بالطبع أولوياتك كزوجة وأم تتزايد يومًا بعد يوم، وكذلك تتزايد أعباء عملك كل يوم، خاصةً إذا كان طموحك يدفعك إلى الترقي والتقدم في عملك، وقد حان الوقت لتواجهي هذا الصراع الذي يستهلك كل تفكيرك ويلاحقك حتى في منامك.
تقدم لكِ "سوبرماما" بعض النصائح لمساعدتك في التوفيق بين أولوياتك ما بين الأطفال والمنزل والعمل، دون أن تجوري على صحتك أو تفقدي عقلك.
قاومي الشعور بالذنب
لا شيء يبدد طاقتك مثل الشعور بالذنب، إنه يقف في طريق أي خطوات تخطينها نحو الأمام، لأنه يجعلك رهينة القرارات الماضية عوضًا عن اللحظة الحالية، فإذا قررتِ أن تمضي بعض الوقت مع أطفالك، ستندمين للتقصير في العمل والعكس صحيح، فحاولي أن تتخلصي من الشعور بالذنب، لأنه لا يغير شيء سوى إنه يضع المزيد من الأعباء على كاهلك.
فكري دومًا في الكيفية وليس الكمية؛ أي لا يهم كم ساعة تمضينها مع أطفالك ولكن كيف ستقضينها، فاحرصي مثلًا على تجهيز بعض الأنشطة التي تستلزم مشاركة جميع أفراد عائلتك في عطلة نهاية الأسبوع أو خصصي ساعة معينة من اليوم ليشارك أفراد العائلة أحداث يومهم أو لمشاهدة فيلم ما، فإذا كنتِ ستمضين معهم ساعة واحدة، لتكن هذه الساعة مثمرة كأنها نهار كامل.
اقرئي أيضًا: الأمومة وتأنيب الضمير: كيف تتخلصين منها؟
اسئلي مجرب
احرصي على التواصل مع أكبر عدد من الأصدقاء والأقارب والجيران ممن يمكنك الرجوع إليهم واستشارتهم، حتى تتفادي أكبر قدر ممكن من الأخطاء التي قد تكلفك الكثير من الوقت والمال.
يمكنك على سبيل المثال استشارتهم عن أفضل المنتجات الخاصة بالأطفال أو أفضل الحضانات أو المدارس، والاستفادة من تجاربهم المختلفة. كما سيساعدك البحث على الإنترنت عن معرفة الكثير من المعلومات والأسرار التي قد تساعدك على اتخاذ القرارات السليمة وتفادي أكبر قدر من الأخطاء، فبذل مجهود قليل في البحث والاستشارة سيوفر عليكِ الكثير من المتاعب والأخطاء.
خففي أعباءك
لست مضطرة للقيام بكل شيء بنفسك، حاولي أن ترتبي ما يقع على عاتقك من أولويات، وتخلصي من الأعباء التي لا تمثل أهمية كبيرة لكِ، لا داعٍ لإنهاك نفسك بالقيادة في وقت الذروة أو الوقوف في الطوابير الطويلة لشراء مستلزماتك أو دفع الفواتير، واعتمدي عوضًا عن ذلك على الوسائل التي تساعدك على القيام بذلك بأقل مجهود ممكن، ومنها وسائل الدفع الإلكتروني أو مواقع الشراء عبر الإنترنت.
نظمي وقتك
عادة ما تجد الكثيرات منا بعض الثقل في كل ما يرتبط بكلمة نظام، ويشعرن بالإحباط عند الإخفاق في تنفيذه، ولكن يظل النظام هو المفتاح الذي سيوفر لكِ الكثير من وقتك وطاقتك، بدلًا من أن تمضي معظم الوقت تائهة بين المهام المتراكمة عليك.
