فحوصات الأطفال ليست يسيرة، خاصةً عندما يكون الطفل صغيرًا أو كثير الحركة أو لا يرغب في التعاون مع الفريق الطبي خوفًا من الإجراءات الطبية، لكن أحيانًا يُصاب الأطفال بمشكلات تجعل هذه الفحوصات ضرورية. الرنين المغناطيسي على المخ من الفحوصات التي تتطلب وقتًا طويلًا، وقد يتوقف تشخيص بعض الأمراض على إجرائها. سنتحدث في هذا المقال عن دواعي أشعة الرنين المغناطيسي على المخ للأطفال وأضرارها، والاحتياطات التي يجب مراعاتها عند هذا الإجراء.
ما هي أشعة الرنين المغناطيسي على المخ للأطفال؟
أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) إجراء آمن وغير مؤلم للأطفال، لكنه يستغرق وقتًا طويلًا، إذ قد تتراوح مدة الإجراء بين 30 و45 دقيقة، ويعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي للمخ على استخدام المجال المغناطيسي وموجات الراديو، ويختلف عن الأشعة المقطعية في أنه لا يعتمد على الإشعاع. يعطي الجهاز صورًا تفصيلية عن الدماغ وجذع الدماغ، ما يساعد على تشخيص كثير من المشكلات الصحية.
يتكون ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي من مغناطيس كبير على شكل كعكة دائرية، يحتوي على نفق في منتصفه. يوضع طفلك خلال الإجراء على طاولة تنزلق داخل هذا النفق، ومن خلال المجال المغناطيسي تحدث إعادة ترتيب لذرات جسمه، لتقوم بعد ذلك موجات الراديو ببث بعض الإشارات، فيلتقط الكمبيوتر هذه التفاعلات، ويُجري عديدًا من العمليات الحسابية، ما ينتج عنه صور مقطعية واضحة بالأبيض والأسود لكل أجزاء مخ طفلك وجذع مخه، ويمكن تحويلها بعد ذلك إلى صور ثلاثية الأبعاد.
ما دواعي إجراء أشعة الرنين المغناطيسي على المخ للأطفال؟
تُجرى أشعة الرنين المغناطيسي على المخ لطفلك لأسباب متعددة، إليكِ بعضها في السطور القادمة:
- اكتشاف بعض الحالات غير الطبيعية في المخ، كالتكيسات والأورام والنزيف ومشكلات الأوعية الدموية.
- الكشف عن التلف الذي يحدث في دماغ الطفل بسبب الحوادث أو التعرض لسكتات دماغية.
- تشخيص بعض أمراض الدماغ المناعية أو المعدية، كالتهاب السحايا البكتيري أو الفيروسي أو المناعي.
- معرفة أسباب بعض المشكلات مجهولة السبب عند طفلك، كالصداع والدوخة والتشنجات.
- تشخيص بعض أمراض المخ المزمنة، كالتصلب المتعدد.
- تشخيص مشكلات الغدة النخامية وجذع المخ.
- تحديد أسباب تأخر النمو العقلي.
- تشخيص تشوهات عظام الجمجمة وأعلى العمود الفقري الخلقية أو الناتجة عن الإصابات.
- تحديد حالة الأنسجة العصبية داخل الحبل الشوكي.
اقرئي أيضًا: ما أشعة الرنين المغناطيسي؟ ولماذا يطلبها الطبيب؟
هل هناك أضرار لأشعة الرنين المغناطيسي على المخ للأطفال؟
أشعة الرنين المغناطيسي على المخ آمنة -كما ذكرنا سابقًا- فطفلك خلال هذا الإجراء لا يتعرض لإشعاع كما يحدث في الأشعة السينية والمقطعية، ولكن هناك بعض الاحتياطات التي يجب عليكِ مراعاتها في بعض الحالات، إليكِ تفصيل ذلك:
- التخدير: إجراء أشعة الرنين على المخ قد يستغرق أكثر من نصف ساعة، وقد يكون صعبًا على كثير من الأطفال البقاء ساكنين داخل الجهاز كل هذه الفترة، خاصةً الأطفال الصغار والرضع، وكثيري الحركة، أو الذين يعانون رهاب الأماكن المغلقة. قد يكون للتخدير بعض الآثار الجانبية، كإصابة الطفل بالخمول والتعب والرغبة في النوم بعد الإجراء.
- الحساسية من محلول التباين: هناك بعض الحالات التي يحتاج فيها الطبيب إلى حقن طفلك بمحلول وريدي قبل إجراء الرنين المغناطيسي، للكشف عن حالة الأوعية الدموية داخل الدماغ. بعض الأطفال يعانون حساسية شديدة من هذا المحلول، لذا من الضروري أن تبلغي الطبيب وفني الأشعة بأي تاريخ لطفلك مع حساسية من أي نوع. كذلك إذا كان طفلك لديه قصور شديد بالكلى، فقد يضره هذا المحلول بشدة أيضًا.
- تداخل الرنين المغناطيسي مع المعادن: من الضروري أن يخلع طفلك أي شيء معدني قبل إجراء الأشعة، كالخواتم والأقراط والأساور والأحزمة. لكن هناك مشكلة أخرى، إذا كان طفلك لديه جهاز معدني أو إلكتروني داخل جسمه، كقوقعة الأذن أو الرقاقات المعدنية في القلب، فقد تتداخل مع الأشعة، وقد ينتج عن هذا التداخل ضرر. لذا من الضروري أن تبلغي الطبيب بهذا الأمر قبل الإجراء، حتى يتخذ الاحتياطات الملائمة.
ختامًا، بعد تعرفك إلى دواعي إجراء أشعة الرنين المغناطيسي على المخ للأطفال، والاحتياطات التي يجب مراعاتها عند الإجراء، ننصحكِ عزيزتي بضرورة الحديث مع طفلك حول طبيعة الإجراء، والمدة التي قد يستغرقها، وكيف يهدئ نفسه إذا شعر بخوف، أو يسلي نفسه إذا شعر بملل، إذا كان كبيرًا كفاية ويستطيع استيعاب كلامك.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسمتغذية وصحة الأطفال.
