ازداد معدل الأطفال الذين يعانون من تأخر الكلام ومشكلات التخاطب في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يسبب القلق لعديد من الأمهات، لذا ينصح أخصائيو اللغة والتخاطب كل أم باللجوء للاستشارة إذا لاحظت على الطفل أي علامات لذلك حتى في عمر مبكر، وسواء كان تأخر الكلام نتيجة اضطراب عقلي أو معرفي أو نتيجة مشكلة عضوية، كتشوه الفك وغيره، سيحدد المتخصص طريقة العلاج وفقًا للحالة. تتضمن خطط العلاج جلسات التخاطب التي تعمل على تطوير مهارات التحدث والتواصل للأطفال المتأخرين في الكلام والمصابين بالتوحد. تعرفي معنا في هذا المقال إلى بعض النصائح لعمل تمارين وجلسات تخاطب بالمنزل، لتطوير مهارات التحدث والتواصل لدى طفلكِ.
نصائح لعمل جلسات تخاطب بالمنزل
في البداية، رغم أهمية هذه التدريبات فهي لا تغني عن جلسات التخاطب لدى أخصائيي التخاطب، ولكنها تساعد على تحسين النتائج وتطور مهارات الكلام لدى الطفل بشكل أسرع، والتواصل بطريقة مفهومة، وتتضمن هذه الجلسات ما يلي:
- التكرار: إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في نطق صوت معين، مثل: صوت حرف "الفاء"، شجعيه على إصدار هذا الصوت بمفرده (فففففففففف) عدة مرات يوميًّا، حتى يتمكن من نطقه، وبمجرد أن يصبح ذلك أسهل عليه، ادمجي الصوت في مقاطع مثل "فا- في- فو"، وكرريها أيضًا لفترة حتى يتقنها، ثم استخدميها في كلمات، ولا تتعجلي النتائج، وأعطي كل مرحلة وقتها، ولا تنتقلي لتعليم الطفل كلمات إلا بعد أن يتقن أصوات الحروف تمامًا.
- تمارين الفم: استخدمي الماصة (الشاليموه) لتمرين فم الطفل، عن طريق شرب السوائل من خلالها أو النفخ فيها، تساعد هذه الطريقة على تطوير القوة العضلية للفم، ما يساعد على توضيح مخارج الحروف لدى الطفل، ولزيادة صعوبة التمرين ما يزيد من فاعليته، ضعي كرة صغيرة (كرة بينج بونج) على الأرض، واطلبي من طفلكِ تحريكها عن طريق دفع الهواء في الماصة. كذلك تساعد العلكة (اللبان) على تقوية فك طفلك وعضلاته، ولكن راقبيه في أثناء تناولها، ولا يُفضل إعطاؤها للصغار دون الثلاثة أعوام لتجنب مخاطر الاختناق.
- تمارين المرآة: لا يفهم كثير من الأطفال الذين يعانون من مشكلات في النطق كيفية تحريك أفواههم لإصدار الأصوات بشكل صحيح، ويساعد تحدثك أنتِ وطفلكِ أمام المرآة على رؤية كيفية تحريك فمه عندما يصدر أصواتًا معينة. حاولي نطق كل صوت ببطء وبشكل صحيح، ليتعرف على شكل الفم عند نطق كل حرف، والاختلاف في حركته بين كل حرف والآخر.
- الألعاب الناطقة: استعيني بالتطبيقات والألعاب الناطقة كوسيلة جذابة لمساعدة طفلك على التخاطب والتحدث، مثل: لعبة "القط توم المتكلم"، التي تتوافر في التطبيقات أو ما يشابهها من الألعاب، وتعمل اللعبة عن طريق تكرار الكلام المنطوق، ما يشجع الطفل على التحدث، ليستمع إلى القط وهو يكرر الكلام بصوت مرح، مع الحرص عند استخدام التطبيق على عدم جلوس الطفل أمام الهاتف لفترة طويلة، والاكتفاء بنصف ساعة يوميًّا.
- الميكروفون: من الوسائل الجذابة التي يمكنكِ استخدامها في جلسات التخاطب في المنزل، ويساعد على سماع الطفل للصوت بوضوح، وفي الوقت نفسه ستجذبه فكرة التحدث في الميكروفون، وسماع صوته وهو يتحدث.
- الكروت التعليمية: استخدمي الكروت التعليمية التي تحمل حروفًا وصورًا في جلسة التخاطب، ابدئي بالكروت التي تحمل صورًا للحروف ليتعلم الطفل صوت كل حرف، ثم التي تحمل كلمات، ثم ابدئي في الربط بين الحرف والكلمة التي يبدأ بها، كأن تعرضي عليه حرف "ج"، وبعد تعلم صوته جيدًا، اعرضي عليه الكارت الذي يحمل كلمة "جرس" ليربط بين الحرف والكلمة والشكل.
