دليل سوبرماما للمواضيع الصعبة: كلمي ابنك عن المخدرات

التوعية عن المخدرات

التدخين والكحول والمخدرات وغيرها من العادات الخاطئة أصبحت تثير المخاوف والقلق لدى العديد من الأمهات بشكل كبير، خاصةً بعدما انتشر إدمان المخدرات بين المراهقين والشباب من الفئات العمرية الصغيرة، فأصبحت التوعية عن المخدرات للأطفال أمرًا لا بد منه، وهو ليس بالأمر السهل، خصوصًا مع اطلاع الأطفال والمراهقين على ثقافات مختلفة والعديد من المؤثرات الخارجية، التي تحتم عليكِ التعامل مع هذا الأمر مبكرًا وتحضير الإجابات الوافية له.

فقد يسألك ابنك عن المخدرات أو يفاجئكِ بأسئلة، مثل: "يعني إيه حشيش؟"، "البانجو ده عبارة عن إيه؟"، وغيرها من التساؤلات التي قد يغمركِ بها عند مشاهدته برنامجًا يتحدث عن التوعية عن المخدرات أو فيلمًا عن الإدمان، وهنا يجب أن تكون ردودك حاضرة ومقنعة لابنك.

فإذا كنتِ تشعرين بالحيرة حول طريقة التوعية عن المخدرات بصورة بسيطة يستطيع ابنك استيعابها، والإجابة عن كل تساؤلاته، فقد جمعنا لكِ في هذا المقال أهم النصائح لتجاوز هذا الأمر والتعامل معه.

التوعية عن المخدرات

التحدث مع الطفل أو ابنك المراهق عن المخدرات أمر حساس للغاية، فعقلية الطفل تتسم بالفضول وحب الاستكشاف، الأمر الذي قد يدفعه لطرح مئات الأسئلة التي يجب عليكِ الإجابة عنها حتى لا يحاول البحث عنها من مصادر غير موثوقة مثل أصدقائه أو صفحات الإنترنت، وفي خطوات بسيطة نقدم لكِ كيف تتحدثين مع أبنائك عن المخدرات:

  • اقرئي عن المخدرات: الخطوة الأولى لتوعية طفلك عن المخدرات هو أن تستعدي جيدًا للإجابة عن كل تساؤلاته بإجابات وافية، ولتتمكني من ذلك يجب أن تقرئي جيدًا عن المخدرات وأنواعها، وتأثيرها على الجسم والقدرات العقلية والذهنية ومخاطرها. ابحثي عن مصادر جيدة، واكتبي أهم النقاط التي يجب مناقشتها مع طفلك بطريقة بسيطة يستطيع استيعابها بشكل جيد. ويمكنكِ الاستعانة ببعض الأفلام الكرتونية أو القصص الملونة إذا كان عمر طفلك صغيرًا حتى يستطيع تصور الأمر، كما يمكنكِ إحضار بعض القصص المخصصة للأطفال التي تناقش فكرة الإدمان والتوعية ضد المخدرات وشجعيه على قراءتها.
  • راقبي ابنك وتابعيه: مراقبة ابنك ستتيح لكِ فرصة ملاحظة أي تغييرات تطرأ عليه، وبالتالي يمكنكِ معالجتها مبكرًا، ولكن احرصي على عدم حصاره أو أن يشعر طفلك بأنكِ تراقبين تصرفاته فلا يتعامل بطبيعته أو يحاول أن يخفي عنكِ بعض الأمور.
  • صادقيه واخلقي لغة حوار: الحوار يخلق روابط عميقة بينك وبين طفلك، وخاصةً إذا نجحتِ في تحويل علاقتكما إلى صداقة، يستطيع طفلك معها اللجوء لكِ والتحدث عن مشاكله دون خوف من التوبيخ أو العقاب.
  • شاهدي مع طفلك بعض برامج التوعية ضد المخدرات أو الأفلام التي تتناول هذا الأمر وسلبياته بشكل بسيط يستطيع فهمه.

