سرطان الدم أو اللوكيميا من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في مرحلتي الطفولة والمراهقة، إذ يصنع فيها النخاع العظمي خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية بمعدل سريع جدًّا، والنخاع العظمي هو المسؤول عن صناعة خلايا الدم البيضاء (المسؤولة عن المناعة) والحمراء والصفائح الدموية، فترتحل هذه الخلايا خلال الدم، وتزاحم الخلايا الطبيعية، ما يزيد فرص تعرض الجسم للعدوى والمشكلات الصحية الأخرى، لأن خلايا الدم البيضاء لا تقوم بوظيفتها بشكل جيد في هذه الحالة، ورغم صعوبة خبر إصابة الطفل بسرطان الدم، فإن معدلات الشفاء منه في الأطفال والمراهقين كبيرة، وعادة تكون إصابات الأطفال بسرطان الدم حادة، أي تظهر أعراضها بسرعة، وأكثر أنواعه شيوعًا سرطان الدم الليمفاوي الحاد. في هذا المقال نستعرض معكِ بعض أعراض سرطان الدم عند الأطفال وأسبابه، ونسبة شفاء الأطفال منه.
أعراض سرطان الدم عند الأطفال
تختلف أعراض سرطان الدم من طفل لآخر، فالمصابون باللوكيميا الحادة تظهر أعراضهم فجأة، لكن المصابين باللوكيميا المزمنة تتطور أعراضهم ببطء، ومن الأعراض الشائعة لسرطان الدم:
- النزف والتكدم: الطفل المصاب بالسرطان قد ينزف وقتًا أطول بعد جرح بسيط أو من الأنف، وكذلك يتكدم جلده بسهولة، وقد يظهر على جلده كثير من البقع الحمراء الصغيرة بسبب نزف الشعيرات الدموية.
- ألم المعدة ونقص الشهية: قد تتراكم الخلايا التالفة في الطحال والكبد والكلى، ما يسبب تضخمها، وشعور الطفل بألم مكانها، وقد يصاحبه فقدان في الشهية والوزن أيضًا.
- صعوبة التنفس: قد تتراكم الخلايا حول الغدة التيموسية التي تقع في قاعدة الرقبة على القصبة الهوائية، ما يؤدي لصعوبة التنفس، وقد تتضخم العقد الليمفاوية بالصدر أيضًا، ما يسبب سعال الطفل وصوت الصفير وألم التنفس، وهي حالة طارئة.
- كثرة الإصابة بالعدوى: خلايا الدم البيضاء هي المسؤولة عن المناعة ومحاربة العدوى، ولا تؤدي وظيفتها بشكل طبيعي في حالات سرطان الدم، ما يؤدي لطول زمن العدوى عن المعتاد، وعدم تحسن الحالة كما هو متوقع.
- التورم: العقد الليمفاوية هي المسؤولة عن فلترة الدم، وفي حالة الإصابة بسرطان الدم، قد تتجمع الخلايا المصابة بهذه العقد، ما يؤدي لتورمها في مناطق تحت الإبط والرقبة وأعلى عظمة الترقوة والمنطقة الأربية (أصل الفخذ أو المغبن).
- ألم العظام والمفاصل: خلايا الدم البيضاء تصنع بمعدل سريع جدًّا في حالة الإصابة بسرطان الدم، ما يؤدي لاكتظاظها بشكل حاد داخل المفاصل أو بالقرب من أسطح العظام، فيشعر الطفل بألم فيها.
- فقر الدم أو الأنيميا: قد يصاب الطفل بفقر الدم أو الأنيميا بسبب صعوبة إنتاج خلايا الدم الحمراء من النخاع العظمي، لازدحامه بخلايا الدم البيضاء، ما يؤدي لظهور أعرض كشحوب الجلد والإجهاد والدوخة وسرعة التنفس.
- التأثير في المخ: قد تؤثر اللوكيميا في مخ الطفل أيضًا، ما يؤدي لظهور أعراض كالصداع والضعف والتشنجات والقيء وصعوبة التركيز وعدم الاتزان وتشوش الرؤية.
