الرياح الترابية: كيف تحمين رضيعك من تأثيرها؟

وقاية الرضع من الأتربة

الرياح والعواصف الترابية من أكثر الظواهر المناخية المزعجة، وقد زادت معدلات حدوثها وحدتها في العقد الماضي، ضمن مجموعة التغيرات المناخية التي حدثت لمناخ الكرة الأرضية بشكل عام. وتأثير التراب في الجو على الرضع واسع المدى، وأكثر أحيانًا مما يبدو على الظاهر، وذلك حسب حدة فترة العاصفة الترابية وطولها.

في هذا المقال نخبرك بتأثير التراب على الرضع، وكيفية وقاية الرضع من الأتربة والعواصف الرملية.

تأثير التراب في الجو على الرضع

عمومًا تنقسم حبيبات التراب إلى حبيبات خشنة وأخرى ناعمة، الخشنة لا تتخطى الأنف أو الحلق، بينما تصل الناعمة إلى الجهاز التنفسي السفلي في الرئتين، وهذه الحبيبات هي التي تمثل الخطورة الحقيقية على صحة الإنسان، ولحسن الحظ تتكون العواصف الترابية في معظمها من حبيبات خشنة.

العواصف الترابية لا تحمل حبيبات التراب فقط، وإنما تحمل بكتيريا وفطريات وفيروسات أيضًا، وفي حين تحدث بعض العلماء عن أن وجود هذه الميكروبات في الجو يعرضها مباشرة لأشعة الشمس فوق البنفسجية القاتلة لها، يعتقد علماء آخرون أن ذرات التراب في الرياح الترابية تمثل في بعض الأحيان حماية لهذه الميكروبات من وصول الأشعة فوق البنفسجية لها، فالتعرض للعواصف الترابية يحمل خطر وصول مثل هذه الميكروبات إلى داخل الجهاز التنفسي للرضيع أيضًا.

أضرار الغبار على الأطفال

التأثيرات الصحية للعواصف الترابية شديدة القوة وسريعة الرياح، والممتدة لفترات طويلة تشمل:

  • التهابات اللوزتين والحلق.
  • التهابات في العين واحمرارها.
  • حساسية في الجلد وطفح جلدي.
  • صعوبات في التنفس قد تصل حد الاختناق وتحتاج الدخول إلى المستشفى، وأحيانًا تصل إلى وفيات في الرضع.
  • الإصابة بالصداع وآلام في العضلات.
  • اضطرابات في النوم والحالة النفسية العامة.

وفي حين أشارت دراسات طبية كثيرة إلى ارتباط حدوث نوبات حادة للربو لدى مرضى حساسية الصدر، كنتيجة مباشرة لهبوب الرياح الترابية، فإن إحدى الدراسات التي أجريت في الرياض بالمملكة العربية السعودية قللت من دور الرياح المحملة بالأتربة كسبب مباشر للإصابة بنوبات الربو الحادة لدى الأطفال، وإن كانت لم تجزم بعدم حدوث تأثيرات صحية على الأطفال على المدى الطويل.

الرياح الترابية تحمل أيضًا خطورة حدوث حوادث السيارات بنسبة أعلى من الظروف العادية، كنتيجة مباشرة لانخفاض مدى الرؤية في أثناء هذه العواصف، وتحمل أيضًا خطر الإصابة بأشياء صلبة طائرة قد تحملها الرياح.

طرق وقاية الرضع من الأتربة والعواصف الرملية

لنتفق أولًا أنه لا داعي للقلق أو الخوف من نتائج هذه الرياح، وأن العناية الأكبر إنما توجه دائمًا للمجموعات الأكثر عرضة للتأثر، مثل مرضى الحساسية الصدرية، سواءً الكبار أو الصغار، وكذلك الرضع وكبار السن، فعليكِ اتباع النصائح التالية للتقليل من التأثيرات الصحية المحتملة للعواصف الترابية:

  • المكوث في المنزل إذا لم يكن هناك داعٍ قوي للخروج، مع إحكام غلق النوافذ والأبواب، ويمكنكِ استعمال بخاخ مملوء بالماء لبخ قطرات من الماء تجاه أسقف المنزل، إذ تعمل المياه على إنزال حبيبات التراب العالقة من الجو، فالمكوث في المنزل يعد ضروريًّا هنا جدًّا في حالات مرضى الحساسية الصدرية والرضع.
  • وضع كمامة على الأنف والفم أو قطعة قماش عند الخروج من المنزل مع بلّها قليلًا بالماء.
  • ارتداء نظارات لوقاية العينين، أو استعمال الذراع لحماية العين من دخول ذرات التراب إليها.
  • حماية الرأس في حالة وجود أشياء صلبة متطايرة مع الرياح، يمكن استعمال كتاب أو حقيبة أو ما شابه ذلك.
  • اللجوء إلى الأماكن المغلقة في حالات هبوب الرياح في أثناء الوجود خارج المنزل.
  • توخي الحذر في أثناء القيادة، والتوقف تمامًا عند انخفاض مدى الرؤية إلى حد يصعب معه الاستمرار في الطريق.
  • متابعة نشرات الحالة الجوية في الأوقات التي تزداد فيها هذه العواصف، عادةً في أواخر الشتاء وبداية الربيع.
  • التأكد من الالتزام بالعلاج الوقائي لمرضى الحساسية الصدرية، منعًا لحدوث نوبات حادة.
  • التوجه فورًا إلى المستشفى عند ملاحظة أي مشكلات في التنفس.

الفازلين للغبار

وضع قليل من الفازلين عند مدخل فتحتي الأنف، يمنع التراب والغبار من الدخول إلى الجهاز التنفسي. ضعي طبقة رقيقة من الفازلين على أنف رضيعك وأنفك خلال العواصف الترابية الشديدة.

تأثير التراب في الجو على الرضع يختلف باختلاف حدة العاصفة الترابية ومدى تعرض الطفل لها، اتبعي الخطوات السابقة لوقاية الرضع من الأتربة ووقاية باقي أفراد أسرتك.

عودة إلى رضع

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon