بكثير من الحماس والفرحة والترقب، تستقبل الأم مولودها الجديد وتُجهز لقدومه منذ معرفتها بالحمل فيه، ودائمًا ما تسعى الأم لإبقاء وليدها في صحة جيدة سعيدًا وآمنًا، لذا فأي عَرَض يظهر على المولود قد يثير قلق الأمهات كثيرًا، وتسرع الأم بالبحث للحصول على إجابات لأسئلتها عن سبب ظهور هذا العَرَض، وإذا كان طبيعيًا أم لا، ومن الأعراض التي قد تثير قلق الأمهات وتساؤلاتهن جفاف جلد المولود أو بدء تقشر جلده واستمرار هذا التقشر في الأسابيع اللاحقة لولادته، لذا ففي هذا المقال نتعرف إلى أسباب تقشر الجلد عن الأطفال حديثي الولادة، والعلاجات المتاحة لهذه الحالة، في محاولة منا لتقليل مخاوفكِ ولطمئنتكِ عزيزتي، فتابعينا.
أسباب تقشر الجلد عند الأطفال حديثي الولادة
يمر جلد الطفل المولود بعديد من التغيرات في هيئته، بما فيها تغيرات الجلد خلال الأسابيع الأولى من ولادته، فقد يتغير لون شعره أو بشرته وقد يبدأ جلده أيضًا التقشر بعد ولادته بأيام لأسباب طبيعية أو لأسباب أخرى مرضية مثل:
الطلاء الجُبْني أو الدهني: الذي يحيط بالجنين في أثناء وجوده في الرحم، ويبدأ التكوّن في الأسبوع العشرين من الحمل ليحمي جلد الجنين من السائل الأمنيوسي، الذي بعد إزالته بعد الولادة من على سطح الجنين يبدأ جلده التقشر خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.
- عمر الجنين عند الولادة: فتختلف شدة تقشر جلد الجنين بحسب عمر الجنين عند الولادة، فالأطفال المولودون قبل الموعد أو قبل الأسبوع الأربعين عادة يقل عندهم تقشر الجلد عن المولودين عند الأسبوع الأربعين أو بعده، لأن مكوث الجنين أكثر في الرحم يقلل من الطلاء الدهني المحيط به عند الولادة، لتعرضه أكثر للسائل الأمنيوسي الذي يؤثر في الجلد ويسبب تقشره.
- الإكزيما: التي تسبب طفحًا جلديًا بلون أحمر، ويكون جافًا ومتقشرًا ومثيرًا للحكة على جلد المولود، وتكون نادرة في الأطفال حديثي الولادة، غير معروف سبب الإكزيما، لكنها قد تحدث لتعرضه لمهيجات كشامبو الأطفال أو بقايا مسحوق الملابس في ملابس الطفل أو بسبب تحسسه من الطعام، كمنتجات الصويا الموجودة في بعض ألبان الأطفال.
- السماك (Ichthyosis): هي حالة جينية تسبب تقشر الجلد وتهيجه، نتيجة لوجود تاريخ مرضي عائلي، وتُشخص بالكشف على الطفل أو أخذ عينة من الجلد أو الدم.
- طاقية المهد: التي تحدث نتيجة وجود الجنين داخل رحم الأم وتأثير هرمونات الأم عليه، ما يسبب ظهور قشور وبقع جلدية حمراء على جلده، خاصة جلد فروة الشعر.
وبعد معرفتنا لأسباب تقشر الجلد عند الأطفال حديثي الولادة، نتعرف إلى علاج هذه الأسباب في الفقرة التالية.
علاج تقشر الجلد عند الأطفال حديثي الولادة
في حالة تقشر الجلد للأسباب الطبيعية، فإنها عادة تشفى من تلقاء نفسها ولا تحتاج للتدخل الطبي، ولتقليل التقشر وجفاف الجلد يفضل عمل ما يلي:
- تقليل وقت استحمام الطفل لخمس إلى عشر دقائق، لأن زيادة وقت الاستحمام قد يزيل الزيوت الطبيعية من على بشرة الطفل ويؤدي لجفافها، مع استخدام الماء الفاتر بدلًا من الساخن، واستخدام صابونة خالية من العطور ولطيفة على البشرة، وتجنب لمس الكيماويات لجلد الطفل كالعطور.
- دهان مرطب على جلد المولود إن بدا جافًا مرتين في اليوم وبعد الاستحمام، دلكي المرطب برفق ليساعد ذلك على تقشير الجلد الميت وترطيب البشرة.
- إبقاء المولود مرطبًا، وبما أنه ممنوع إدخال الماء للطفل إلا بعد ستة أشهر، فيجب إرضاعه بشكل منتظم.
- تجنب الهواء البارد أو الجاف، وإلباس المولود قفازات أو جوارب وحماية وجهه عند الخروج في طقس بارد، وحمايته من التيارات الباردة، واستخدام جهاز الترطيب إن كان الهواء جافًا.
- تجنب غسل ملابس المولود بمسحوق الملابس العنيف، واستخدام مسحوق ملابس مخصص لبشرة الطفل الحساسة.
وإن كان سبب تقشر جلد الطفل الإكزيما، فقد يصف الطبيب المرطبات وتجنب المهيجات، وإن كان التحسس من الصويا الموجودة في حليب الطفل، فيجب تغيير نوع الحليب، وإن لم تشفَ الحالة، فقد يصف الطبيب كريمًا محتويًا على الكورتيزون، مع إعطاء الطفل مضادات الهيستامين.
أما إن كان السبب هو السماك، فليس له علاج، لكن يمكن السيطرة عليه بتحميم الطفل بالماء فقط، وتجنب لمس أي كيماويات لجسمه، وترطيب جسمه باستمرار بالمرطبات التي يكتبها الطبيب الخالية من الكيماويات، التي غالبًا تكون ذات قاعدة بترولية مثل الفازلين.
وإن كان سبب تقشر الجلد طاقية المهد، فإنها تذهب عادة من تلقاء نفسها خلال شهور دون علاج، ويمكن تسريع تقشيرها بتحميم المولود بالشامبو وتدليك فروة رأسه بفرشاته الناعمة لتسهيل خروج القشرة، وكذلك تدليك فروة رأسه بزيت الزيتون أو زيت جوز الهند الخام، ليسهل ذلك من خروج القشرة في أثناء الاستحمام.
اقرئي أيضًا: أعراض يجب ألا تتجاهليها لدى حديثى الولادة
ختامًا عزيزتي، بعد ذكرنا لبعض أسباب تقشر الجلد عند الأطفال حديثي الولادة وعلاج هذه الأسباب، يجب أن تعلمي أنه ليس هناك طريقة لتجنب التقشير الطبيعي لجلد الأطفال حديثي الولادة، وأن المدة التي يستغرقها التقشير تختلف من طفل لآخر، وأن إبقاء جسم طفلك مرطبًا يساعد على تقليل جفاف جلده وتقشره، لكن إن لم تتحسن حالة جلد المولود خلال أسابيع أو ازدادت سوءًا، أو ظهرت قشور حمراء أو تورمات على الجلد، أو كانت مثيرة للحكة فتسبب بكاء الطفل المستمر، أو ارتفعت درجة حرارته، فيجب وقتها الذهاب للطبيب.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بصحة الرضع على "سوبرماما".