بعد القرارات الجديدة التي تطبقها وزارة التربية والتعليم في مصر على سبيل المثال، فيما يتعلق باستخدام اللغة الأم (اللغة العربية) كلغة أساسية في تعلم العلوم المختلفة، اختلفت الآراء والتصورات حول الوضع، هل الأفضل تعليم العلوم للأطفال بلغتهم الأم بغض النظر عن هذه اللغة ومكانتها في العالم الآن؟ أم أن هناك آثارًا سلبية لتعلم العلوم بلغة مختلفة عن اللغة التي تطورت بها العلوم. في هذا المقال من "سوبرماما" نستعرض معكِ كل ما يخص تعلم العلوم للأطفال باللغة الأم، وتأثير ذلك على الطفل.
تعليم العلوم للأطفال بالعربية
اللغة الأم في العالم العربي هي اللغة العربية، ومع ازدياد عدد المدارس الدولية وازدياد شعبيتها في الوقت الذي انحدرت فيه قيمة المدارس الحكومية والمناهج العربية، أصبح التعليم باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأخرى أمر لا مفر منه عند عدد كبير من الأسر المصرية والعربية.
ورغم هذا فقد أشار العديد من الدراسات العلمية إلى أن وجود أساس قوي للغة الأم، يؤدي إلى فهم أفضل للمناهج الدراسية المختلفة ومنها العلوم، بل يساعد الطفل أيضًا في تعلُّم اللغات الأخرى بشكل أسرع وأفضل، ومن أهم فوائد تعليم العلوم للأطفال باللغة الأم:
- الأساس القوي للغة الأم عند الطفل يجعل من السهل عليه التقاط وتعلّم لغات أخرى بسهولة.
- ممارسة اللغة الأم في التعليم والعلوم المختلفة يساعد في تطور هوية الطفل الشخصية والاجتماعية والثقافية.
- يساعد استخدام اللغة الأم في تعلُّم العلوم على تطوير مهارات التفكير النقدي عند الطفل.
- تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يتعلمون العلوم باللغة الأم يفهمون المناهج العلمية بشكل أفضل من غيرهم.
- يستمتع الأطفال الذين يتعلمون باللغة الأم بالمدرسة أكثر ويتعلمون بشكل أسرع، بسبب شعورهم بالراحة وعدم الاستغراب من البيئة المحيطة بهم.
- يعزز استخدام اللغة الأم في تعلم العلوم احترام الذات عند الأطفال.
- يزيد استخدام اللغة الأم التفاعل بين الوالدين والطفل لأنها تساعد على فهمهما المناهج بشكل أفضل، وعلى جانب آخر استمتاع الطفل بالدراسة.
كل الفوائد السابقة لا شك أنها ستعود على طفلك عند تعلُّمه العلوم بلغته الأم، ولكن هذا لا يعني إهمال تعلم اللغات الأخرى بكل تأكيد، وخصوصًا في السن الصغيرة، فهذا التناقض ضروري وسيزيد من استيعابه ويطور طريقة تفكيره وتحليله للمواقف المختلفة، وينمي قدرته على التفكير النقدي.
أهمية اللغة الأم في الدراسة
الدراسات التي نشرها علماء بجامعة تورونتو في كندا أوضحت أسباب كثيرة تُلزم الأهل بأن يتحدثوا باللغة الأم مع أطفالهم في المنزل، بسبب العلاقة الوطيدة بين نمو الطفل والتعلُّم باللغة الأم.
وفي الوقت نفسه، أثبتت الدراسات أنه لا غنى عن تعلُّم أكثر من لغة إلى جانب اللغة الأم، فالأطفال الذين يتعلمون اللغة الأم فقط أقل قدرة على التفكير النقدي مقارنةً بالأطفال الذين لديهم القدرة على التحدث باللغة الأم إلى جانب لغة أخرى أو أكثر، ولكن بشرط تعلُّم اللغة الأم بقوة ما يسهل على الطفل تعلم أي لغة أخرى وهذا ما لا يعرفه الكثير.
يجب أن تعلمي أن أهمية معرفة الطفل أكثر من لغة في عمر مبكر لا غبار عليها، ما نتحدث عنه هو إهمال البعض للغة الأم وارتباطهم الوثيق باللغات الأخرى، ما يجعل التطور اللغوى والفكري والثقافي عند الطفل أقل بكثير من أقرانه ممن لديهم لغة أم قوية إلى جانب لغات أخرى.