هل تشعرين بالسعادة أن طفلك لديه لون عيونك نفسه؟ بالطبع لا نريد أن نفسد عليك سعادتك، ولكن قد يفاجئكِ الطفل بتغير لون عيونه بعد الولادة بفترة قصيرة، لتجدي أن عيونه الرمادية أو الزرقاء أصبحت بنية اللون، الأمر الذي قد يدفعكِ للتساؤل متى يثبت لون عيون الطفل؟ ولماذا يتغير لون عيونه في الأساس؟ ولهذا وحتى لا تشعرين بالحيرة تابعي قراءة هذا المقال، وتعرفي كيف يتغير لون عيون الطفل الرضيع ومتى يثبت.
متى يثبت لون عيون الطفل؟
بصفة عامة فإن خلال العام الأول تحدث العديد من التغيرات للطفل، وحين يأتي الأمر للتغيرات الجسدية فقد تُفاجئين حينما يُولد طفلك بشعر غزير وناعم ثم ما يلبث أن يتحول إلى شعر خفيف ومجعد، بل إن بعض الأطفال يُولدون بشعر أصفر ثم يتغير تدريجيًا إلى اللون البني الداكن، وهو أمر محير لكثير من الأمهات.
وتغير لون العين من الأمور الشائعة أيضًا لدى الأطفال حديثي الولادة، فنجد العديد من الأطفال يُولدون بعيون زرقاء أو رمادية، وتتحول بعد ذلك إلى اللون البني أو الأخضر، وبالطبع لن يتحول لون العين بين ليلة وضحاها، بل إن هذا التغيير عادةً ما يحدث خلال العام الأول بصورة تدريجية قد لا تستطيعين ملاحظتها.
وعادةً ما يتغير لون عيون الطفل الرضيع في الفترة من ستة إلى تسعة أشهر بعد الولادة، وبالرغم من أن بعض الدراسات أشارت إلى أن بعض الأطفال يستمر لون عيونهم بالتغير حتى تصل أعمارهم لست سنوات، ولكنها حالات قليلة، و بصفة عامة يمكن القول إن بعد تسعة أشهر من الولادة أو مع بلوغ الطفل عامه الأول، عادةً ما يثبت لون العين ولا يتغير مرة أخرى.
لماذا يتغير لون العين عند الأطفال؟
الميلانين هي صبغة تُفرز بواسطة مجموعة من الخلايا تعرف بالخلايا الصبغية "Melanocytes"، وهذه الصبغة هي المسؤولة عن لون الجلد، والبشرة والشعر، وعندما يُولد الأطفال خاصةً أصحاب العيون الفاتحة تكون نسبة الميلانين لديهم قليلة، وكمية الميلانين الموجودة بحدقة العين (الجزء الملون من العين) هي التي تحدد لون العين.
أما ما يحدد كمية الميلانين نفسها، فهي الجينات الوراثية والحامض النووي الذي يحصل عليه الطفل من الأب والأم، وبالتالي فبحسب كمية الميلانين الموجودة يصبح لون عيون طفلك زرقاء أو خضراء أو بنية وهكذا، والتعرض للضوء مثلما هو الحال عند التعرض لأشعة الشمس يُحفز إنتاج المزيد من الميلانين، ما يؤدي بدوره إلى تغير لون العين لتصبح داكنة.
والجدير بالذكر أن لون صبغة الميلانين بني، ولا يوجد ميلانين أزرق أو أخضر أو رمادي، ولكن كمية الميلانين هي التي تحدد درجة لون العين، ولا تتوقعي أن يكون هذا التغيير مؤقتًا أو يمكن أن تعود عين الطفل للون الأزرق أو الأخضر بعد أن تصبح داكنة.
وقد يدهشكِ عزيزتي معرفة أن معظم الأطفال يُولدون بعيون زرقاء ثم تتحول إلى لون آخر، أما الأطفال الذين يُولدون بعيون داكنة كالبني والأسود فلا يتغير لون عيونهم ويظل ثابتًا، وهو ما نراه مع الشعوب الآسيوية وأصحاب البشرة الداكنة.
وما ذكرناه سابقًا قد يجعلكِ تتساءلين، إذًا لماذا نرى أطفالًا ذوي عيون زرقاء ولا يتغير لون عيونهم؟ في الحقيقة أن حتى أصحاب العيون الزرقاء تغير لون عيونهم في الصغر من الأزرق الفاتح إلى درجة أغمق من الأزرق، وكما ذكرنا فإن المتحكم بالأمر الجينات الوراثية، فإذا كانت الأم ذات عيون زرقاء والأب كذلك، فبنسبة كبيرة ستظل عيون الطفل باللون الأزرق.