لم تتمالك فريدة أعصابها عندما رأت أطفالها وقد حولوا المنزل إلي فوضي عارمة، فقط لأنها تركتهم بعض الوقت حتي تطهو وجبة اﻹفطار بالمطبخ، لأن هناك ضيوفاً سيأتوا بعد قليل!.. مما تسبب في صراخ وشجار لم يسلم منه الزوج أيضاً، فتحول الأمر إلي "خناقة" في نهار رمضان!
بالرغم من اﻷجواء الرمضانية التي نعيشها، إلا أنه أحياناً يشوب الشهر الكريم بعض السلوكيات التي قد تفسد هذا الجو الروحاني، ولعل أبرزها نوبات الغضب والشجار!..
اليوم تود "سوبرماما" أن تطرح عليكِ بعض الحلول والوسائل الفعاله للتحكم في المزاج خلال فترات الصوم..
دعينا نبدأ أولاً بأسباب هذه الظاهرة.
يوجد أكثر من مسبب قد تؤدي إلى نوبات الغضب، أكثرها انتشاراً هو نقص كميات السكر في الدم، ولتفادي هذه المشكلة يُنصح بتناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية وكميات من الماء.
- كذلك أيضاً النقص المفاجئ في كميات الكافيين بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من القهوة والمنبهات، ونقص كميات النيكوتين للمدخنين، وهنا يُنصح أن يبدأ كل شخص بتقليل تدريجي لكميات المنبهات في الأسبوع السابق لشهر رمضان، لتفادي الهبوط المفاجئ في الدم.
- ومن الأسباب التي يرجح أنها تؤدي إلى انتشار نوبات العصبية والشجار هو الزحام الناتج عن تكدس الشوارع وارتفاع نسب الرصاص في الهواء، مما يسبب الاختناق وعدم وصول كميات كافية من الأكسجين للجهاز العصبي، لذا يُنصح بتجنب النزول في وقت الذروة في حال عدم الضرورة.
اقرأي أيضا :حكاية فانوس رمضان
أما عن كيفية التحكم في الغضب بشكل فعال، تحدثنا اليوم الأستاذة رغدة السعيد مدربة المهارات الشخصية وخبيرة لغة الجسد.
في البداية توضح لنا مبدأ هام، وهو الاعتقاد الخاطئ أن الصيام في حد ذاته يسبب العصبية، لكن الحقيقة أنه عند القيام بتمارين الـتأمل أو التحكم في الأعصاب، يفضل أن يكون الشخص صائم عن الطعام لمدة ساعتين على الأقل، لتحسين عمليات التنفس، التي يعوقها تراكم كميات كبيرة من الدهون في الجسم.
عن كيفية التحكم في الغضب، تخبرنا الأستاذة رغدة بأن الغضب كالبخار، تراكمه بالداخل قد يؤدي إلى أضرار، لذا يجب على الشخص التنفيس عن غضبه لكن بصورة إيجابية، وأولى الخطوات للتحكم في الغضب، هو أن يؤهل الإنسان نفسه بأن يبتعد عن الغضب، والتحكم في العصبية التي تؤدي إلى الشجار، فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى التصرف بإيجابية.
- ردة الفعل الأولى.. هي دائماً الأكثر حدة، فإذا نجحت في كبت الغضب فى أول 10 او 15 ثانية، ستتمكن من المرور من الموقف دون عصبية، ومن النصائح المفيدة لتفادي ردات الفعل الغاضبة، هو التنفس العميق عند الغضب أو العد إلى 10 قبل التفوه بأي كلمة.
- مهارات التحدث.. تعد كلمة السر في المرور من أي موقف معقد يؤدي إلى الغضب، فبدلاً من الشجار حاول المبادرة بالأعتذار، أو التحدث بهدوء لامتصاص غضب الشخص الأخر، وستجد أن النتائج رائعة في أغلب الأحيان. غير شكل الطاقة السلبية.. فإذا وجدت نفسك وقد بدأ يتملك منك الغضب، قم بتغير وضع الجلوس إلى الوقوف والعكس، أو التمشية السريعة داخل الغرفة، ويمكن حتي اللجوء إلى الكتابة حتى تقوم بتفريغ شحنة الطاقة السلبية بداخلك إلى سلوك إيجابي.
- التأهل الإيجابي.. من أفضل العادات التي يمكن اتباعها للحفاظ على هدوء الأعصاب، هو المواظبة على تمارين بسيطة للتأمل تعتمد على التنفس العميق لمدة 5 دقائق، مع التركيز في أحد الجمل التي تبعث على الهدوء والإيجابية، ولتكن أحد الأدعية أو الصلوات. (قرأي أيضا : فوائد و وصفات مشروبات رمضان )