علامات إصابة طفلك بالتوحد في عامه الأول

أعراض التوحد عند الأطفال في عمر سنة

اضطراب طيف التوحد حالة ترتبط بنمو الدماغ عند الطفل، وتؤثر في كيفية تمييزه الآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل، ويُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة، وقد تبدأ قبل إتمام الطفل العام الأول، وتزداد مع تقدمه في العمر، فتسبب له عديدًا من المشكلات في الكلام وطريقة تعامله مع الآخرين، وتظهر أيضًا في بعض المهارات الشخصية ولكنها تختلف من طفل إلى آخر. لذا نعرض لكِ في هذا المقال أعراض التوحد عند الأطفال في عمر سنة، ونجيب  تساؤلك هل يشفى الطفل من طيف التوحد؟

أعراض التوحد عند الأطفال في عمر سنة

غالبًا ما يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمط فريد من السلوك، ومستوى شدة الأعراض، ويظهر بعض أعراض التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم، وقد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل، وعادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين. في السطور التالية نعرض لكِ العلامات المبكرة لمرض التوحد، التي قد تلاحظينها قبل إتمام طفلكِ العام الأول من عمره:

1. ضعف الانتباه والتواصل الاجتماعي:

تبدأ مهارات التواصل في النمو عند أي طفل بدايةً من الشهر السابع، كانتباهه للأصوات أو محاولة تقليد ما تفعلينه من الحركات أو تكرار الأصوات التي تصدرينها، لكن لا يبدي الطفل أي نوع من أنواع الاهتمام إذا كان يعاني من التوحد، فلا ينتبه للأصوات التي تحيط به، حتى إنكِ لا تستطيعين لفت انتباهه مهما حاولتِ.

2. الانطواء واللعب وحيدًا:

يحب معظم الأطفال مشاركة اللعب مع أمهاتهم وآبائهم، ولكن الطفل المصاب بالتوحد يفضّل اللعب وحيدًا ولا ينتبه إلى ما تفعلينه أو لعبك معه ولا ينتبه إليكِ عند مناداتك له باسمه.

3. عدم إصدار أي إشارات للتواصل

لا يستخدم الطفل المصاب بمرض التوحد ذراعيه أو قدميه في محاولة التعبير عما يريد، كرفع يديه للأعلى لتحمليه، أو الرفص بقدميه كأسلوب اعتراض أو حتى محاولة الإمساك بأي شيء يريده، ولكن عادةً يعبر عما يريده أو عن الجوع بالبكاء فقط.

4. تكرار حركات معينة دون هدف

من أهم أعراض التوحد أن يدور الطفل حول نفسه بشكل مستمر لمدة دون هدف، أو يفعل حركة معينة، وغالبًا ما تكون أرجحة يديه ويستمر في تكرارها مدة طويلة، وقد يفعل حركة أخرى في اليوم التالي ويستمر أيضًا في تكرارها مدة طويلة من الوقت، وليس معنى ذلك عزيزتي أن مجرد تكرار طفلك حركة ما مرتين أو ثلاثة أنه مصاب بالتوحد، ولكن تكراره للحركة نفسها يوميًّا فترات طويلة ومفرطة ما يُعد إشارة إلى التوحد.

5. تجنب التواصل البصري

لا ينظر الطفل المصاب بالتوحد أبدًا في عين مَن أمامه، وإن نظر إليه فهذا لا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة، لأن النظر في العين إحدى وسائل التواصل، وهو لا يتواصل مع الغير، كما أنه لا يبتسم كثيرًا.

6. عدم التطور وفقدان المهارات

هناك أيضًا بعض العلامات التي تدل على إصابة طفلك بالتوحد كثبات مستوى قدرة الطفل على الكلام، وعدم تطوره بل فقدان ما اكتسبه من مهارات، مثل رفضه التام لمحاولة الوقوف على رجليه حتى إن حاولتِ تحفيزه على الوقوف.

 هل يشفى الطفل من طيف التوحد؟

لا يوجد علاج شاف حتى الآن لاضطراب طيف التوحد، وليست هناك طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات، ولكن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة عديد من الأطفال.

والهدف من العلاج الحد من أعراض التوحد ودعم النمو والتعليم لدى الطفل، ويمكن للتدخل المبكر خلال سنوات ما قبل المدرسة، أن يساعد طفلك على تعلم المهارات الاجتماعية والسلوكية والتواصل مع الآخرين. وتشمل خيارات العلاج المتاحة ما يلي:

  1. العلاج الأسري: يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرين كيفية التواصل والتفاعل مع أطفالهم المصابين بالتوحد، بطرق تحفز المهارات الاجتماعية، وتعالج المشكلات السلوكية لدى الأطفال، وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل مع الآخرين.
  2. العلاجات التربوية: الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا ما يستجيبون جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم، وتتضمن فريقًا من المتخصصين، الذين يؤدون مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وغالبًا الأطفال الذين يحظون بتدخلات سلوكية فردية في فترة ما قبل المدرسة، يظهرون تقدمًا جيدًا.
  3. العلاجات السلوكية:  عديد من البرامج السلوكية يعالج مجموعة من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة بالتوحد، يركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشكلات، وتعلم الطفل مهارات جديدة، بينما تركز برامج أخرى على تعليم الطفل كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية، أو التواصل بشكل أفضل مع الآخرين.
  4. الأدوية: ليس هناك دواء بإمكانه تحسين الأعراض الأساسية للتوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساعد في السيطرة على الأعراض، يصفها الطبيب.

ختامًا، وضحنا لكِ عزيزتي أعراض التوحد عند الأطفال في عمر سنة، ويجب أن تعلمي أن أعراض التوحد تختلف من طفل لآخر، ولكن حال التأكد من إصابة طفلك بمرض التوحد، يجب عليكِ اتخاذ التدابير اللازمة وزيارة الطبيب لاتباع برنامج لمعالجة طفلكِ.

لمزيد من المقالات المتعلقة برعاية الأطفال وصحتهم، اضغطي هنا.  

عودة إلى رضع

هبة الله سعد

بقلم/

هبة الله سعد

أؤمن بأن اللبنة الأولى في تشكيل شخصية الانسان تبدأ منذ الطفولة، مما يجعل اهتمامي ينصب على الأطفال بأحجامهم الصغيرة وألعابهم وطريقة نطقهم للكلام. أعشق جميع تفاصيل حياتهم وتصرفاتهم العفوية ولا مانع لدي من قضاء يومي بأكمله بصحبتهم.

موضوعات أخرى
9months
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon