لقد وصل طفلك إلى منتصف عامه الأول بالفعل، وبدأ يلاحظ أن هناك عالمًا رائعًا في انتظاره ليكتشفه، وقريبًا سيحاول الزحف ليتعرف إلى الأشياء المحيطة به بنفسه، وسيشهد هذا الشهر تطورًا ملحوظًا في حركاته، وستفاجئين به يمسك لعبته الصغيرة ويهزها أو اللهاية ويحاول إدخالها في فمه أو مصها قليلًا، وستساعدكِ مراقبة حركات الطفل بعمر 6 شهور على متابعة تطوره، وربما تلاحظين بعض الحركات الغريبة التي قد تقلقكِ في هذا العمر أو قبله، خاصةً أن بعضها قد يكون من علامات الصرع أو يشير إلى مشكلة أخرى، لذا اكتشفي في هذا المقال تطور الطفل الحركي في عمر ستة أشهر، وأهم الحركات الغريبة عند الرضع.
حركات الطفل بعمر 6 شهور
طفلك الآن على وشك التحرك إن لم يكن بالفعل بدأ محاولات الزحف، ورغم أن حركات الأطفال في هذا العمر ليست كبيرة، فستلاحظين بالفعل بعض التطورات الحركية التي ستسعدكِ كثيرًا، وتشمل حركات الطفل في عمر 6 شهور ما يلي:
- تدحرجه من البطن للظهر والعكس.
- الجلوس دون دعم.
- محاولة الوقوف عند الإمساك بيديه، مستندًا إلى ساقيه، وهز جسمه لأعلى، لكنه سرعان ما يجلس سريعًا.
- التأرجح في أثناء الجلوس ذهابًا وإيابًا.
- محاولة الزحف للخلف وهو جالس، وقد يقطع مسافة كبيرة بالفعل.
- الاستناد إلى يديه وركبتيه في أثناء النوم على بطنه ، وهز نفسه محاولًا الزحف.
- وضع الأشياء المختلفة في فمه، لذا من المهم في هذه المرحلة اختيار ألعاب لينة وغسلها بشكل متكرر، ويُفضل اختيار العضاضات المائية ذات الألوان الزاهية، التي يمكن للطفل أن يلعب بها، ويستخدمها للضغط عليها بفمه، لأن ابتسامة صغيرك ستكشف عن بعض الأسنان قريبًا.
- تمرير الألعاب من يد إلى أخرى.
- استخدام راحة يديه في الضرب على الأشياء المحيطة به.
أسباب الحركات الغريبة عند الرضع
مراقبتك لتطور طفلك من الأمور المهمة للغاية، لأنها قد تخبركِ بأن هناك خطبًا ما بالطفل، خاصةً إذا لاحظتِ عليه أعراضًا غير طبيعية، ما يساعد على اكتشاف أي مشكلة مبكرًا وتشخيصها، وحركات اليدين أو القدمين الغريبة أو الاهتزازات من أكثر الأمور التي قد تشعركِ بالقلق، خوفًا من أن تكون مؤشرًا لنوبات صرع أو مشكلة في الأعصاب أو غيرهما، وعمومًا فإن معظم الحركات الغريبة عند الرضع طبيعية ولا تستدعي القلق، وستختفي بعد فترة من تلقاء نفسها، وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة لحركات الرضع الغريبة:
- تنمية المهارات الحركية الدقيقة: تميل أجزاء من جسم الطفل إلى الارتعاش في مراحل نمو مختلفة، على سبيل المثال: الفترة الأولى بعد الولادة (أول 28 يومًا)، يكون ارتعاش الرأس والأطراف محاولة من الطفل لرفع رأسه، بينما قد يكون ارتعاش الرسغين والأصابع عند الأطفال الأكبر سنًّا جزءًا من تنمية المهارات الحركية الدقيقة.
- الجهاز العصبي غير الناضج: في الأطفال حديثي الولادة، تكون المسارات التي تنقل الإشارات العصبية من المخ إلى أجزاء الجسم ليست متطورة بشكل كامل، ما يتسبب في حدوث حركات متشنجة ومضطربة، ومع نضج الجهاز العصبي للطفل، تصبح هذه الحركات أكثر مرونة.
