يحتاج الطفل إلى قدر كبير من العناية والاهتمام لينشأ سويًا، ولكن الإفراط في العناية بالطفل قد ينتج عنه طفل مدلل عنيد لا يمكن السيطرة عليه، وهي مشكلة تعاني منها كثير من الأمهات خاصةً عندما يكون طفلًا وحيدًا، فما علامات الطفل المدلل؟
يصبح الطفل مُدللًا إذا كان صاحب الرأي الأول في الأسرة، وتكون سُلطة الأبوين عليه ضعيفة، فلا يتبع الأوامر ولا يقبل بالنصيحة، ويفرط الأبوان في حمايته من الأشياء المحيطة، وهو ما يعرضه للعديد من المشكلات في المستقبل وبالأخص عندما يواجه بعض التحديات بمفرده، أو يكون في موضع تحمل مسؤولية.
تعرفي على: 9 سلوكيات تربوية خاطئة.. تجنبيها مع أطفالك
فما العلامات التي تخبركِ بأن طفلك مدلل جدًا؟ وكيف يمكنكِ تعديل سلوك الطفل المدلل؟ اكتشفي الإجابة فيما يلي.
علامات الطفل المدلل
- لا يرضى أبدًا: الطفل المدلل ليس من السهل إرضاءه فهو دائمًا يتطلع للمزيد ولا يكتفي أبدًا بما لديه، أو يقبل بـ"لا" كإجابة لمتطلباته ورغباته، ويعود السبب في ذلك بشكل كبير إلى الأبوين اللذين يلجآن لمنح الطفل ما يريد طوال الوقت دون تنظيم أو قواعد لتجنب التصادم معه أو لمنعه من البكاء، وهو ما يجعله في كل مرة يستخدم طريقة البكاء أو الصراخ المتواصل ليحصل على ما يريد. لا تمنحي طفلك كل ما يريد، فتلبية متطلبات الطفل بصورة دائمة تجعله صعب الإرضاء.
- لا يتحمل المسؤولية: الأطفال المدللون لا يحبون التعاون ولا يرغبون في تلقي اللوم أو تحمل المسؤولية، فلا يقوم الطفل المدلل بتنظيف الفوضى التي قام بها في غرفته حتى لو طلبتِ منه ذلك، وينتظر منكِ دائمًا القيام بمهامه وإدارة أموره. وللتخلص من هذه الصفة عليكِ عزيزتي أن تُنمي لدى طفلك معن المشاركة من خلال تولي مسؤولية بعض المهام البسيطة كتنظيف لعبه وترتيبها، ووضع الأحذية في مكانها وتعليق ملابسه وتنظيف أسنانه ويده وهكذا، مع وضع قواعد وتطبيق طرق تربوية للمعاقبة في حال رفضه القيام بهذه المهام.
- لا يحب المشاركة: المشاركة مفهوم صعب بالنسبة للطفل المدلل، فهو في معظم الأحيان يرى نفس أفضل من الآخرين ولا يحب مشاركة أقرانه بألعابه أو الاختلاط معهم، الأمر الذي قد يجعله انطوائيًا، وهي مشكلة جديدة سوف تضطرين إلى التعامل معها إذا لم تواجهي تصرفاته منذ البداية. علميه المشاركة في اللعب من خلال اختيار لعبة جماعية لكل أفراد الأسرة حتى يستطيع قبول فكرة المشاركة والتعامل مع الآخرين. يمكنكِ أيضًا التخلص من هذه الصفة باختيار لعبة أو رياضة جماعية تساعده على الاختلاط بمن حوله وتعلم روح الفريق.
- يتجاهلك: إذا لاحظتِ أن طفلك لا يتبع الأوامر ويتجاهلك عندما تنهينه عن فعل شيء وتبذلين مجهودًا كبيرًا لإقناعه بتنفيذ الأوامر، وأحيانًا تضطرين لتقديم الألعاب أو الحلوى له لأداء المهام الروتينية، فأنتِ تحتاجين إلى التعامل مع الأمر بجدية فهذه من صفات الطفل المدلل التي تجعلكِ تفقدين السيطرة عليه. ابدئي بعمل نظام للمكافآت والعقاب ونفذيه بحزم، وفي حال تجاهل الطفل لأوامر أو تجاهل كلام المحيطين به يمكنكِ معاقبته من خلال بعض الطرق التربوية الفعالة، مثل: حرمانه من ألعابه المفضلة لبعض الوقت، أو منعه من مشاهدة التليفزيون أو الخروج.