ضعي جدولًا لجميع مهامك المنزلية مع تقسميها بحسب الفترات التي تقضينها في المنزل، على سبيل المثال: تُخصص فترة الصباح لإيقاظ الأطفال وإعداد الفطور وتُخصص فترة ما بعد العودة من العمل لتحضير الغذاء وتناوله ومساعدة الأطفال في واجباتهم المدرسية، ويُخصص المساء لقضاء بعض الوقت الترفيهي مع عائلتك وإنجاز بعض المهام الصغيرة.
واحرصي على تنفيذه بنفس الالتزام التي تفرضه عليك مهام عملك، لكن مع بعض المرونة حتى تتركي متسع لبعض المهام غير المتوقعة ولا يصيبك ظهورها المفاجئ بالارتباك.
ويمكنك إعادة النظر في الوقت المخصص لكل مهمة، على سبيل المثال نظرًا لتكدس المهام في وقت الصباح، يمكنك أداء بعضٍ من هذه المهام في الليلة السابقة مثل الانتهاء من إعداد الطعام أو أعمال الكي وغيرها.
وفي كل صباح، دوّني المهام المطلوب إنجازها على مدار اليوم وضعيها في مكان ترينه باستمرار، على الثلاجة مثلًا، واحرصي أيضًا على تسجيل جميع الأحداث والأنشطة التي تهم جميع أفراد عائلتك، ويمكنك الاعتماد في ذلك على تطبيقات التقويم "Calendar" سواء على الهاتف أو المتاحة على موقع جوجل.
اقرئي أيضًا: المدارس و دليل الأم العاملة لإدارة الوقت
وازني بين عملك ومنزلك
يعد من أهم عوامل الموازنة بين مهام العمل والمنزل، فهذا الحد الفاصل يحمي عائلتك من أعباء العمل ويحمي عملك من احتياجات عائلتك المتكررة، بل ويحميك من التشتت بينهما، يجب أن تمنعي نفسك من الرد على المكالمات أو الرسائل الإلكترونية الخاصة بالعمل، ما إن يبدأ الوقت الذي تخصصيه لعائلتك، يجب أن تتعلمي أن تقولي "لا" إذا ما شعرتِ بتجاوز أيهما لهذا الحد الفاصل الذي تحددينه له.
اهتمي بأطفالك حتى في غيابك
يمكنك أن تهتمي بأطفالك حتى في غيابك بطرق مختلفة، حتى إن لم تكوني موجودة بصورة مادية معهم؛ فهناك وسائل مبتكرة يمكنك استخدامها لدعم أطفالك أو التواصل معهم حتى إن منعك عملك من الوجود الفعلي معهم.
يمكنك صنع سلاسل يدوية تحمل أشكالًا يحبونها وليكن فراشة أو قلب أو "دريم كاتشر"، ويمكنك أيضًا إعداد وريقات تحمل عبارات تشجيعية وتتركينها على مكاتبهم أو في حقائبهم، وقد يكون لهذه العبارات وقعًا أقوى إذا أرسلتيها في تسجيل صوتي، وإذا كان هناك قصة أو أغنية ما يفضلونها، يمكنك تسجيلها بصوتك وإرسالها في وقت معين من اليوم.
اقرئي أيضًا: الأم العاملة: من يرعى ابنك أثناء غيابك؟
إذا اهتممتِ بالجميع من سيهتم بكِ
لنكن واقعيين لن تتمكني من الاهتمام بكل هذه المسؤوليات إذا لم تهتمي بنفسك ولو قليلًا، السعي المستمر وراء الأولويات التي لا نهاية لها سيدفعك إلى حد الجنون أو كراهية هذه المسؤوليات، خصصي بعض الوقت للاهتمام بنفسك ولتكن ساعة قبل النوم.
وحاولي في هذا الوقت بأن تستمتعي ببعض الأمور الخاصة بكِ، التي يحتاجها جسمك وعقلك، سواء القراءة أو ممارسة التمارين الرياضية أو الاستماع لبعض الموسيقى أو ممارسة أي هواية تفضلينها.