أعراض الإدمان الجسدية

كما ذكرنا سابقًا أن مراقبة الطفل من الأمور الضرورية التي تخبركِ بأي تغييرات قد تنذر بتعاطيه لأي مخدر، وتوجد بعض الأعراض الجسدية لتعاطي وإدمان المخدرات التي يسهل اكتشافها أهمها:

  • فقدان الشهية أو زيادة الشهية أو حدوث تغيير في عادات الطفل الغذائية.
  • خسارة الوزن غير المبررة.
  • تباطؤ المشي وعدم الاتزان في أثناء الحركة.
  • الأرق.
  • الكسل.
  • احمرار العين مع ثقل في الجفون.
  • توسع حدقة العين.
  • برودة اليدين مع رعشة.
  • شحوب الجلد.
  • نشاط زائد أو على العكس خمول بدرجة كبيرة.
  • علامات لوخز إبر في الذراعين أو الساقين أو أسفل القدمين.
  • غثيان وقيء.
  • عدم انتظام ضربات القلب

وبرغم تشابه هذه الأعراض مع أمراض أخرى، مثل التوتر والقلق أو مشاكل الجهاز الهضمي، فإن هذه الأعراض عادةً ما يصاحبها تغييرات سلوكية ونفسية يمكنكِ أيضًا ملاحظتها بسهولة.

كيف أعرف أن ابني مدمن؟

بعد متابعة التغييرات الجسدية التي قد تطرأ على طفلك، فقد تلاحظين بعض الأعراض السلوكية التي تنذر بأن ابنك وقع ضحية للإدمان، ومن أبرز هذه العلامات:

  • تغيير كبير في الأسلوب والشخصية.
  • تغيير في النشاطات والعادات اليومية والهوايات.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة العائلية أو المدرسية.
  • تشتت الانتباه وصعوبة التركيز مع بطء الاستجابة.
  • حساسية مفرطة مع ردود فعل عصبية.
  • تقلبات مزاجية حادة ومتكررة.
  • إفراط في الخصوصية ورفض دخول أي شخص حجرته.
  • الميل للكذب والإنكار.
  • طلب أموال كثيرة، وقد يصل الأمر حد السرقة.
  • حيازة أدوات تستخدم في تناول المخدرات.
  • استخدام معطرات الجو في الغرفة والبخور وما إلى ذلك.
  • استخدام عبارات مشفرة ومصطلحات للتمويه عندما يتحدث مع أصدقائه أمامك.

طريقة توعية الأطفال عن المخدرات

  • الحديث عن المخدرات: ابدئي الكلام عن المخدرات مبكرًا، وتحدثي كثيرًا بصيغة مبسطة في سن صغيرة، وباستفاضة عندما يكون الابن قادرًا على استيعاب المعلومات، فالتحدث مبكرًا يفيد في ثبات المعلومة، وكرري الحديث عن المخدرات على فترات متباعدة، ولا تكتفي بمرة واحدة، فالتكرار يؤكد الفكرة ويدعمها.
  • قدمي المعلومة المناسبة لعمر ابنك: فإذا كان ابنك في السابعة من العمر، قولي له مثلًا: "إننا نأكل لنحافظ على صحتنا، وكذلك هناك أشياء نمتنع عنها لأنها تضر بأجسادنا، مثل التدخين وتناول الأدوية ونحن غير مرضى"، وإذا كان يشاهد التلفزيون مثلًا وجاء ذكر "الحشيش" في أحداث المسلسل أو الفيلم، قولي له: "هل تعرف ما هو الحشيش؟ إنه نبات ضار بالجسم"، وإذا سألكِ المزيد من الأسئلة، أجيبيه ولكن ببساطة وباختصار. أما في مرحلة المراهقة، ستحتاجين أن تشرحي له أكثر عن أنواع المخدرات، وكيف أن الإدمان يؤذي الإنسان ويفقده القدرة على التحكم في نفسه والقيام بنشاطاته بشكل طبيعي، بل وقد يصل به إلى الموت.
  • استمعي لابنك: فالحوار يعني طرفين يتبادلان الرأي، أحدهما يتكلم والآخر يستمع، فإذا تكلمتِ أنتِ واستفضت في الكلام عن المخدرات، لا بد أن تمنحيه الفرصة بعدها للتعليق وطرح أسئلته ويجب أن تستمعي له باهتمام. فالتحدث مع الطفل بطريقة إبداء النصح أو إلقاء محاضرة لا يحبها الأطفال أو المراهقون، ولا يستجيبون لها في معظم الأوقات.
  • كوني صريحة وأمينة: لا تشعري بالحرج من بعض المعلومات، ولا تمتنعي عن إجابة سؤال تعرفين إجابته، فالصراحة هي أفضل طريقة لمخاطبة الطفل وإرضاء فضوله.
  • كوني صبورة ولا تنفعلي: لا تجعلي أسئلة طفلك الكثيرة تستفزك، فالأبناء يفسرون انفعالك عند إجابتهم بالضعف أو عدم قدرتك على مواجهتهم، وهذا يقلل من تأثير نصائحك ويفقدكِ المصداقية لديهم.

