لماذا يجب أن تتحدثي مع ابنك في هذا الموضوع؟
لأن الاعتداء الجنسي على الأطفال يعد ظاهرة في أغلب المجتمعات الآن، وليس حالات فردية يمكن تجاهلها. ولأنه ببذل شيء من المجهود من التواصل مع الطفل وبوجود ثقة متبادلة، يمكن تجنيبه مأساة قد تؤثر على حياته كلها في المستقبل. الأذى النفسي للطفل سواء بنت أو ولد أكبر كثيرًا من الأذى الجسماني وهو يستمر معه حتى يكبر، ويؤثر على علاقاته بالآخرين وعمله وميله للزواج من عدمه. وفي بعض الأحيان قد ينتحر بعد مدة من الزمن طالت أو قصرت، أو لا قدر الله أن يتحول لمعتدٍ بدوره.
ما هو الاعتداء الجنسي؟
هو أي فعل من هذه الأفعال الأربعة:
أي فعل جنسي يقع على الطفل من شخص كبير أو طفل مثله.
- لمس المناطق الحساسة في جسم الطفل.
- إجبار الطفل على إقامة علاقة جنسية معه.
- توريط الطفل في أفعال جنسية (غير اللمس) مثل التصوير عاريا.
كيف تتحدثين مع ابنك في هذا الموضوع؟
ابدأي مبكرا: ابدأي منذ الصغر، قولي له أن يخبرك إذا لمسه أي شخص فتألم، أو لمسه المناطق الحساسة من جسمه. قولي له أن هذا تصرف "عيب" ويجب أن يخبرك به حتى تتصرفي.
- كرري الحديث: مع تقدم ابنك في السن، كرري الكلام في الموضوع وذكريه. اسأليه: ماذا تفعل إذا لمسك أحد الأشخاص بطريقة غير ملائمة؟ وأكدي عليه دائما أن يخبرك إذا تعرض لأذى من أي شخص مهما كان.
- عرفيه ما هي المناطق الحساسة من جسمه. استغلي فرصة ارتداء ابنك أو ابنتك المايوه مثلا وقولي أن تلك المناطق المغطاة هي المناطق الحساسة التي لا يجب أن يلمسها أحد.
- عندما يكبر ابنك ويدخل في مرحلة المراهقة، يمكنك أن تكلميه أكثر عن "الاعتداء الجنسي" وكذلك "التحرش الجنسي".
علمي ابنك ما يلي:
- أن يعتمد على نفسه في النظافة والاغتسال. هذه النقطة تبدأ منذ الصغر. عندما يصل ابنك لسن معين لابد أن يكون معتمدا تماما على نفسه في الاستحمام والنظافة والاغتسال، وألا يسمح لأحد أن يساعده بعد ذلك.
- أن هناك فرق بين اللمس الحسن واللمس السيء واللمس الجنسي: اللمس الحسن كحضن من الأم أو الأب فهو يشعره بالمحبة والعطف، واللمس السيء مثل الركل أو الضرب وهو يؤلم. واللمس الجنسي هو أن يلمس أحد الأشخاص أعضاءه الحساسة وهو ما يجب أن يرفضه ويقاومه ويبلغك عنه.
- أن يقول "لا" للكبار إذا اعتدوا جنسيا عليه. فنحن نعلم ابناءنا أن يحترموا الكبار طول الوقت. وفي موقف مثل هذا قد يتردد أو يخاف أن يقول ابنك "لا" لشخص أكبر منه. علميه أن يقول لا وأن يصرخ في وجهه أيضا.
- في بعض الأحيان يطلب المعتد من الطفل أن يحفظ "السر" ويجبر الطفل على أن يعده بذلك. وسوف يشعر الطفل بالذنب إذا كشف السر لأنه وعد. أخبري ابنك أن هذا النوع من الأسرار لابد أن يكشف حتى لو قدم وعدًا أو حلف بالله.
- أن يخبرك إذا تعرض لأي موقف به اعتداء جنسي. كلما كانت علاقتك بابنك أو ابنتك قوية كلما تشجع أن يخبرك. والعلاقة القوية تنشأ من الثقة والشعور بالراحة أثناء الكلام.
- أن يثق في حدسه تجاه اللمس الذي لا يرتاح إليه. وأن يخبرك إذا اختلف عليه الأمر.
نصائح لك:
لا تجبري ابنك أو ابنتك على أن يحضن أو يقبل شخصًا لا يريد أن يحضنه ويقبله - كالجد أو العم أو صديقتك بالعمل - لأنك بذلك ترسلين له رسائل مفادها أن عليه الاستسلام للمس من الكبار حتى لو كان لا يحبهم أو لا يرتاح للمسهم.
- ربما يحدث بعد كل هذا الحديث مع ابنك، ورغم كل الثقة المتبادلة والعلاقة القوية بينكما، ألا يخبرك. فالأمر عادة أصعب من ذلك، وربما يخبرك بعد فترة طويلة. فلا يجب أن تغفل عينيكِ عن علامات التعرض للاعتداء الجنسي. ولا تغضبي من ابنك عندما لا يخبرك. خذيه في حضنك وطمئنيه.
- تذكري، أن الشخص الوحيد الذي يُلام على الاعتداء الجنسي هو المعتد وليس الضحية.
علامات التعرض لاعتداء جنسي:
علامات نفسية وسلوكية:
مشكلات في النوم وكوابيس.
- اكتئاب وانطواء، وابتعاد عن الأسرة والأصدقاء.
- الشعور بالذنب.
- الميل للسرية والانغلاق.
- رفض للذهاب للمدرسة.
- عبارات تنم عن كراهية لجسده.
- الميل للعدوانية.
- رغبة زائدة أو تجنب زائد لكل ما له طبيعة جنسية.
- ميول وسلوكيات انتحارية.
- لا يحب أن يلمسه أحد، وربما انتفض من مكانه إذا لمسه أحد.
- التفوه بألفاظ سيئة، وهو غير معتاد على ذلك.
- التحرش بالأطفال الآخرين.
علامات جسدية:
خدوش أو عض على الجسم
- صعوبة في الجلوس وعدم ارتياح
- حك المناطق الحساسة
- الإصابة بمرض جنسي
- الحمل
ماذا تفعلين إذا تعرض ابنك لا قدر الله للاعتداء الجنسي:
إذا أخبرك ابنك، أو لاحظتِ علامات الاعتداء الجنسي وتأكدتِ، ابقي هادئة. فرد فعلك سوف يشعر ابنك بالذنب أو يخيفه فلا يتعاون معك ويتكلم بصراحة.
- رددي عبارات من نوع: "أنا أصدقك"، "أعرف أن هذا ليس خطأك"، "أنت لم تفعل شيئًا سيئًا"، "شكرًا أنك أخبرتني".
- لا تسمحي أبدا أن يتقابل المعتد مع ابنك مرة أخرى، سواء كان قريب أو غريب.
- لابد أن تطلبي المساعدة من الأطباء لعلاج الاضطرابات النفسية والجنسية التي ستنشأ عن الحادثة. لا تتكاسلي عن هذا أبدا.
- بلغي عن واقعة الاعتداء للسلطات المختصة، حتى لا يترك المجرم يمارس جريمته مرة أخرى مع آخرين. وحتى يشعر ابنك أن على المخطئ أن ينال عقابه.