- رد فعل مورو: قد تلاحظين حركة لا إرادية متكررة على الطفل، يمد فيها ذراعيه وساقيه وأصابعه ويقوس ظهره لبضع ثوانٍ، وهي حال تُعرف بـ"رد فعل مورو"، تحدث عندما يستمع الطفل إلى صوت مفاجئ أو عند وضعه على الفراش، فيشعر بأنه على وشك السقوط، وهو أمر شائع عند الأطفال حديثي الولادة، وقد يستمر لعمر ستة أشهر ثم يختفي.
- الكافيين في حليب الأم: إذا كنتِ ترضعين طفلك، وتتناولين كثيرًا من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالقهوة أو الصودا، فقد يتسبب ذلك في ارتعاش الطفل أو اهتزازه، نتيجة لانتقاله إليه عبر الحليب وتراكمه في جسمه، وبالنسبة للكمية فإن قليلًا من الكافيين (300 ملليجرام يوميًّا أو ثلاثة فناجين قهوة) لا يمثل مشكلة.
- النوم أو الاستيقاظ: من المحتمل أن تحدث الحركات المهتزة والمرتعشة أيضًا، عندما ينام الطفل أو عند استيقاظه، ما يُعرف باسم "الرمع العضلي"، وعادةً ما تحدث في لحظة استغراقه في النوم، ويمكن أن تحفز المنبهات الخارجية، كالضوضاء أو الحركة أو الضوء هذه الحركات أيضًا، وعادةً ما يختفي الرمع العضلي من تلقاء نفسه خلال عام، وهو حالة غير مقلقة في العموم.
- تغيير الحفاض: إذا حدثت حركات الاهتزاز في كل مرة تغيرين فيها حفاضه، فقد تكون هذه طريقة طفلك لإخبارك بأنه لا يحب هذا الأمر.
- الجوع: يمكن أن يكون اهتزاز أذرع الطفل وأرجله علامة على أنه جائع، كذلك البكاء الذي يسبب اهتزاز الجسم أو ارتعاشه أو تصلبه، علامة متأخرة على الجوع أيضًا، إذ يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى ارتعاش الأطفال.
علامات الصرع عند الرضع
رغم أن الأسباب السابقة طبيعية وغير مقلقة، فاهتزاز الأطفال الرضع قد يكون مؤشرًا للصرع، لذلك من المهم أن تفرقي بين اهتزازات الأطفال العادية والتشنجات، وفيما يلي أهم العلامات التي تشير إلى أن طفلك يعاني من نوبة صرع:
- حركات تشنجية أو اهتزازات متكررة ومتطابقة في طبيعتها ومدتها الزمنية.
- نوبات تشنجات تحدث دون محفز.
- تغير ملحوظ في تعبيرات وجه الطفل وتنفسه ومعدل ضربات قلبه.
- الحركات الإيقاعية التي تحدث في جانب واحد فقط من الجسم، أو تكون متماثلة، على سبيل المثال: كلا الذراعين يتحركان بالطريقة نفسها، وفي الوقت نفسه.
- الاهتزاز أو التشنج الذي لا يمكن إيقافه، لكن إذا كان ذراعا الرضيع يرتجفان، ويمكنكِ إيقافهما عن طريق إمساكهما بلطف، فمن المحتمل ألا تكون نوبة صرع، ففي نوبات الصرع قد يستمر الاهتزاز حتى مع إمساك ذراعيه.
- التحديق المستمر دون أي استجابة.
استعرضنا معكِ عزيزتي حركات الطفل بعمر 6 شهور سواء الطبيعية أو الغريبة، من المهم عزيزتي إذا لاحظتِ اهتزازت على طفلكِ، ولم تستطيعي تمييز ما إذا كانت طبيعية أم لا، فيجب عرضه على الطبيب للتأكد من السبب وراءها، وتشخيص حالته في وقت مبكر.
الأطفال الرضع يحتاجون إلى عناية مضاعفة، تعرفي إلى مزيد من النصائح التي ستفيدكِ في شهور عمرهم الأولى في قسم تغذية وصحة الرضع.