كيف أحمي ابني من المخدرات؟

تعتمد حماية أبنائنا من المخدرات على التربية في المقام الأول وما نزرعه داخلهم من أفكار تجعلهم قادرين بالفطرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويمكنكِ في خطوات بسيطة تهيئة طفلك لمواجهة مخاطر المخدرات وغيرها:

  • عززي ثقة ابنك بنفسه: عادةً ما يلجأ الشباب والمراهقين للمخدرات كمحاولة لمعالجة فقدانه الثقة بنفسه، وفي مرحلة المراهقة تصبح الثقة بالنفس هاجسًا كبيرًا. عززي ثقة طفلك بنفسه وزرع الأفكار الإيجابية داخله وتحفيزه على اتخاذ القرارات وتشجيعه دائمًا، وعلميه كيف يقول "لا" بشكل واثق لأي شخص يعرض عليه المخدرات أو يقترح عليه أن يتناولها، فضعف الشخصية قد يدفع الطفل لتناول المخدر لعدم قدرته على الرفض أو الشعور بالإحراج.
  • ضعي نظام مواعيد للمنزل: لا بد أن تضعي مواعيد لدخول وخروج الأبناء عليهم احترامها والالتزام بها، على أن تسري هذه القواعد على جميع الأبناء دون تفرقة.
  • أنشئي علاقة جيدة مع ابنك: إنشاء علاقة جيدة مع ابنك تقوم على الصداقة والثقة، تجعله يستمع إليكِ ويطلب مشورتك عند مواجهته لأمر يحتاج فيه إلى النصيحة، فلا يوجد طفل يستمع إلى نصائح أمه وهي ليست قريبة منه ولا تصادقه ولا تقضي معه بعض الأوقات ولا يتناقشان في مختلف المواضيع بشكل تلقائي، فالصداقة بين الأم وابنها مفتاح النجاح.
  • تابعي جدول نشاطاته ومواعيده: كوني دائمًا على معرفة بمواعيد تمارين ابنك والأنشطة التي يمارسها، واطلبي من مدرسيه أو مدربيه أن يخبروكِ إذا لاحظوا غيابًا متكررًا أو تصرفات غير طبيعية عليه.
  • علمي ابنك كيف يختار أصدقاءه: اشرحي لطفلك من هو "الصديق الجيد" و"صديق السوء"، إذا نجحتِ في توصيل هذه المفاهيم له، يمكنكِ بعد ذلك أن تخبريه بأن الصديق الذي يشجعه على تناول المخدرات ليس بصديق. وهنا تأتي أهمية التعرف على أصدقاء ابنك وذويهم، وكوني على علاقة جيدة بهم وتواصلي معهم، فالصداقة من أهم العلاقات في حياة الأبناء والتي من شأنها تعزيز الأفكار الإيجابية والقيم الجيدة لديهم.

الإدمان كابوس قد يطارد أبناءك -خاصة في فترة المراهقة- إذا لم تنتبهي جيدًا لهم وتحرصي على التوعية عن المخدرات وأضرارها، وطدي علاقتك بأبنائك وازرعي داخلهم الأفكار الإيجابية، فعلاقتكِ بهم هي الحصن الأول لحمايتهم من مخاطر المخدرات.

يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص فترة المراهقة مع "سوبرماما".

عودة إلى أطفال

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon