الآن بعد سبعة أشهر من الحمل، اقترب الجنين من شكله النهائي، وأصبح أقرب للصورة التي ستقابلينه بها بعد شهرين تقريبًا، فأصبحت بشرته ممتلئة، وظهرت ملامحه بوضوح، وسيكتمل نمو باقي أعضائه التي ستساعده على الحياة خارج الرحم، كالرئتين وغيرهما، ولأنه كبر الآن في الحجم، فقد لا يجد مساحة كافية للحركة، لذا ربما تلاحظين قلة حركته، ولكن ستصبح ركلاته أقوى عن ذي قبل. كذلك قد تشعرين بثقل وآلام في الظهر، نتيجة وزن الجنين وضغطه على الحوض وأسفل الظهر، وربما تجدين صعوبة في إيجاد وضع مناسب للنوم. لذا خصصنا لكِ هذا المقال للإجابة عن سؤال "كيف يكون وضع الجنين في الشهر السابع؟"، مع ذكر أهم المخاطر التي قد تواجهكِ في هذه الفترة من الحمل.
كيف يكون وضع الجنين في الشهر السابع؟
الشهر السابع بداية الثلث الأخير من رحلة حملك، ما يعني أنها أوشكت على الانتهاء، وقريبًا ستلتقين بصغيرك، لذا سيحاول جنينكِ الآن أن يغير وضعه ليستعد للخروج للحياة، وعادةً ما ينتهي هذا الشهر بنزول جنينكِ لأسفل الحوض، ليتخذ "وضع القذالي الأمامي"، وفيه يكون وجهه مواجهًا لعمودك الفقري، وظهره مواجهًا لبطنك، وتكون ذقنه مطوية تجاه صدره، ورأسه جاهزًا للدخول لقناة الولادة.
قد يغير جنينكِ وضعه مرة أخرى، ولكنه يستقر بشكل عام في الفترة من الأسبوع الـ 33-36 من الحمل، وعادةً ما يميل إلى أحد الجانبين إما في اتجاه اليسار، وهو ما يُعرف بـ"الوضع القذالي الأيسر الأمامي"، أو ناحية اليمين بما يُعرف بـ"الوضع القذالي الأيمن الأمامي"، وقد تشعرين بثقل في هذه الفترة لأن رأس جنينكِ يضغط على عنق الرحم قليلًا، وهذا الوضع مثالي والأكثر أمانًا للولادة. فمع اقتراب المخاط ينزل رأس جنينكِ لقناة الولادة، ويضغط على عنق الرحم لينفتح.
يمكنك مساعدة جنينكِ على الوصول إلى أفضل وضع للولادة، عن طريق تجنب وضعيات الجلوس التي تجعل ركبتيك أعلى من حوضك، كالجلوس مع الانحناء للخلف، ورفع الساقين لأعلى.
مخاطر الشهر السابع من الحمل
رغم اقتراب الولادة الآن، فإن الشهر السابع والثلث الأخير من الحمل عمومًا قد يصاحبه بعض المخاطر التي يجب عليكِ عزيزتي الانتباه لها، وتجنب مسبباتها قدر الإمكان، خاصةً أن هذه المضاعفات يمكن التحكم فيها إذا ما اكتُشفت في وقتٍ مبكر، لذا يُنصح بزيارة الطبيب كل أسبوعين بدايةً من الأسبوع الـ 28، ثم مرة كل أسبوع مع اقتراب الولادة، وتشمل مخاطر الشهر السابع من الحمل ما يلي:
- سكري الحمل: من المضاعفات الشائعة بين الحوامل، ويتطور عادةً في الفترة ما بين الأسبوع الـ 24 إلى الأسبوع الـ 28 من الحمل، نتيجة تغيرات الهرمونات التي تجعل من الصعب على جسمك استخدام الإنسولين لتوصيل الجلوكوز للخلايا، ما يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يرتبط بعديد من المضاعفات للجنين، كزيادة خطر الإصابة بالعملقة (النمو المفرط)، وارتفاع احتمالية الولادة القيصرية، ومشكلات الولادة. يمكن علاج سكري الحمل بالنظام الغذائي وتغيير نمط الحياة، والأدوية في بعض الحالات. سيوصي طبيبك بتغييرات في نظامك الغذائي، كتقليل تناول الكربوهيدرات، وزيادة الفواكه والخضراوات، والخبر السار أن سكري الحمل عادةً ما يختفي بعد الولادة.
