"طفلي يرفض تناول طعامه" الكابوس الذي يعاني منه كثير من الأمهات، إذ تقضي الأم ساعات طويلة في المطبخ لإعداد أكلات صحية ومفيدة لرضيعها، ثم تفاجأ بأن صغيرها يرفض تناولها، ويعبر عن ذلك بطريقته الخاصة، فيغلق فمه أو يبعد الطعام بيديه، أو يبكي أو يُخرج الطعام من فمه معلنًا تمرده وعدم رغبته في تناول الطعام، فتشعر الأم بمزيج من الإحباط والقلق على طفلها.
إذا كان طفلكِ يرفض تناول الطعام، فلا تقلقي أبدًا، فهذه مرحلة طبيعية تمر بها كل أم، وستساعدكِ "سوبرماما" في هذا المقال على تجاوز هذه المرحلة الحرجة بسلام، وكيفية التعامل الصحيح مع الطفل عند رفضه لتناول الطعام.
رفض الطفل تناول الطعام مع بداية إدخال الطعام الصلب:
في الأسابيع الأولى من إدخال الطعام الصلب لطفلكِ في عمر 4 - 6 أشهر، قد تلاحظين على وجه طفلكِ تعابير غريبة ومحاولات للتقيؤ، وقد يغلق فمه عند محاولتكِ إطعامه بالملعقة، ولكن هذا لا يعني أن الطعام لا يعجبه أو عدم رغبته في تناوله، بل إن الأمر لا يزال جديدًا وغريبًا عليه بعد أن اعتاد على تناول وجبته منذ ولادته في صورة سائلة تمامًا عن طريق الرضاعة.
كل ما عليكِ في هذه المرحلة هو الصبر وعدم إجبار طفلكِ على تناول الطعام رغمًا عنه، فمهمتكِ هي تعريف الطفل على طريقة تناول الطعام الجديدة، وأن هناك أطعمة ومذاقات أخرى بخلاف الحليب.
تذكري أن طفلكِ خلال العام الأول من عمره يعتمد في تغذيته بشكل أساسي على حليب الرضاعة، والطعام الصلب يكون بمثابة غذاء تكميلي أو ثانوي، إذ إن هدفكِ الأساسي ليس إطعامه أكبر كميات ممكنة من الأطعمة الصلبة، بل كل ما عليكِ هو تعريفه على مذاقات مختلفة ومتنوعة بالكميات التي يتقبلها دون إجبار، مع الالتزام بالقواعد الصحيحة لإدخال الطعام.
في مرحلة الطعام الصلب.. جدول لتنظيم الرضاعة مع وجبات الطعام
رفض الطفل تناول الطعام بعد فترة من إدخال الطعام الصلب:
في كثير من الأحيان، يرفض الأطفال الرضع تناول الطعام بشكل مفاجئ، وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب أشهرها التسنين أو مرض الطفل أو شعوره بالملل من تكرار الطعام وعدم التنويع في الأطعمة المقدمة له، أو تكون هذه طريقته التي اختارها للتعبير عن استقلاليته أو ليشاهد رد فعلكِ من باب المرح، وأيًّا كان السبب الذي يدفع بالطفل لرفض تناول الطعام، إليكِ بعض الأفكار التي تساعدكِ على تخطي هذه المرحلة الصعبة في أسرع وقت ممكن:
- اجعلي وقت تناول الطعام وقتًا ممتعًا لطفلكِ وليس مجرد مهمة يومية مملة، قدمي له أنواعًا مختلفة من الأطعمة، واحرصي على أن تكون تعابير وجهكِ ونبرة صوتكِ مريحة وهادئة.
- تأكدي من ملاءمة قوام الطعام لقدرة طفلكِ على المضغ والبلع، قدمي له الطعام في صورة ناعمة جدًّا في البداية، ثم اجعليه أكثر كثافة تدريجيًّا بحيث يكون أقرب إلى القوام الطبيعي دون هرس بعد إتمام عامه الأول.
- اجعلي وقت تناوله لطعامه في الوقت نفسه مع جميع أفراد الأسرة، لتشجيعه على تناول الطعام وزيادة شهيته.
- كوني قدوة جيدة له في تناول الطعام الصحي، فعندما يشاهدكِ تتناولين الأطعمة نفسها التي تقدمينها له، سيعتاد على تناولها ولن يرفضها.
- تذكري أن رفضه لتناول أحد الأصناف لا يعني بالضرورة أنه لا يعجبه، كرري المحاولة بعد عدة أيام، ويمكنكِ خلط النوع الذي يرفضه بنوع آخر يفضله.
- لا تقدمي له الطعام في زجاجة الرضاعة بحجة أنه يرفض تناول الطعام بالملعقة، فإن ذلك يرجعه خطوة إلى الخلف ويؤخر انتقاله إلى مرحلة تناول الطعام الصلب بالملعقة، وهي مهارة ضرورية يجب أن يتعلمها ويتقنها.
- قدمي له الأصناف الجديدة عندما يكون جائعًا، إذ تزيد قابلية الطفل لتقبل مذاقات جديدة خلال شعوره بالجوع.
- ابتكري في طرق إعداد طعام طفلكِ، فمثلًا إذا كان يفضل تناول الأرز عن الخضروات، يمكنكِ وضع قطع صغيرة من الخضروات داخل كرات الأرز وتقديمها له، وهكذا.
- جربي إضافة قليل من حليب الرضاعة الطبيعي أو الصناعي إلى الطعام الذي يرفضه، لإكسابه طعمًا مألوفًا ومحببًا له.
- قدمي له بعض الأطعمة في صورة قطع صغيرة، ليتمكن من الإمساك بها وتناول هذا الطعام بنفسه بأصابعه دون مساعدة، فبعض الأطفال يرفضون تناول الطعام رغبة منهم في تناوله بأنفسهم.