تتعرض الحامل لكثير من التغيرات الجسدية، وتواجه أعراضًا مختلفة طوال فترة الحمل، فالغثيان والقيء والإعياء جميعها من أعراض الحمل الكلاسيكية، ولكن لا يقتصر الأمر على ذلك، فالتهابات مجرى البول وآلام الكلى من الأعراض التي قد تواجهها الحامل بشكلٍ متكرر أيضًا، ولأن وظيفة الكلى الأساسية التخلص من الفضلات والسموم من مجرى الدم، فقد تتعرض للعدوى في فترة الحمل، إذ يزداد حجم الدم لإمداد الجنين بالعناصر الغذائية والأكسجين، ما يزيد الضغط على الكلى لتنقية مزيد من الدم، ما يكثر بدوره من فرص حدوث العدوى التي تمثل أهم أسباب ألم الكلى للحامل، التي نخبركِ بها في هذا المقال، مع أهم طرق علاجه.
أسباب ألم الكلى للحامل
يمكن تشبيه وظيفة الكلى بكونها أقرب لفلتر يعمل على تنقية الجسم من السموم، ومع الحمل وزيادة الضغط عليها نتيجة زيادة حجم الدم كما ذكرنا، قد تتعرض لمشكلات صحية تسبب الألم للحامل، لذا فإن آلام الكلى عرض شائع في فترة الحمل، وقد يكون سببها بسيطًا، وقد يشير إلى مشكلة صحية يجب الانتباه لها، وتشمل أسباب ألم الكلى للحامل:
- عدوى الكلى: يزداد خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية في أثناء الحمل، فالتغيرات الهرمونية، وكذلك التغيرات الجسدية التي يسببها الرحم المتضخم، يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ مرور البول عبر الحالبين، وقد يصل الأمر لحدوث الارتداد الحويصلي، وهي حالة يرتد فيها البول في المثانة إلى الوراء، أو يعود إلى الحالبين (الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة)، ويحدث ذلك نتيجة ارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون الذي يسبب ارتخاء العضلات الملساء للحالبين، فلا تقوم بوظيفتها بصورة طبيعية، ويمكن أن تؤدي زيادة حجم الرحم إلى الضغط على المثانة وارتداد البول، فتهاجر البكتريا الموجودة في المثانة إلى الكلى، بدلًا من طردها خارج الجسم، وتسبب العدوى لإحدى الكليتين أو كليهما، وتسبب ألمًا على جانبي الجسم من الخلف، وعدوى الكلى حالة خطيرة يجب التعامل معها بشكلٍ سريع.
- حصوات الكلى: تحدث حصوات الكلى لواحدة من كل 1500 إلى 3000 حالة حمل تقريبًا، وعادةً ما تكون في الثلثين الثاني أو الثالث من الحمل، وتكون مصحوبة بألم في الجزء العلوي من البطن أو الظهر والجوانب، ينتشر غالبًا إلى الفخذ أو أسفل البطن. من أعراضها الشائعة الغثيان والقيء والحاجة الملحة للتبول، كذلك قد يصاحبها نزول دم في البول، وتحدث حصوات الكلى نتيجة قلة تناول الماء مع تراكم الأملاح الزائدة، كالكالسيوم والأوكسالات والفوسفور.
- ألم العضلات: هنا ليست المشكلة في الكلى، ولكن الشعور بالألم في العضلات أو الظهر، فتخطئ المرأة وتظن أنه ألم في الكلى، وسيلجأ الطبيب وقتها لإجراء بعض الفحوص، كفحص البول وفحص الموجات فوق الصوتية، للتأكد من عدم وجود مشكلة في الكلى.
علاج ألم الكلى للحامل
يعتمد علاج ألم الكلى للحامل على علاج مسببه، وبعض الحالات يمكن علاجها بتغيير بعض العادات اليومية، وبعضها الآخر يحتاج للعلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب، وننصحكِ عزيزتي باستشارة الطبيب إذا كان ألم الكلى متكررًا، فكما ذكرنا فإن عدوى الكلى حالة تحتاج للعلاج فورًا، ويشمل علاج ألم الكلى ما يلي:
علاج حصوات الكلى
إذا تأكد الطبيب من إصابتكِ بحصوة، فقد ينصحكِ بالراحة في الفراش، وتناول سوائل بكميات وفيرة، وقد يصف لكِ بعض مسكنات الألم، وعادةً ما تتفتت الحصوات الصغيرة، وتمر مع البول. أما إذا كانت كبيرة، وتُركت دون علاج، فقد تؤدي إلى الولادة المبكرة، أو تتداخل مع المخاض الطبيعي، ما قد يشكل تهديدًا على صحة الطفل، ويشمل علاج حصوات الكلى ما يلي:
- الدعامات: تُوضع دعامة أو أنبوب في الحالب، يعمل على تمرير البول من خلاله، ما يقلل العبء الواقع على الحالبين، ولا يُزال الأنبوب إلا في نهاية الحمل.
- إزالة الحصوات بالمنظار: الطريقة المُوصى بها للنساء الحوام،ل عندما يكون حجم الحصوة كبيرًا، ويُستخدم ليزر "الهولميوم" لتفتيت الحصوات، عن طريق إدخال منظار صغير جدًّا في المثانة والكلى، لإزالة الحصوات أو تفتيتها.
علاج عدوى الكلى
العلاج الأساسي لعدوى الكلى المضادات الحيوية، وقد ينصحكِ الطبيب بالذهاب للمستشفى لتلقى العلاج، الذي يشمل حقن المضادات الحيوية الوريدية، كمضادات السيفالوسبورين والسيفترياكسون وغيرها. إذا لم تتحسن أعراضك، فقد تكون البكتيريا المسببة للعدوى مقاومة للمضادات الحيوية التي وصفها الطبيب، وفي هذه الحالة قد يضيف الطبيب مضادًا حيويًّا قويًّا، يُسمى "الجنتاميسين" إلى علاجك.
بمجرد أن تبدأ حالتكِ بالتحسن، قد يُسمح لك بمغادرة المستشفى، وسيصف لكِ الطبيب مضادات حيوية عن طريق الفم لمدة سبعة إلى عشرة أيام، وغالبًا ما سيصف أدوية مثل: تريميثوبريم وسلفاميثوكسازول أو نتروفورانتوين، وسيطلب فحص البول مرة كل شهر، للتأكد من علاج العدوى تمامًا.
استعرضنا معكِ عزيزتي أسباب ألم الكلى للحامل، احرصي على تناول كمية وفيرة من الماء في فترة الحمل لتجنب الحصوات، والتبول بكثرة ما يساعد على طرد البكتيريا من الجسم، ويقلل احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية، يمكنكِ تناول ثلاثة لترات من الماء يوميًّا أو ما يعادل عشرة أكواب، للحفاظ على ترطيب جسمكِ، ووقايته من الجفاف.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
- لأجهزة آبل - IOS، حمليه الآن من App Store