ليس سهلًا عليكِ دائمًا السماح لطفلكِ بالخطأ، فالأسرة التي نشأنا فيها لها دور كبير في كيفية تعاملنا مع الأخطاء، إذ نشأ بعضنا في عائلات كان التعلم من الخطأ أمرًا يحدث يوميًا، لكن بعضنا الآخر لم تكن لديه الفرصة نفسها، لكن اعلمي عزيزتي أن وجودهم في بيئة مُحبة وداعمة، هو أفضل طريق، لإعداد طفل قادر على تحديات الحياة، في ما يلي نستكشف معًا هل يمكن تعليم الطفل الاستفادة من أخطائه، وأهم النصائح لتعديل سلوكه بشكل إيجابي.
كيفية تعليم الطفل الاستفادة من أخطائه
نعلم حرصك على حماية طفلك من الإحباط، والشك في قدراته، لكننا جميعًا نخطئ، ولا يمكنكِ حماية طفلك من هذا، بدلًا من ذلك، علّميه كيف يتعامل مع أخطائه بطريقة صحية، باستخدام الأساليب الآتية:
كوني قدوة
دعي طفلك يراك تخطئين، وكيف تتعاملين مع هذا الخطأ، فطفلك ينظر إليك على أنكِ بطل مثالي لا يخطئ، فأظهري له أن الجميع يُخطئ، وفي الوقت نفسه، تقبلي أخطاءك، ولا تسخري منها، أظهري له السلوكيات نفسها، التي تودين أن يفعلها عندما يخطئ.
اشرحي أهمية الأخطاء في التعلم
عندما يخطئ طفلك، اسأليه كيف يمكنه حل المشكلة، وما الذي يمكن فعله لتغيير ذلك، ثم الدروس التي تعلمها، ماذا علمته هذه التجربة، وما الأمر الذي سيفعله بشكل مختلف في المرة القادمة نتيجة لذلك.
علمي طفلك قوة "بَعد، أو حتى الآن"
في أي وقت يقول طفلك إنه لا يستطيع فعل شيء ما، أكملي جملته بكلمة "بعد"، فهل هو غير قادر على القيام بالمهمة؟ أم أنه غير قادر على القيام بها بعد؟ تكمن قوة هذه الكلمة في الإيمان بقدرتنا على التحسين، لذا علميه أنه من خلال الممارسة والعمل الجاد والوقوع في الأخطاء يمكنه النجاح، هذا سيساعده على النظر إلى أخطائه وقدراته بنظرة إيجابية، وأعطه أمثلة على ذلك.
قدمي الدعم دائمًا دون شروط
غريزة الوالدين الشائعة هي إلقاء المحاضرات، لكن من الأفضل دعم طفلك في أثناء تعلمه بنفسه، ابدئي سؤاله عما يفكر به، أو عما جربه، وعندئذ ستعرفين من أين تبدئين، وكيف يمكنكِ دعمه، ادعميه في أثناء التجربة وخطئه، واكتشفي ذلك بنفسك.
فكري مع طفلك في إنجازاته
الحياة مليئة بخيبات الأمل، فعندما يخطئ طفلك، بدلًا من التركيز على النتيجة النهائية، خاصة إذا كان دون المتوقع، فكري معه في إنجازاته وأفعاله خلال التجربة، والأشياء التي تعلمها، فجب أن تكون إنجازاتهم محور هذه المحادثات، بدلًا من الخطأ نفسه.
نصائح لتعديل سلوك الطفل بشكل إيجابي
يُعرف تعديل السلوك أنه تغيير الأنماط السلوكية من خلال أساليب التعلم، فهو يعتمد على أن السلوك الجيد يؤدي إلى عواقب ونتائج إيجابية، والعكس، غالبًا ما يُستخدم هذا النهج لتعديل سلوك المصابين باضطراب فرط الحركة أو التوحد، ومع ذلك فهو فعال مع الأطفال جميعًا، لكن ضعي في اعتبارك أنه يجب تحديد الأساليب وفقًا لطبيعة طفلك، قد يؤثر أحدها في طفل، ولا يؤثر في آخر، وإليكِ أهم نقاط نهج تعديل سلوك الأطفال:
العقوبة الإيجابية: وهي الإضافة، بمعنى إضافة نتيجة تمنع الطفل من تكرار السلوك، وإليكِ بعض الأمثلة:
- كلفي الطفل بعمل إضافي، نتيجة كذبه عند سؤاله عما إذا كان ينظف غرفته.
- أخبري الطفل بكتابة خطاب اعتذار، بعد أن جرح مشاعر شخص ما.
العقوبة السلبية: تتضمن أخذ شيء ما بعيدًا، مثل سحب الامتيازات، ويجب أن يحدث هذا في كل مرة يكرر السلوك السييء نفسه، حتى يكون فعالًا، وإليكِ أمثلة تساعدك على ذلك:
- تجاهلي نوبة غضبه.
- ضعي مدة زمنية محددة، لا يتلقى فيها الطفل أي اهتمام إيجابي.
- اسحبي امتيازات إلكترونيات الطفل، مثل إلغاء وقت الشاشة له.
التعزيز الإيجابي: وهو إعطاء الطفل شيئًا يعزز سلوكه الجيد، وعادة ما يكون تعديل السلوك الناتج عن التعزيز الإيجابي فعالًا للغاية، في ما يلي بعض الأمثلة:
- قولي له "أحسنت، أدخلت طبقك قبل أن أطلب منك ذلك حتى"، امتدحيه في كل مرة يقوم فيها بالأعمال المنزلية، مثلًا، حتى تصبح عادة، بعد ذلك يمكنكِ التقليل من هذا تدريجيًا.
- اسمحي له باللعب على جهازه الإلكتروني، لأنه أكمل واجبه المدرسي.
التعزيز السلبي: ويعني أن يوقف الطفل سلوكه السييء لأنه سيعاقب، فالطفل الذي يوقف سلوكه، لأن والده يصرخ في وجهه، يحاول التخلص من الصراخ (المعزز السلبي)، فتجنبي استخدامه قدر الإمكان.
وختامًا عزيزتي، بعد أن وضحنا لك كيفية تعليم الطفل الاستفادة من أخطائه، سيتعلم طفلك أن الأخطاء ليست ذات قيمة فحسب، لكنها ضرورية للتعلم، واعلمي أنه لا يمكنكِ إجبار طفلك على تغيير سلوكه، لكن يمكنكِ تغيير البيئة، ليكون لديه دافع أكبر للتغيير.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".