إذا كان لديكِ طفلًا صغيرًا، فحتمًا تعلمين أن وقت النوم غالبًا ما يكون مزعجًا ومرهقًا، فكثير من الأطفال يقاومون النوم، ولا يرغبون في الخلود إلى السرير، وبعضهم يبكي بشدة عندما تطلبين منه ذلك، يوجد أسباب عدة لهذا الأمر، كثير منها نفسية، وبعضها صحية، يزداد الأمر صعوبة إذا كنتِ ترغبين في أن ينام طفلك بمفرده في غرفته، سنتحدث في هذا المقال عن سبب بكاء الأطفال عند النوم، كما سنتحدث عن بعض النصائح التي قد تساعد على أن ينام طفلك وحده في غرفته.
سبب بكاء الأطفال عند النوم
هناك أسباب عديدة قد تجعل طفلك يبكي عند النوم، إليكِ بعضها في السطور القادمة:
- بعض المشكلات المرضية: إذا كان طفلك الصغير يعاني البرد أو التهاب الأذن، فقد يجعله ذلك عاجزًا عن النوم، مثلنا نحن الكبار إذا كنا مرضى فقد نشعر بصعوبة النوم.
- الشعور بالبرد أو الحر: احرصي على أن تكون غرفة طفلك جيدة التهوية في الصيف، وأنه لا يرتدي كثيرًا من الثياب، وفي الشتاء، تحققي من أن الحجرة دافئة قدر الإمكان، ووفري له غطاء سرير ثقيلًا.
- قلق الانفصال: كثير من الأطفال الرضع والأطفال الصغار يعانون قلق الانفصال، وقد يشعرون أنكِ عندما تتركينهم ليناموا بمفردهم، أنكِ ستتركينهم إلى الأبد، لذلك احرصي على أن تكوني قريبة من طفلك حتى يخلد إلى النوم، أو احرصي على أن تطمئني عليه كل بضع دقائق، وأحيانًا قد يفيد أن تتركي مع طفلك شيئًا يخصك عند النوم، كقطعة من ثيابك.
- الخوف من الظلام: إذا شعرتِ أن الأمر مرتبط بالظلام، فقد حان الوقت ليحصل طفلك في غرفته على إضاءة ليلية خافتة.
- الشعور بالاستقلالية: كلما كبر طفلك الصغير، شعر بأنه يجب أن يختار ويقرر، لذلك قد يقاوم محاولاتك لتنويمه لأن يريد أن يكون صاحب القرار، وغالبًا ستكون هذه المرحلة من حياته بها كثير من المواقف التي يعند فيها أو يقاوم، قد يساعد أن تجعليه يتخذ بعض القرارات فيما يتعلق بالنوم، مثل اختيار الكتاب الذي ستقرئينه له، أو القصة التي ستحكينها.
- عدم الشعور بالتعب: إذا لم يكن طفلك متعبًا، فغالبًا لن ينام بسهولة، لذا احرصي على أن يمارس طفلك نشاطًا بدنيًا خلال اليوم، ويقضي بعض الوقت في اللعب الحر.
- الشعور بالإرهاق الشديد: إذا كان طفلك لا يحصل على أي قيلولة، ويستيقظ مبكرًا، ويمارس كثيرًا من الأنشطة، ويتجاوز موعد نومه، غالبًا سيشعر بصداع وتعب، ما يجعله لا يستطيع النوم بسهولة.
كيف أجعل طفلي ينام وحده في غرفته؟
يكتسب الأطفال العادات المتعلقة بالنوم مبكرًا جدًا، بعض هذه العادات قد تكون صحية، وبعضها قد تكون غير صحية وتسبب مشكلات فيما بعد، مثل ارتباط النوم عنده بالرضاعة، خاصةً الرضاعة الصناعية، عندما يكبر الطفل قد يتسبب تناول الحليب خلال النوم في تسوس أسنانه، النوم بجوارك إحدى العادات التي قد يكتسبها الطفل من الصغر، وبالطبع لها آثار سلبية، فإنها تجعل طفلك يلتزم بعدد ساعات نومك، في حين أنه يحتاج إلى أن ينام عدد ساعات أكبر، بالإضافة إلى أن نومه معكِ قد يؤثر في جودة نومك أنتِ وزوجك، وبالطبع قد يؤثر الأمر في حياتك الجنسية، لذلك من الضروري كسر هذه العادة، واستبدالها بعادات أخرى أكثر صحية، إليكِ بعض النصائح:
- ضعي خطة محكمة والتزمي بها بهدوء وصبر شديدين، وابدئي بالتدريج، فالبداية أن ينتقل طفلك من غرفتك إلى غرفته، وقد تنامين معه الأيام الأولى، ثم بعد ذلك تنامين بجواره حتى ينام، وبعد ذلك تحكين له قصة وتغنين أغنية ثم تقومين.
- ضعي روتينًا للنوم والتزمي به حتى يصبح عادة لطفلك، أفضل روتين للنوم "غسيل الأسنان، وأغنية لطيفة، وقصة قصيرة"، بالطبع مع الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ.
- اجعلي أنوار المنزل هادئة، والأصوات خافتة في موعد النوم.
- تواصلي مع طفلك وتكلمي معه عن ضرورة الاعتماد على النفس والاستقلالية، واحكي له قصصًا عن هذا الأمر.
- كوني حازمة وصبورة وداعمة في الوقت ذاته، إذا بكى طفلك طمئنيه أنكِ في الجوار، وإذا خرج من غرفته، ضعيه مرة أخرى في سريره واحتضنيه، ولا تسمحي له بالعودة للنوم معكِ ما دمتِ أخذتِ القرار.
ختامًا، بعد تعرفك إلى سبب بكاء الأطفال عند النوم، وتعرفك إلى نصائح لينام طفلك في غرفته وحده، أنصحك عزيزتي بالتحلي بالقوة، أعرف أن نوم طفلك منفردًا قد يكون أمرًا صعبًا عليكِ خاصةً إذا كان طفلًا وحيدًا، ولكن هذا الأمر في صالحه وصالحك، وإن بدى مؤلمًا لكِ.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بـ رعاية الصغار زوي موقعنا.