- تسمم الحمل: حالة خطيرة تحدث عادةً بعد 20 أسبوعًا من الحمل، ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة للأم وجنينها، وتشير الإحصاءات العلمية إلى أن ما بين 5 و8% من النساء يعانين من هذه الحالة، وتشمل أعراضها ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستوى البروتين في البول، وزيادة الوزن المفاجئة، وانتفاخ اليدين والقدمين، وضيق التنفس، وإذا تُركت دون علاج، يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى الفشل الكلوي، وأحيانًا موت الأم والجنين.
- تمزق الأغشية المبكر: تمزق الأغشية جزء طبيعي من الولادة، ما يُعرف بـ"نزول ماء الولادة"، هذا يعني أن الكيس الأمنيوسي الذي يحيط بجنينكِ قد تمزق، ما يسمح للسائل داخله بالتدفق. في حين أنه من الطبيعي أن يتمزق الكيس في أثناء المخاض، إلا أنه إذا حدث مبكرًا جدًّا، فقد يتسبب في مضاعفات خطيرة، وهذا ما يُسمى "تمزق الأغشية المبكر"، ورغم أن سببه ليس واضحًا، فإن العامل الأكثر شيوعًا له عدوى الأغشية التي تحيط بالجنين، وعوامل أخرى كالوراثة. يختلف علاج تمزق الأغشية المبكر وفقًا للحالة، وغالبًا ما يشمل العلاج نقل الحامل للمستشفى، وإعطاءها المضادات الحيوية والستيرويدات، وأدوية أخرى لوقف المخاض إذا ما حدث التمزق مبكرًا للغاية، أما إذا حدث تمزق الأغشية في الأسبوع الـ 34 أو أكثر، فقد يوصي بعض الأطباء بالولادة.
- المشيمة المنزاحة (انفصال المشيمة): المشيمة العضو الذي يغذي جنينكِ في أثناء الحمل، ومن الطبيعي أن ينزل أولًا، ثم تتبعه المشيمة، أما في حالة انفصال المشيمة، فتنزل هي أولًا وتسد فتحة عنق الرحم، ولا يعرف الأطباء السبب الدقيق لهذه الحالة، ولكن خطر حدوثها يزداد لدى النساء اللائي خضعن لولادة قيصرية سابقة أو جراحات في الرحم، كذلك النساء المدخنات، أو من لديهن مشيمة أكبر من المعتاد.
تزيد المشيمة المنزاحة من خطر النزيف قبل الولادة وفي أثنائها، الأمر الذي قد يهدد حياة الأم والجنين معًا، وتشمل الأعراض الشائعة لانفصال المشيمة النزيف المهبلي الأحمر الفاتح والمفاجئ والغزير وغير المؤلم، الذي يحدث عادةً خلال الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل أو بعده. - المخاض المبكر: يحدث المخاض المبكر عندما تتعرض الحامل لانقباضات تسبب تغيرات في عنق الرحم قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل. وتزداد فرص الولادة المبكرة في الحالات التالية:
- الحمل بتوأم.
- عدوى الكيس الأمنيوسي (عدوى السلى).
- زيادة السائل الأمنيوسي (الاستسقاء السلوي).
- ولادة مبكرة سابقة.
يمكن أن تكون علامات الولادة المبكرة غير واضحة بشكل كافٍ، فتظنها الحامل جزءًا من أعراض الحمل الطبيعية مثل:
- الإسهال.
- كثرة التبول.
- آلام أسفل الظهر.
- الشعور بشد في أسفل البطن.
- الإفرازات المهبلية.
- الضغط المهبلي.
بالطبع، قد يعاني بعض النساء من أعراض أكثر شدة، كالانقباضات المنتظمة المؤلمة، وتسرب السوائل من المهبل أو النزيف المهبلي، ويتعرض الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم لعديد من المشكلات الصحية، لأن أجسامهم لم يتح لها الوقت للنمو الكامل، أحد أكبر المخاوف عدم اكتمال نمو الرئة لديهم، لأن الرئتين تتطوران جيدًا في الثلث الثالث من الحمل، لذا عادةً ما يصف الطبيب حقنة الرئة بدايةً من الشهر السابع.
أجبناكِ عزيزتي عن سؤال "كيف يكون وضع الجنين في الشهر السابع؟"، ننصحكِ أخيرًا بالمتابعة مع طبيبكِ منذ اللحظة الأولى للحمل، لتتجنبي كثيرًا من المشكلات الصحية، ومعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة في وضع جنينكِ أم لا للتعامل معها في وقتٍ مبكر، لحمايتكِ من مضاعفات الولادة، وإتمام رحلة حملك بنجاح.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
- لأجهزة آبل - IOS، حمليه الآن من App Store