تتعدد أسباب الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال، تعرفي إليها من خلال السطور التالية.
أسباب سرطان الدم عند الأطفال
لم يعرف تحديدًا حتى الآن ما الذي يسبب الإصابة بسرطان الدم، لكن هناك عوامل خطر قد تزيد من فرص إصابة الطفل به، مع ذلك ليس معنى وجودها أن الطفل سيصاب بالمرض، كذلك فإن كثيرًا من الأطفال المصابون بالمرض لا يمتلكون هذه العوامل وأبرزها:
- الاضطرابات الوراثية، كمتلازمات "داون" و"لي-فراوميني" و"كلينفلتر".
- مشكلات الجهاز المناعي الوراثية، كرنح توسع الشعيرات.
- إصابة أخ أو اخت بسرطان الدم، خاصة في حالة التوأم المتماثل.
- وجود تاريخ للتعرض لجرعات كبيرة من الإشعاع أو العلاج الكيماوي أو الكيماويات، كمركبات البنزين.
- وجود تاريخ بتثبيط الجهاز المناعي، كما في زراعة الأعضاء.
لكن معظم حالات سرطان الأطفال لا تكون وراثية، وقد تكون هناك طفرات أو اختلالات في الجين المسؤول عن خلايا النخاع العظمي، وهذه الاختلالات قد تحدث في عمر الطفل المبكر أو بعد الولادة مباشرة أو بالمصادفة أو بشكل عفوي.
أما عن نسبة شفاء الطفل من سرطان الدم، فهذا ما نوضحه لكِ في الفقرة التالية.
نسبة شفاء سرطان الدم عند الأطفال
التشخيص المبكر وبدء العلاج الصحيح يزيد كثيرًا من نسب الشفاء، وقد ارتفعت نسبة الشفاء من سرطان الدم في الآونة الاخيرة بسبب تطور الخيارات العلاجية ووسائل التشخيص الحديثة، التي تكشف المرض مبكرًا وتعالجه بنجاح، وأجسام الأطفال تستجيب بشكل أفضل للعلاجات مقارنة بالبالغين، وتحتمل أجسامهم العلاج بشكل أفضل، فمعظم الحالات المصابة بسرطان الدم في مرحلة الطفولة قد يصل معدل خمود المرض عندهم لنسبة 90%، والخمود هنا يعني الهدأة أو اختفاء الخلايا السرطانية عند فحص الطبيب للجسم، ما يعني في معظم الحالات الشفاء التام من المرض، مقارنة بالبالغين الذي يصل معدل خمود المرض عندهم إلى 40%.
قبل علاج سرطان الدم يحاول الطبيب السيطرة على المضاعفات، بإعطاء الطفل المضادات الحيوية في حالات العدوى، أو نقل الدم عند نزفه الشديد أو إصابته بالأنيميا، ثم يبدأ الخطة العلاجية التي تتضمن:
- العلاج الكيميائي لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها أو وقف تكاثرها، وهو الخيار الأول والأساسي لهذا المرض.
- العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية ووقف نموها.
- العلاج الكيميائي بجرعة عالية مع زرع الخلايا الجذعية، باستخلاصها من نخاع عظام الطفل أو من شخص آخر، ثم إعطاء الطفل العلاج الكيماوي بجرعات كبيرة، لتدمير النخاع العظمي عنده، ثم زراعة هذه الخلايا واستبدال القديمة.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى أعراض سرطان الدم عند الأطفال وأسبابه ونسبة الشفاء منه، فإننا نعلم أن إصابة الطفل بسرطان أمر صادم للأسرة كلها، لكن بالمتابعة الجيدة والالتزام بالعلاجات وأوامر الطبيب، فإن معدلات الشفاء منه تزداد كثيرًا. لذا فالصبر على رحلة العلاج مهم جدًّا، وإن شعرتِ بصعوبة تقبل الأمر أو التحمل، فلا تترددي في طلب الدعم والمشورة من المقربين أو المختصين أو من الأمهات اللاتي نجحن في خوض التجربة، لمساعدتكِ خلال رحلة العلاج.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم تغذية وصحة الأطفال.