في العديد من البيوت تعلن الزوجة حالة الطوارئ عند خسارة فريق كرة القدم المفضل لزوجها، إذ يُصبح شخصًا آخر يصعب التعامل معه، وتشتعل الشجارات بينهما لأقل الأسباب. ويظل الأمر هكذا حتى يهدأ وتعود الأمور إلى طبيعتها، ولكن يظل أثر ذلك الشجار في نفس الزوجة، والتي غالبًا ما ترى أن الأمر لا يستدعي كل ذلك، وأن صراخ الزوج وانفعاله مع خسارة فريقه أمر تافه وسخيف، فبالنسبة للزوجة هي مجرد لعبة.
وتختلف ردود فعل كل زوج في التعبير عن مشاعره عقب هزيمة الفريق الذي يشجعه، فهناك من يفضل العزلة والتزام الصمت، وهناك من يعبر عن غضبه بالانفعال والصياح، وهناك من يجد في النوم راحته وطريقته الخاصة للهروب من الشعور بالخسارة. وأيًّا كانت طريقة زوجك في التعبير عن مشاعره بعد هزيمة فريقه المفضل، إليكِ بعض النصائح للتعامل مع الزوج في هذه الأوقات الصعبة، وكيف تتعاملين مع الزوج مدمن كرة القدم.
نصائح للتعامل مع الزوج بعد خسارة فريقه
في البداية قبل أن تتعرفي على أهم الطرق للتعامل مع زوجك ومواساته بعد خسارة فريقه، اعلمي عزيزتي أن الأمر ليس مجرد لعبة، فهذه المباراة جزء من حياته يمنحه الشغف، وفريقه الذي يتعاطف معه هم بمثابة أصدقائه.
تخيلي شعورك بعد موت بطل المسلسل المفضل لكِ، أو توقف عرض حلقات من برنامجك المفضل، هي أشياء جميعها قد تبدو بسيطة وغير مهمة، لكنها تشكل جزءًا من حياتنا يقضي على الملل ويكسر الروتين. لذا عليكِ احترام هواياته وشغفه ومحاولة التخفيف عنه عند خسارة فريقه، وفيما يلي أهم الطرق التي يمكنكِ مساعدة زوجك بها للتخلص من شعوره بالغضب بعد خسارة فريقه:
- لا تطرحي أسئلة بشأن المباراة:
كثير من الزوجات يبدأن في سؤال أزواجهن بعد انتهاء المباراة العديد من الأسئلة التي تزيد من جنونهم، ظنًّا منهن أن هذه طريقة جيدة للتخفيف عنهم. وفي أغلب الحالات لا يكون لدى الزوجة خلفية قوية عن تفاصيل المباراة، ما يثير غضب الزوج، خاصةً إذا كانت الأسئلة التي تطرحها الزوجة تعكس عدم معرفتها وإلمامها بأحداث المباراة.
تجنبي عزيزتي سؤال زوجكِ أو التعليق على أي شيء يخص المباراة، وإذا كنتِ تريدين معرفة أي تفاصيل عنها، يمكنكِ البحث عن المعلومة عبر الإنترنت لتكوني على دراية كافية بالأمر في حالة رغبة زوجكِ في التحدث والتعليق على أحداث المباراة. - لا ترددي كلمات المواساة فقد تأتي بنتائج عكسية:
قد تأتي كلمات التهوين والمواساة بنتائج غير مرغوب فيها، فلا تتوقعي أن يهدأ زوجك بمجرد أن تقولي له إن المباراة المقبلة ستكون أفضل، أو أن لاعبه المفضل الذي أُصيب في مباراة اليوم سيشفى ويتمكن من اللعب قريبًا، وغيرها من كلمات التخفيف والمواساة غير الواقعية، التي قد تزيد من غضب زوجك ويترجمها بأنكِ تستهينين بمشاعره، أو تقولين ذلك لتهدئته فقط كالطفل الصغير.
لذا بدلًا من مواساته بالكلمات يمكنكِ تركه بمفرده بعض الوقت حتى يجتاز الأمر في هدوء، وحاولي إبعاد الأطفال حتى لا يسبب صخبهم المزيد من الضغط النفسي عليه. - أعدي شيئًا محببًا له قبل المباراة:
الأزواج كالأطفال يفرحون بالاهتمام والتقدير والهدايا والمفاجآت، استعدي قبل بداية المباراة بتحضير مفاجأة تسعد زوجكِ، مثل إعداد وجبة مفضلة يحبها كطبق من الحلوى، أو شراء هدية غير متوقعة، وتقديمها له بعد المباراة أو حتى ارتداء تيشيرت فريقه المفضل.
من المفترض أنكِ تعرفين شخصيته وما يسعده، ابتكري في اختيار مفاجآت جديدة وبسيطة له، ولتكن بمثابة احتفال في حالة الفوز، وتعويض له في حالة الهزيمة، وتذكير له بأنكِ تحبينه وستظلين بجانبه في جميع الأحوال. - لا تذكريه بالمباراة:
أفضل طريقة لتغيير الحالة المزاجية لزوجك بعد هزيمة فريقه المفضل هي إبعاده عن كل ما يذكره بالمباراة، ولكن هذا لا يأتي بمجرد غلق التلفاز، بل إنه من الأفضل أن تصطحبيه إلى خارج المنزل في مكان هادئ، مع الابتعاد عن الأماكن التي تذيع التحليلات الرياضية للمباراة.
