من المعروف في المجتمعات العربية أن منع الحمل مسؤولية الزوجة، هي من تستخدم حبوب منع الحمل، أو الحقن أو اللولب بأنواعه، أما الزوج فلا يمكنه المساعدة على هذه المهمة إلا باستخدام الواقي الذكري، وأحيانًا لا يفضله بعض الأزواج لاعتقادات خاطئة لديه، لكن هل هذه هي الطريقة الوحيدة التي يسهم بها الزوج في منع الحمل؟ وهل سمعتِ من قبل عن حبوب أو لاصقات أو إبرة منع الحمل للرجال؟
في هذا المقال، نتحدث عن إبرة منع الحمل للرجال. كيف تعمل؟ وما مدى فاعليتها؟ وهل لها تأثير في الحياة الزوجية؟
ما إبرة منع الحمل للرجال؟
تتكون إبرة منع الحمل للرجال من بوليمر اسمه ستيرين مالييك أن هايدرياد "styrene maleic anhydride"، وتُحقن، بعد استخدام مخدر موضعي، في العضو الذكري؛ في المجرى الذي يصل ما بين الخصيتين وفتحة مجرى البول، لمنع الحيوانات المنوية من الخروج من الخصيتين إلى مجرى البول خلال العلاقة مع الزوجة ضمن السائل المنوي، ومن ثم لا تجد البويضات حيوانات منوية تخصبها.
ما مدى فاعلية إبرة منع الحمل للرجال؟
تعمل هذه الإبرة على منع الحمل لمدة 13 عامًا، لأنها تُفقد القدرة على خلق الحيوانات المنوية الجديدة وانتقال الحيوانات المنوية خارج الخصيتين، فهذا يجعلها طريقة منع حمل وسطية ما بين عملية ربط القنوات التي تمنع الحمل نهائيًا والواقي الذكري الذي يمنع الحمل وقتيًا.
أُجريت التجارب الإكلينيكية على 303 رجال ووصلت نسبة نجاح الدواء إلى 97.3%، وآخر تجربة أُجريت على 139 زوجًا، مع متابة لمدة ستة شهور، فحدث لبعضهم تضخم في العضو الذكري، بسيط إلى متوسط، لكنه لم يؤثر في العلاقة الزوجية، ورُوقبت نتائج علاقاتهم مع زوجاتهم دون أخذ منع حمل آخر لمدة ستة أشهر، فلم يحدث حمل في 133 حالة منها، وفي ست حالات حدث بها خطأ في الحقن فاستُبعدوا من الدراسة.
ما مدى أمان إبرة منع الحمل للرجال؟
لم يُذكر أن لهذه الحقن أي آثار جانبية، إلا في بعض التجارب التي أظهرت تضخمًا بسيطًا مؤقتًا في العضو الذكري، زال خلال شهر من الحقن، ولم يؤثر في العلاقة الزوجية، لكن لا يمكن الجزم بانتهاء فاعلية إبرة منع الحمل للرجال بعد 13 سنة، فالأمر يحتاج إلى مزيد من التجارب والاختبارات.
هل إبرة منع الحمل للرجال في الأسواق؟
نجحت تجارب إبرة منع الحمل للرجال في نوفمبر 2019 على أن يجري إصدارها بعد تسجيلها في هيئات الدواء، الذي سيحدث بعد هذه النتائج بستة أشهر، أي إنها لم تنزل إلى الأسواق بعد، والمتوقع ألا يحدث هذا قبل أبريل 2020.
لم يعتد الأزواج أن يكون لهم دور أساسي في منع الحمل، ولم يتحملوا هذه المسؤولية لعدم توافر السبل المتعددة التي تتوافر لدى النساء، لكن الآن بعد توافر اللاصقات وإبرة منع الحمل للرجال قريبًا، فسوف يكون بإمكان الزوج المشاركة في الأمر، ما يقلل من الأعراض الجانبية التي تعاني منها المرأة والتغيرات الهرمونية التي تؤثر في حياتها بسبب الأقراص الهرمونية وغيرها. فهل تفكرين، عزيزتي، في عرض الأمر على زوجك ليجرب هذا الدواء الجديد؟
العودة إلى صحة وريجيم