- يخالط البالغين: دائمًا ما يرى الطفل المدلل نفسه كالبالغين ويتصرف مثلهم، لذا فهو لا يحب أن يملي عليه أحد ما يفعله، وبالرغم من أنه لا يفضل مشاركة أقرانه في اللعب فهو يحب مخالطة البالغين واللعب بألعابهم، أو يريد أن يشاركه الكبار طوال الوقت في ألعابه وذلك لحاجته للفت الانتباه. شاركي طفلك اللعب بألعابه، واحرصي أيضًا على أن يختلط بأصحاب من عمره والتعامل معهم وحاولي تنمية هواياته الخاصة، كذلك خصصي وقتًا معينًا من اليوم للتحدث معه والاستماع إليه فلا يصبح في حاجة للفت انتباهك.
تعرفي على: 5 سلوكيات خاطئة لطفلكِ احذري تجاهلها
تعديل سلوك الطفل المدلل
إذا كان لديكِ بالفعل طفل مدلل فهي مشكلة ليس من المستحيل التعامل معها أو علاجها، من خلال بعض القواعد التي يجب وضعها في المنزل والالتزام بها، أهمها:
- ضعي نظامًا للمكافأة والتشجيع بدلًا من الهدايا، فمنح الطفل لعبة أو هدية كلما قام بفعل شيء جيد يجعله يفقد الدافع الفطري والطبيعي للتفوق، ويصبح عليه القيام بأشياء جيدة فقط للحصول على هدية. لذا يمكنكِ عمل لوحة المكافآت مع طفلك، لوحة شرفية وكتابة تعبيرات مشجعة له، أو وجهي له عبارات المدح أمام أفراد الأسرة.
- علمي طفلك الصبر، فالطفل المدلل عادةً ما يكون لحوحًا ولا يقبل تأجيل متطلباته أو رفضها، وقد تجعلكِ رغبتك في تجنب التصادم مع الطفل أو منعه من الصراخ تُلبين أوامره على الفور. لا تحاولي الاستجابة لكل طلبات طفلك ولا ترفضي دون مبرر حتى لا يشعر الطفل بالقهر، أخبري طفلك بأنكِ لا تستطيعين شراء هذه اللعبة لأنكِ لا تمتلكين المال الكافي أو لأنه يمتلك مثلها. يمكنكِ أيضًا وضعه في مواقف يتعلم فيها الصبر أو الانتظار، مثل الوقوف في طابور السوبر ماركت.
- تجنبي الاهتمام الزائد وحماية طفلك بصورة دائمة، فهذه الطريقة تجعله غير قادر على مواجهة الأمور أو تحمل نتائج تصرفاته، فتقديم المساعدة المستمرة للطفل دون ترك مساحة تجربة له تجعله يعتمد على الأبوين بشكل دائم، فدور الأهل هو التشجيع فقط ليقوم الطفل بتولي أموره. اجعلي طفلك يتلقى اللوم على أخطائه وتحمل مسؤولية الفوضى التي يصنعها.
كيفية التعامل مع الطفل المدلل كثير البكاء
بكاء الطفل من الأشياء التي تجعل الأبوين وخاصةً الأم تستجيب لمطالبه بدافع حبها الفطري له والتخلص من بكائه في الوقت نفسه، ولكن في معظم الأحيان يتحول هذا البكاء لأداة يستخدمها الطفل للتأثير على المحيطين به ودفعهم لتلبية طلباته، وعليكِ عزيزتي ملاحظة هذا الأمر والتعامل معه حتى لا يصبح لديكِ طفل مدلل.
اتركي طفلك يبكي قليلًا وتجاهلي بكاءه لبعض الوقت، وستلاحظين توقفه عن البكاء بمفرده وابتعاده عن هذه الطريقة للتأثير عليكِ. أما إذا استمر في البكاء فأخبريه بأنكِ لن تتحدثي معه إلا بعد توقفه عن هذا الأمر، وناقشيه فيما يريد وسبب رفضك له بأسباب منطقية وبطريقة مبسطة يمكنه فهمها.
اقرئي أيضًا: تحلي بالهدوء وتحكمي في نوبات غضب طفلكِ بهذه الطريقة
تدليل الطفل الزائد من المشكلات الكبيرة التي لا يجب الاستهانة بها، والطفل المدلل غير قادر على التعامل مع تحديات المستقبل وأمور حياته بطريقة صحيحة، فهو اعتاد دائمًا على قيام الآخرين بما يريد عوضًا عنه. حاولي منذ البداية التعامل مع هذه المشكلة، لتربية طفل قادر على مواجهة الحياة ويمكن الاعتماد عليه.
يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص رعاية الأطفال على موقع "سوبرماما".