ما أعراض اضطراب الشخصية الحدية؟

اضطراب الشخصية الحدية

الشخصية هي طريقة التفكير والشعور والتصرف التي تجعل الشخص مختلفًا عن الآخرين، وتتأثر بالتجارب والبيئة المحيطة والمواقف الحياتية والخصائص الموروثة، وقد يعاني بعض الناس من اضطراب بها، مثل اضطراب الشخصية الحدية فيها تنحرف طريقة التفكير والشعور والتصرف عن التوقعات، ويظهر ذلك في الحياة الاجتماعية والعمل، في هذا المقال، اعرفي كل شيء عن هذه الشخصية وكيفية التعامل معها.

اضطراب الشخصية الحدية

يؤثر اضطراب الشخصية الحدية في شعور الفرد بنفسه، وكيفية تعامله مع الآخرين، ويميل المصابون بهذا النوع من الاضطراب إلى أن يكونوا عدائيين وغير اجتماعيين، وهم حساسون وقلقون للغاية من ألا يحبهم الناس، علاقاتهم صعبة للغاية لأنها غير آمنة.

ويمكن أن تؤدي الأشياء الصغيرة إلى ردود فعل شديدة منهم، وبمجرد انزعاجهم، يواجهون مشكلة في تهدئة أنفسهم، ومن الطبيعي أن هذا التقلب العاطفي وعدم القدرة على تهدئة الذات يؤدي إلى اضطراب العلاقة والسلوك المتهور، هذا الاضطراب أكثر شيوعًا لدى النساء، وقد تشمل أعراضه:

  1. الخوف الشديد من الهجر، ما يصل بهم إلى اتخاذ إجراءات متطرفة لتجنب الانفصال أو الرفض الحقيقي أو المتخيل.
  2. العلاقات القريبة غير المستقرة، مثل إضفاء الطابع المثالي على شخص ما للحظة، ثم الاعتقاد فجأة بأنه لا يهتم بما فيه الكفاية أو أنه قاسٍ.
  3. التغيرات السريعة في الهوية الذاتية والصورة الذاتية التي تشمل تغيير الأهداف والقيم، ورؤية نفسك سيئًا أو كما لو كنت غير موجود على الإطلاق.
  4. فترات من جنون العظمة المرتبط بالتوتر وفقدان الاتصال بالواقع، تستمر من بضع دقائق إلى بضع ساعات.
  5. السلوك المندفع والمحفوف بالمخاطر، مثل المقامرة، أو القيادة المتهورة، أو ممارسة الجنس غير الآمن، أو الإنفاق، أو الإفراط في تناول الطعام أو تعاطي المخدرات، أو تخريب النجاح عن طريق الإقلاع فجأة عن عمل جيد أو إنهاء علاقة إيجابية.
  6. التهديدات أو السلوك الانتحاري أو إصابة النفس، غالبًا استجابة للخوف من الانفصال أو الرفض.
  7. التقلبات المزاجية التي تستمر من بضع ساعات إلى بضعة أيام، التي يمكن أن تشمل السعادة الشديدة أو القلق.
  8. مشاعر الفراغ المستمرة.
  9. الغضب الشديد غير المناسب، مثل فقدان الأعصاب بشكل متكرر، أو السخرية، أو مقاتلة من يضايقه.

اضطراب الشخصية الحدية والحب

مرضى اضطراب الشخصية الحدية يبحثون عن شخص يمكنه توفير الاستقرار وتحقيق التوازن بين عواطفهم المتغيرة. غالبًا ما يكون شركاؤهم من الأفراد المعتمدين الذين يتوقون أيضًا إلى الحب والخوف من الهجر ولديهم  احترام منخفض للذات وحدود فقيرة، لذلك يهدأون ويستوعبون ويعتذرون عند مهاجمتهم من أجل الحفاظ على الارتباط العاطفي في العلاقة.

وتتأرجح العلاقات العاطفية بين طلب الانفصال ثم التمسك بالشريك (اذهب / من فضلك لا تذهب)، وهو أمر مربك لهم ولشركائهم. للأسف، يمكن أن يؤدي هذا في كثير من الأحيان إلى الانفصال. في بداية علاقة رومانسية جديدة يظن المصابون باضطراب الشخصية الحدية أنهم وجدوا رفيق الروح الذي سينقذهم من آلامهم العاطفية.

ثم تظهر المشكلات عندما يبدأ الواقع. حينها يدرك أن شريكه الجديد ليس خاليًا من العيوب، يمكن أن تنهار صورة الرفيق المثالي، فقد يواجهون صعوبة في إدراك حقيقة أن معظم الناس يرتكبون أخطاء، ونتيجة لذلك، قد ينتقلون بسرعة من المثالية إلى الاعتقاد أن شريكهم شخص فظيع، لأن المصابين بهذا الاضطراب يعانون من رؤية الأشياء باللونين الأبيض والأسود وغير قادرين أو لا يريدون قبول أي نوع من (المنطقة الرمادية) في حياتهم الشخصية وعلاقاتهم.

اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب

الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يعانون أيضًا من الاكتئاب، وغالبًا ما تحدث نوباته لديهم بسبب الخسائر الشخصية مثل الانفصال، وقد لاحظ الخبراء أن الاكتئاب غالبًا ما يظهر بشكل مختلف لديهم عمن سواهم. على سبيل المثال، في حين يرتبط الاكتئاب عادة بمشاعر الحزن أو الذنب، يوصف الاكتئاب في اضطراب الشخصية الحدية بأنه مرتبط بـ:

  • مشاعر الوحدة، الفراغ، الملل، الاغتراب والحزن الشديد.
  • التمسك بالتبعية والشعور باليأس فيما يتعلق بالغياب (أو الخوف من الرفض أو التخلي عن) أشخاص مهمين.
  • تأثير سلبي غير مستقر.
  • شعور عميق بالسوء الداخلي، مع هجوم شديد على الذات.
  • زيادة التفكير والسلوك الانتحاري.

 المرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب لديهم استجابات أقل للعلاج، مقارنةً بالأشخاص الذين يعانون من مرض واحد. التأثير العلاجي يعمل فقط في اتجاه واحد (أي إن العلاج الذي يركز فقط على الاكتئاب لا يبدو أنه يخفف من أعراض اضطراب الشخصية الحدية في المرضى الذين يعانون من كلتا الحالتين).

اقرئي أيضًا: 7 علامات تُخبركِ بضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي

يعاني الجميع من الإجهاد في وقت ما، لكن الشخصية الصحية تساعدنا على مواجهة التحديات، وتمكّن الشخص من العمل في الحياة اليومية، ولا داعي للقلق، فهناك علاجات تحد من اضطراب الشخصية الحدية وتمنحكِ مهارات التكيف التي يمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن والعودة إلى التحكم في أفكارك ومشاعرك وأفعالك.

اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بالصحة على "سوبرماما".

عودة إلى صحة وريجيم

آية حسين زكي محمد

بقلم/

آية حسين زكي محمد

صيدلانية، أهوى الكتابة والأشغال اليدوية، ومهتمة بتعليم الأطفال وبصحتهم النفسية. يعنيني الهدوء والاطمئنان، وأرجو أن تكون لكلماتي نصيبًا منهما.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon