تعليم آداب المائدة للأطفال من السلوكيات المهمة التي يجب أن يعرفوها، فهي إحدى وسائل تعزيز الثقة في النفس، وتنمية المهارات الاجتماعية، وليس من السابق لأوانه بدء تعليم الأطفال أساسيات تناول الطعام منذ سن صغيرة، خاصةً أن كل وجبة فرصة مناسبة لتعلمها بشكل تدريجي. تعرفي في هذا المقال إلى كيفية تعليم الأطفال آداب الأكل، ونصائح لتنمية مهارة التعامل مع الناس.
كيفية تعليم الأطفال آداب الأكل في سن صغيرة
لتعليم طفلكِ آداب الطعام لا بد أن تبدئي معه بخطوات بسيطة، مع تجنب الإجبار والضغط الشديد عليه حتى يتعلم، فهي عملية طويلة تحدث تدريجيًّا، وليست شيئًا سيتقنه الطفل مرة واحدة، لذا فالأمر يتطلب بعض الصبر. إليكِ فيما يلي بعض سلوكيات الطعام التي يمكنكِ البدء بتعليمها لطفلكِ في مرحلة ما قبل المدرسة:
- غسل الوجه واليد قبل الأكل: لا يُظهر هذا السلوك الاحترام للشخص الذي أعد الوجبة وللآخرين على مائدة الطعام فحسب، بل هو عادة صحية مهمة يجب تعلمها ضمن قواعد النظافة الشخصية للطفل.
- عدم الأكل قبل تقديم الطعام لجميع الأفراد: علمي أطفالكِ أنه لا ينبغي أن يبدأ أي فرد تناول الطعام حتى يجلس جميع الأشخاص، ويُقدم لهم الطعام، ومن ثم يبدؤون جميعًا فالبدء تناوله، فلا يصح أن يسبق أحدهم الآخر في ذلك.
- غلق الفم عن مضغ الطعام: عدم التحدث والفم ممتلئ بالطعام، وإبقاؤه مغلقًا في أثناء ذلك، قاعدتان أساسيتان في آداب المائدة، ذكِّري بهما طفلكِ باستمرار، إضافة إلى أخذ قضمات صغيرة في كل مرة، وعدم ملء الفم بالطعام مرة واحدة.
- التحدث بلطف: استخدام العبارت اللطيفة على المائدة أمر يجب تعليمه لطفلكِ أيضًا، مثل: "من فضلكِ" و"شكرًا"، فإذا طلبوا من شخص على المائدة تمرير شيء ما، فيجب عليهم اتباع الطلب بعبارة "من فضلكِ"، كذلك يجب عليهم أن يشكروا الأشخاص الذين أعدوا الطعام وقدموه.
- استخدام أدوات الطعام والمناديل: يجب عدم تشجيع الطفل على تناول الطعام بأصابعه، خاصةً إذا تجاوزوا مرحلة الأطعمة التي تؤكل بالأصابع، فوضحي لهم كيفية الإمساك بالشوكة بشكل صحيح، وأن يضعوا منديلًا على ملابسهم للحفاظ عليها، وعدم مسح أفواههم بأكمامهم وما إلى ذلك.
- عدم انتقاد الطعام: رغم أنه لا ينبغي إجبار الطفل على أكل شيء لا يريده، فيجب عدم انتقاد الطعام على المائدة، لكن لا بأس إذا قال "لا.. شكرًا"، ثم طلب تجربة طعام مختلف.
اقرئي أيضًا: علمي طفلك آداب الرد على الهاتف
نصائح لتنمية مهارة التعامل مع الناس للأطفال الصغار
يواجه بعض الأطفال، خاصةً في سنوات حياتهم الأولى، صعوبة في تكوين صداقات أو الاندماج في بعض البيئات الاجتماعية، وهو ما قد تلاحظينه في الزيارات الاجتماعية، لكن من الجيد أن هناك بعض الخطوات التي يمكن للوالدين اتخاذها لتطوير المهارات الاجتماعية لأطفالهما مثل:
- تعلم طرح الأسئلة: هناك عدة طرق يمكن للأطفال من خلالها بدء محادثات إيجابية مع الآخرين، وإحدى الطرق المهمة لذلك طرح الأسئلة، فهو أفضل وسيلة للتعرف إلى الآخرين، وتكوين روابط معهم، والانفتاح اجتماعيًّا بشكل أفضل.
- التدريب العملي:اللعب التخيلي مع الأطفال الصغار طريقة رائعة لتدريبهم على المهارات الاجتماعية، اجعلي طفلكِ يتظاهر بأنه الشخص الذي يجد صعوبة في التحدث إليه أو التوافق معه، سيعطيكِ هذا فكرة عن شكل هذا الشخص، أو على الأقل كيف يراه طفلكِ، واقترحي طرقًا يمكنه أن يتحدث بها بشكل أكثر فاعلية معه.
- إيجاد الاهتمامات المشتركة: سيكون الاستمتاع مع الآخرين بشكل طبيعي أكثر عندما يفعل كل طفل شيئًا يهتم به، سواء كان ذلك من خلال المشاركة في رياضة مفضلة أو العزف على آلة موسيقية يحبها أو وضع كل طفل مع الأفراد المتشابهين معه في التفكير، الذين من المحتمل أن يشعر الطفل براحة أكبر معهم، وهو ما ينمي مهاراته الاجتماعية بشكل أفضل.
- تفهم قدرات الطفل: بعض الأطفال ببساطة أكثر اجتماعية من غيرهم، فلا ينبغي أن تتوقعي من الطفل الخجول والانطوائي أن يتفاعل بالطريقة نفسها التي يتفاعل بها الطفل المنفتح بشكل طبيعي، مثلًا يشعر بعض الأطفال بالراحة في الأماكن الكبيرة، بينما يجد آخرون أنه من الأسهل التواصل مع أقرانهم عندما يكونون في مجموعات أصغر. كذلك من المهم مراعاة قدرات الأطفال الأصغر سنًّا وذوي الاحتياجات الخاصة، فقد لا يشعرون بالراحة في التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعة أو ساعتين.
اقرئي أيضًا: كيف أهيئ طفلي لحضور مناسبات مختلفة؟
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كيفية تعليم الأطفال آداب الأكل، احرصي على أن تكوني قدوة جيدة ونموذجًا يُحتذى به لطفلكِ، فالأطفال يراقبون الكبار باستمرار في حياتهم، واعلمي أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، ويحتاج إلى الصبر.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته في سنوات عمره الاولى والعناية بكل ما يخصه بزيارة قسم رعاية الصغار على موقع "سوبرماما".