطفل في آخر مرة أو لم يفرغه بالكامل. يمكنكِ وضع أنسجة قطنية داخل حمالة الصدر على الجانب الذي لم ترضعيه في المرة الأخيرة ليمتص أي تسرب متوقع من الثدي.
- الرضاعة المستمرة: يتأثر إنتاج الحليب بتكرار المص وشدته ومدته، خاصةً خلال الأسابيع القليلة الأولى. يمكن أن يؤدي تقليل الجلسات أو قطع الجلسات القصيرة أو ترك الطفل ينام فترة طويلة جدًا بين الرضعات، خاصةً خلال النهار، إلى قلة كمية الحليب.
- منح طفلك وقتًا: طفلك مبتدئ في الرضاعة، وأنتِ أيضًا (إذا كانت هذه هي المرة الأولى أو حتى إذا لم تكن مختلفة لأن الرضع مختلفون) فلديكما كثير لتتعلماه، فلا تستعجليه وامنحيه بعض الوقت.
اقرئي أيضًا: 8 مشكلات تواجهينها أثناء الرضاعة الطبيعية
عزيزتي، كثرة الرضاعة لحديثي الولادة قد تشعرك بالإرهاق قليلًا، هذا طبيعي. لكن التوتر يمكن أن يمنع تدفق الحليب، لذا احتفظي بهدوئك وخذي أنفاسًا عميقة وحاولي الاسترخاء.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بتغذية الرضع وصحته على "سوبرماما".