يمكنكما الذهاب إلى السينما أو الخروج للتنزه في الهواء الطلق، ولكن إذا لم يرغب زوجك في الخروج لا تضغطي عليه بالإلحاح أو التذمر، تقبلي رغبته بصدر رحب وأخبريه بأن راحته هي هدفكِ الأول والأخير. - تحلي بالصبر والهدوء:
حافظي على هدوئك قدر الإمكان عند التعامل مع زوجكِ خلال وقت المباراة وبعد انتهائها، فإذا كان من النوع العصبي لا تقابلي ثورته بعصبية وصراخ، بل حاولي امتصاص غضبه والتعامل معه بحكمة وصبر، ثم تحدثي إليه بهدوء ولين في وقت لاحق عندما يهدأ تمامًا، وأخبريه بما يزعجك من تصرفاته.
ولا تحاولي الدخول معه في جدال حول أنكِ لا ذنب لكِ ليفرغ غضبه عليكِ، بدلًا من ذلك حاولي الابتعاد عنه، ثم تحدثي معه عندما تشعرين بأن حالته المزاجية تسمح بذلك.
زوجي مدمن كرة.. ما الحل؟
بالطبع حب الرياضة ومتابعة المباريات والانفعال مع نتيجتها من الأمور الطبيعية، ولا يقتصر على الرجال فقط، ففي العديد من الحالات نجد أن الزوجة لديها شغف تجاه إحدى الرياضات أيضًا وقد لا يشاركها زوجها هذا الشغف نفسه. أما إذا وصل الأمر إلى حد الإدمان، فهنا يجب عليكِ التعامل بحذر، ودعم الزوج حتى لا تتأثر علاقتكما بهذا الأمر، وهذه بعض العلامات التي تخبركِ بأن عشق زوجك للكرة قد تحول إلى إدمان:
- متابعة المباريات المذاعة، وإعادة مشاهدتها على مواقع الإنترنت مرة أخرى.
- معظم حديثه معكِ أو مع أصدقائه عن مبارايات كرة القدم وتحليلها.
- متابعة أخبار اللاعبين ومحاولة التواصل معهم على صفحات السوشيال ميديا (وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر للسباب أو الانفعال على اللاعبين وتوبيخهم على حساباتهم الشخصية بسبب هزيمة الفريق).
- الاكتئاب الحاد بعد هزيمة فريقه المفضل وعدم التحدث لعدة أيام، أو الانفعال الدائم الذي لا تهدأ حدته حتى بعد فترة من انتهاء المباراة.
وللتعامل مع الزوج مدمن كرة القدم، حاولي اتباع هذه النصائح معه:
- لا تمنعيه عن مشاهدة المباريات فالممنوع مرغوب، وفي النهاية فهو لا يفعل أمرًا خاطئًا، ولكن بالطبع مع عدم زيادة الأمر عن حده. لذا حاولي في النهاية تحويل مشاهدة المباريات من أمر شخصي خاص به لحدث عائلي من خلال دعوة بعض أقاربكم أو أصدقائكم المقربين ومشاهدة المباراة معًا، حتى لا يصبح شغفًا شخصيًّا.
- تقبلي الأمر قليلًا، إدمان مشاهدة المبارايات قد لا يكون أمرًا خطرًا بالنسبة للزوج، فهو يستمتع بمشاهدة رياضته المفضلة، مثل استمتاعك بمشاهدة المسلسلات أو تصفح مواقع التواصل أو مشاهدة برامج الطبخ. لذا امنحيه بعض الوقت واحتويه، وتحدثي معه في حالة حدوث تقصير أو الشعور بأنه يهمل في واجباته وعمله.
- اتركي له مساحته مثلما تحبين الاستمتاع بشيء خاص بكِ دون أن يعكر زوجك أو أطفالك صفوك، دعيه يستمتع بمشاهدة المباراة دون إخباره دائمًا بأنه لا يفعل شيئًا مهمًّا وأنه يضيع الوقت. فالساعات التي يقضيها في مشاهدة فريقه المفضل هي ملاذه الخاص من ضغوط الحياة، وقد يحاول بعدها إرضاءك لمجرد تقبلك هواياته واحترامك لمساحته الشخصية.
- استغلي وقت المباراة في توطيد علاقته بأبنائه من خلال حديثه مع الأطفال عن المباراة وشرح قواعد اللعبة لهم، ستجدينه يتحدث باستفاضة واستمتاع، ما يساعده على قضاء وقت ممتع مع أطفاله، ومنحك بعض الوقت الخاص بكِ.
- استغلي الموقف لصالحك، أحيانًا تحتاجين للمقايضة واستغلال الظروف لصالحك، بأن تفاوضي زوجك على أن يمنحكِ الوقت للخروج مع صديقاتك، مثلما يقضي الوقت أمام المباراة، وأن عليه الجلوس مع الأطفال حتى تستطيعي الاستمتاع بوقتك.
- لا تترددي في استشارة طبيب مختص، إذا وصل الأمر للحد الذي ينفعل فيه الزوج بطريقة تؤذي المحيطين نفسيًّا أو جسديًّا، أو أهمل في واجباته وأعماله بسبب مشاهدة المباريات، أو الاكتئاب المصاحب لخسارة فريقه، ليساعدكما على الخروج من هذه المشكلة بأمان.