نسمع كثيرًا عن فيروس "سي" وإصابته الصامتة للكبد، مما يجعل المصابين به لا يعلمون بوجود التهابات الكبد إلا مصادفة، في هذا المقال، نتحدث عن أعراض فيروس سي الخامل، وأنواع الإصابة به، وطرق العدوى، وكيف نحدّ من انتشاره ونتجنب الإصابة به.
التهاب الكبد الفيروسي سي
مرض الالتهاب الكبدي "سي" حالة مرضية ناتجة عن العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي"سي تتراوح أعراضه بين خفيفة تدوم عدة أسابيع وشديدة قد تدوم مدى الحياة. وقد تتفاقم العدوى حال علاجها في مراحلها الأولى، مسببة بعض المضاعفات كتليف الكبد وتشمعه وحتى السرطان والفشل الكبدي.
ويُنقل فيروس "سي" عن طريق الدم، إذ إن انتقال كمية ضئيلة ملوثة بالفيروس كفيلة بإصابة الشخص السليم بالمرض.
ورغم فاعلية الأدوية المضادة للفيروس في القضاء على المرض بنسبة 95% إن أُخذت في الفترات الأولى للإصابة، فإن خفوت الأعراض وعدم ظهورها، خاصة في حالة الالتهاب المزمن، تجعل من اكتشافه في مراحله الأولى صعبة، ومن ثم يجري التدخل الطبي متأخرًا بعد حدوث المضاعفات.
مراحل الإصابة بفيروس سي
فترة الحضانة: تمتد من 14 إلى 80 يومًا بعد العدوى، وفي معظم الحالات تنعدم المؤشرات المبكرة والأعراض الدالة على العدوى، وفي بعض الحالات تكون الأعراض خفيفة كالشعور بالإرهاق وفقدان الشهية والتي تختفي مع الوقت. يشفى من 15 إلى 20% من الحالات ذاتيًا بفضل جهازهم المناعي ولا تتأثر صحتهم.
- الالتهاب الكبدي الحاد: بعد الإصابة بفيروس "سي" تظهر على بعض الأشخاص أعراض الالتهاب الكبدي الحاد والتي قد تستمر ستة أشهر مثل:
- الإجهاد.
- فقدان الشهية.
- اليرقان أو الصفراء الخفيفة للجلد والعين.
- لون البول الغامق.
- ارتفاع في الحرارة.
- آلام في المفاصل.
- قيء وغثيان وآلام المعدة.
- لون البراز الفاتح.
وفي بعض الحالات، تختفي الأعراض ذاتيًا بعد أسابيع قليلة من الإصابة بفضل قوة الجهاز المناعي، وإن كان الجهاز المناعي ضعيفًا فالإصابة بالتهاب الكبد المزمن أمر محتمل.
- الالتهاب الكبدي المزمن: الذي يمثل نسبة 70% من حالات الإصابة بفيروس "سي" ويكون بلا أعراض ولا يُكتشف إلا بتحاليل الدم سواءً كان بادئًا كمرضٍ مزمن أو لاحقًا للالتهاب الحاد والذي قد يتفاقم في 20% من الحالات لتليفات الكبد وما بعده بعد مرور السنين.
- تليف الكبد: عندما تحتل الندبات نسيج الكبد تفقدها وظائفها الطبيعية وتتشمع ولا تستطيع علاج نفسها وتتطور الحالة للفشل الكبدي، ولا يجدي معها سوى عملية زرع الكبد، ومن أعراض التليف:
- تراكم السوائل في البطن والاستسقاء وتورم القدمين.
- تدهور وظائف المخ.
- اليرقان الشديد.
- فشل الكلية ومشاكل المخ.
أعراض فيروس سي الخامل
كما ذكرنا سابقًا، حين تتحول العدوى إلى مزمنة قد تستغرق أعوامًا كثيرة لتتدهور للتليفات وما يتبعها، وعادة لا يكون للالتهاب المزمن أي أعراض ويكون صامتًا خاملًا حتى يهاجم الفيروسُ الكبد ليُظهر بعض الأعراض مثل:
- سهولة النزف وكثرة الكدمات.
- اليرقان.
- الاستسقاء وتراكم السوائل في البطن والقدمين.
- الحكة والهرش.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن .
- الشعور بالإجهاد ووهن العضلات.
- مشكلات الذاكرة والتركيز وتلعثم الكلام.
- لون البول الغامق.
- ظهور الأوردة العنكبوتية على الجلد.
طرق العدوى بفيروس سي
الإصابة بالفيروس تكون بانتقال الدم الملوث للشخص السليم وذلك بعدة طرق مثل:
- عند الحقن بإبرة أو سرنجة ملوثة بالفيروس.
- العلاقة الجنسية بين شخصين أحدهما مصاب.
- الخطأ الطبي لمقدمي الرعاية الصحية وإصابتهم من دم مريض ملوث، سواء بالحقن أو التعرض للدم بشكل مباشر.
- الولادة، إذ ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها.
- المشاركة في الأدوات الشخصية كأمواس الحلاقة وفرش الأسنان ومقلمة الأظافر.
- أدوات الوشم أو الثقب غير المعقمة والملوثة.
- الأدوات والأجهزة الطبية غير المعقمة كأدوات الأسنان وأجهزة غسيل الكلى.
- نقل الدم الملوث.
ولا ينتقل الفيروس من لبن الأم إلى الطفل أو بالتقبيل والمشاركة الحياتية، كمشاركة الطعام أو العطس والسعال أو عضّات البعوض.
طرق الحد من انتشار فيروس سي
يجب اتباع بعض الإجراءات، مثل:
- الاستخدام الصحي والتخلص الصحيح من السرنجات بعد استعمالها مرة واحدة.
- التعامل الصحيح مع الأدوات الحادة.
- إخضاع المتبرعين بالدم لاختبارات فيروس نقص المناعة المكتسبة وفيروس "سي".
- تدريب العاملين في القطاع الطبي على إجراءات مكافحة العدوى.
- التعقيم الصحيح للأدوات والأجهزة الطبية.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية.
- استخدام الواقي الذكري في حالة إصابة أحد الزوجين بالمرض.
