"برغم حبي لزوجي وحبه الشديد لي، لكنني أشعر بأن كلًّا منا يحيا وحيدًا" عبارة قد تكون متكررة بين كثير من النساء، إذ قد تشعر المرأة بالوحدة رغم وجود الزوج والأقارب والأصدقاء أيضًا. أو قد تكون الوحدة حقيقية إن كانت المرأة غير عاملة أو مغتربة، وزوجها يقضي وقتًا طويلًا في العمل. والحقيقة أنه يوجد بعض الأمور التي لا علاقة لها بالزواج نفسه، لكنها قد تكون السبب في شعور الزوجة بالوحدة، تعرفي معنا على أهمها في هذا المقال.
شعور الزوجة بالوحدة
لعل أقسى المشاعر التي قد تتلاعب بأي زوجة هو شعورها بالوحدة وغربتها عن زوجها الذي يشاركها سريرها وحياتها، مجرد غريبين يعيشان تحت سقفٍ واحد ويتشاركان تفاصيل الحياة المادية دون أي مشاركة عاطفية أو نفسية بينهما. وبالطبع قد يلعب الخرس الزوجي دورًا رئيسيًّا في مثل هذه المشكلة، ولكن هناك أيضًا أسبابًا مختلفة ومتعددة لشعور الزوجة بالوحدة.
أسباب شعور الزوجة بالوحدة
- ضغوط الحياة والتطلعات المادية: فالوقوع في فخ الماديات التي أصبحت تحيط بنا، وانشغال الزوجين الدائم، وضغوط الحياة المختلفة التي تدفعنا إلى مزيد من العمل لمزيد من كسب المال، يجعل الوقت أكثر ضيقًا والحياة أكثر إرهاقًا، وبالطبع تختفي الحميمية بين الزوجين وتشعرين أكثر بالوحدة.
- الإقامة في الضواحي البعيدة أو الاغتراب: فبالرغم من أن الحياة في المدن والضواحي البعيدة أكثر نظامًا وهدوءًا من العاصمة ووسط المدينة، لكن على الجهة الأخرى قد يشعرك هذا الأمر بالوحدة، خاصة مع انشغال زوجك، ويقلل من ممارستك الأنشطة المفضلة لكِ أو الذهاب لأماكن الترفيه المختلفة. ربما من المناسب أن تخططي لشراء سيارة مثلًا، أو أن تنظمي برنامجك الأسبوعي بما يتوافق مع وقت زوجك لتوصيلك -على سبيل المثال- لحضور مسرحية ما أو الذهاب معًا للسينما أو غير ذلك.
- عدم قضاء أوقات مشتركة بين الزوجين: فليس معنى أنكِ وزوجك مختلفان في الشخصية أنه لا يوجد بينكما اهتمامات مشتركة، فالزوجان الذكيان هما اللذان يسعيان لمعرفة أوجه الاتفاق بينهما وتنميتها. احرصي على خلق اهتمامات مشتركة بينكما، كأن تهتمي بكرة القدم كونها لعبته المفضلة، أو تشاركيه تفاصيل آخر رواية تقرئينها، وبذلك تفتحين موضوعات جديدة للنقاش والتحدث مع زوجك.
- عدم وجود توازن بين العمل وجوانب الحياة الأخرى: فاهتمام الأزواج -بل حتى بعض الزوجات- بالعمل وتحقيق النجاح المهني مهم وضروري، والطموح أساس الشخصية السوية، لكن يجب أن يمتلك الشخص الطموح نفسه ليكون ناجحًا في جميع جوانب حياته أيضًا، احرصي على ذلك ونبهي زوجك للأمر نفسه أيضًا.
- عدم المرونة بين الزوجين والتشبث بالحقوق والواجبات: من المهم أن يكون هناك تنازل متبادل بين الزوجين، فكما يحرص زوجك على إرضاء أسرتك، عليكِ أنتِ أيضًا إرضاء والدته مثلًا، حتى وإن كان هناك بعض التحديات في سبيل نجاح هذه العلاقات. اتركي له أيضًا مساحة من الحرية، فلمَ لا تقبلي بخروجه أو سفره مع أصدقائه مثلًا، لتتمكني أنت أيضًا من الحصول على حياة اجتماعية خاصة بكِ مع صديقاتكِ المفضلات.
- الابتعاد عن الصديقات بعد الزواج: من المهم أن تكون دائرة حياتكِ أكثر سعة من مجرد البيت والزوج والأبناء، والابتعاد عن صديقاتك وقريباتك بعد الزواج يشعرك أكثر بالوحدة. احرصي على لقاء صديقاتكِ مرة كل شهر على الأقل، ويمكن أن تقترحي على زوجك أن يلتقي أصدقاءه في هذا الوقت أيضًا، لكن هذا لا يعني أن يأخذن وقتك كله أو أن تروي لهن أسرار بيتك.
- الحرص على ظهور العلاقة بصورة مثالية: الكمال أمر مستحيل، لذا ننصحكِ بألا ترهقي نفسك دومًا بالحرص على المثالية، سواء في علاقتكِ بزوجك أو حياتك بشكل عام، فلا يوجد على أرض الواقع ما يمكن أن نطلق عليه علاقة مثالية إلا فيما ندر، فلا تهتمي بآراء الآخرين وكوني دائمًا واثقة من نفسكِ.
- الفراغ وعدم شغل الوقت: اشغلي وقتك، واجعلي لنفسك أهدافًا خارج نطاق الحياة الزوجية، كتعلم أو مهارة يدوية أو تنمية موهبة لديكِ أو ممارسة رياضة ما. فلا تتركي نفسك نهبًا للفراغ الذي قد يزيد من شعورك بالوحدة، فتطوير نفسك ومهاراتك من شأنه زيادة ثقتك بنفسك، وزيادة قدرتك على التعامل بذكاء وحب مع زوجك.
كيف تتغلب الزوجة على الشعور بالوحدة؟
بالإضافة إلى معالجة الأسباب السابقة، هناك بعض الوسائل التي يجب أن يحرص عليها الزوجان خلال تعاملهما اليومي، وتشمل:
- الحرص على التواصل خلال النهار ولو بكلمات بسيطة، وبالطبع فتح مواضيع للحوار بعد العودة من العمل، وتجنب إبراز المشاكل على رأس المواضيع المطروحة.
- استعادة أوقاتكما الجميلة معًا، وبخاصة الأوقات الحميمة.
- مساعدة كل منكما للآخر وقت الحاجة، والأمر لا يقتصر على المساعدة المادية أو الجسدية فقط ولكن المعنوية أيضًا.
- التفاهم والمرونة في تعامل كل منكما مع الآخر، وتذكري أن التغافل يفلح كثيرًا بين الأزواج.
مشاكل صحية يسببها شعور الزوجة بالوحدة
وهذه المشاكل تشمل الاكتئاب الذي يقع على رأس القائمة بالطبع، وتشمل أيضًا التوتر والاضطراب، وقد تتطور الأمور إلى الإصابة بأعراض عضوية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
عزيزتي، دعينا نقول إن شعور الزوجة بالوحدة جرس إنذار بوجود خطر يهدد الحياة الزوجية، ولكنه ليس نهاية المطاف، فكل شيء قابل للإصلاح إذا توافر الإصرار بين الزوجين على ترميم علاقتهما الزوجية.
لمعرفة الوسائل التي تمكنك من مواجهة المنحنيات السلبية في حياتك الزوجية اضغطي على هذا الرابط.