- السماعات: في بعض الأحيان يحتاج الطفل لاستخدام السماعات، ليستمع للأصوات بشكل أفضل، خاصةً إذا كان يعاني من مشكلات في السمع، أو توجد ضوضاء كثيرة قد تشتت انتباهه، لذا يمكنكِ الاستعانة بالسماعات وتسجيل الكلمات أو أصوات الحروف على الهاتف وتكرارها عليه، مع الحرص على أن يكون معدل الصوت متوسطًا، حتى لا تتأثر أذناه.
السن المناسبة لجلسات التخاطب
لا توجد سن محددة يمكن البدء فيها بجلسات التخاطب، فبمجرد شعورك أو قلقك من أن طفلك لا يتطور بشكل طبيعي في النطق، فيجب عرضه على أخصائي اللغة والتخاطب، الذي سيحدد ما إذا كان يحتاج لجلسات، أم أنها مشكلة بسيطة ستُحل من تلقاء نفسها، أو سيصف لكِ بعض التمارين لممارستها في المنزل.
بصفة عامة، يمكن أن تبدأ جلسات التخاطب في المرحلة العمرية بين عامين وأربعة أعوام، أو في المتوسط في عمر ثلاث سنوات، إذ يظهر بوضوح في هذه المرحلة ما إذا كان طفلك يعاني من صعوبات في التحدث أم لا، وهذه بعض علامات تأخر الكلام:
- عدد المفردات المحدود.
- عدم القدرة على ربط الكلمات ببعضها البعض وتكوين الجمل.
- مستوى ضعيف من التفاعل مع الآخرين.
- عدم الرد على الأسئلة الموجهة للطفل.
- صعوبة في نطق بعض الحروف.
- استخدام الكلمات بشكل خاطئ.
- عدم فهم التعليمات الموجهة للطفل، مثل: "انظر هناك"، أو "أحضر اللعبة" وهكذا.
نتائج جلسات التخاطب
لا يمكن تحديد الوقت الذي تظهر فيه نتائج جلسات التخاطب، إذ يتوقف الأمر على عدة عوامل أهمها:
- مدى تطور حالة الطفل.
- المشكلة التي يعاني منها الطفل (صعوبة في النطق، أم مشكلة عضوية، أم نتيجة اضطراب ذهني).
- قدرة الطفل واستجابته.
- مدة الجلسات وعددها في الأسبوع.
رغم ذلك، يشير بعض الإحصاءات إلى أن نتائج جلسات التخاطب تبدأ بالظهور بعد ثمانية أسابيع من العلاج المنتظم، وكما ذكرنا، فإن هذا الأمر قد يختلف من طفل لآخر، فإذا لم يظهر طفلك نتائج ملحوظة بعد هذه الفترة، لا يعني الأمر بالضرورة أنه لن يتحسن في النطق، ولكنه قد يحتاج إلى فترة أطول بحسب حالته.
عادة يحتاج معظم الأطفال إلى 15- 20 ساعة من جلسات التخاطب، بمعدل 30 دقيقة في الجلسة الواحدة مرتين أسبوعيًّا، لظهور اختلاف واضح في طريقة النطق والتواصل، ويمكن أن تصل فترة العلاج الكلي إلى أربعة إلى خمسة أشهر تقريبًا، وقد تستغرق اضطرابات اللغة التي تتعلق بالإدراك والمهارات اللغوية فترة أطول من العلاج، وتساعد التمارين المنزلية على قصر مدة العلاج، وظهور نتائج ملموسة بشكل أسرع.
شاهدي في هذا الفيديو: أسباب تأخر النطق والكلام عند الأطفال
ختامًا عزيزتي، قدمنا لكِ بعض التمارين لجلسات تخاطب بالمنزل، وكما ذكرنا لا تكتفي بها، ولكن استخدميها لمساعدة طفلك إلى جانب جلساته مع أخصائي النطق واللغة، ومن المهم أن يشارك الأب والأشقاء في مساعدته على التواصل، إذ قد يستجيب لأشقائه الأكبر منه بشكل أسرع، ولا تتعجلي ظهور النتائج، فالأمر يحتاج إلى بعض الصبر والاستمرارية.
تعرفي إلى مزيد من النصائح لتطوير مهارات طفلكِ المختلفة في قسم رعاية الصغار على موقع "سوبرماما".