تدخل الأهل في حياة الزوجين

تدخل الأهل في حياة الزوجين

من منا لا يذكر المعارك التي كانت تدور بين ماري منيب وميمي شكيب في فيلم "الحماوات الفاتنات" وكيف انتهت بحدوث مشاكل بين الزوجين؟ والحقيقة أن الأمر ليس مجرد سيناريو لفيلم أو صورة خيالية، فما يحدث في الواقع قد يكون أصعب بكثير، وقد يؤدي تدخل الأهل في حياة الزوجين إلى الطلاق والتأثير السلبي على الأطفال، خاصةً إذا لم تُوضع الحدود من البداية، لذلك سنوضح لكِ في السطور التالية علامات تدخل الأهل في حياة الزوجين، وكيف يمكن تجنب هذا الأمر بطريقة مناسبة لا تسبب الحرج أو حدوث مشاكل بين الزوجين.

علامات تدخل الأهل في حياة الزوجين

التجمعات العائلية ووصل الود بين أهل الزوج والزوجة من الأمور المهمة التي تصلح العشرة بين الزوجين وتساعد على توطيد مشاعر الحب والألفة في الحياة الزوجية، لكن هذا لا يعني إلغاء الحدود والسماح لأهل الزوج أو الزوجة بالتدخل بشكل يلغي خصوصية الزواج، وقدسية العلاقة بين الزوجين، وفيما يلي سنوضح لكِ عزيزتي بعض الأساليب التي يتدخل بها الأهل في حياة الزوجين:

  1. الزيارات المفاجئة: هل تعانين من زيارات أهل زوجك وأهلك في أوقات غير مناسبة، أو حتى دون سابق موعد؟ هذه عزيزتي من علامات تدخل الأهل في حياة الزوجين، فتجدين زيارات في أوقات متأخرة، أو دون الاتصال قبلها أو حتى قد تُفاجئين بدعوة حماتك لأفراد آخرين وزيارتك بالمنزل دون الاستئذان، في بعض الأحيان قد يتصل أحد أقارب زوجك او أقاربك ويدعو نفسه لتناول الطعام دون منحك فرصة للرفض، كذلك الزيارات الطويلة التي تستمر عدة أيام دون إنذار مسبق، كل هذه التصرفات سواء بدرت من أقارب الزوج أو أقاربك، فهي تعدي للحدود وعدم احترام للخصوصية ويجب التعامل معها بشكل سريع.
  2. التحكم في طريقة تفكيرك: وقد يحدث هذا من قبل أهلك وأهل الزوج أيضًا، من خلال الحكم على طريقتك في تربية أبنائك، أو طريقتك في التعامل مع زوجك، وقد تفاجئين بوالدتك أو حماتك تدفعكِ للقيام بالأمور على طريقتها، وقد يصل الأمر لحد الغضب أو الشعور بالإهانة حينما تنفذين الأمور على طريقتك دون مشورتهم أو اتباع نصيحتهم، وهذا النوع من التدخل يشعر الزوجين بالضغط أو عدم الحرية في التصرف في حياتهما الشخصية.
  3. النقد الدائم: قد توجه لكِ حماتك النقد دائمًا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فنجد بعض المشاهد التي تتكرر يوميًا في حياة الكثير من المتزوجين، بأن تقوم الحماة بنقد الزوجة الدائم أمام زوجها أو حتى دون علمها، بعبارات مثل "زوجتك مسرفة، زوجتك مسيطرة، زوجتك مهملة"، وغيرها وفي المقابل نجد أم الزوجة تؤدي نفس الدور وتوجه اللوم لابنتها مع حدوث أي مشكلات مع الزوج وتسمعها عبارات مثل "انتي اللي عودتيه"، "ده بخيل"، "انتي مستحملة إزاي؟" لينتهي الأمر بشحن الزوجين تجاه بعضهما وتدب الخلافات سريعًا.
  4. تقصي التفاصيل الزوجية: فنجد الحماة أو الأم تحاول معرفة بعض التفاصيل الشخصية فيما يخص الوضع المادي، أو حتى عن العلاقة الحميمة، وهو من الأمور التي تنتهك قدسية الزواج وخصوصيته، وقد ينتهي الأمر بنشر أسرار الزوجين في العائلة، وهو أمر غير محمود العواقب، وقد يصل بالزوجين للانفصال.
  5. التدليل الزائد: هل وقع الجملة يبدو غريبًا؟ الإفراط في تدليل الزوج من قبل أهله وتحمل المسؤولية عنه، وفي المقابل قيام والدتك بالعديد من مسؤولياتك من الأمور التي قد تسبب تصدع في العلاقة الزوجية، خاصةً حين تواجهين وزوجك مسؤولية كبيرة أو تتعرضان لمشكلة ولا تجدان الأهل لدعمكما، هنا قد يتسبب هذا التدليل في عدم القدرة على مواجهة الأمور، واتكال الزوج عليكِ للقيام بما هو مطلوب منه، فتتحملين أعباءً إضافية.
  6. التدخل في خططك: مثل أن تختاري وجهة سفر، فتجدين حماتك تذكر مساوائها أمام زوجك أو تقترح مكانًا آخر له مميزات أكبر، ما يجعل الزوج يعدل عن رأيه، وينتهي الأمر بإلغاء رحلتكِ مع أسرتك، وبالطبع هذا مثال بسيط مقارنةً بما قد يحدث في الواقع، من تدخلات في تخطيط حفل عيد ميلاد زوجك أو في تخطيط حفل عيد زواجكما، وهكذا تجدين دائمًا من يعدل على خططك، وبالطبع الأمر ليس مقصورًا على أهل الزوج، فقد تواجهين نفس الأمر مع أهلك أيضًا.
  7. التدخل في تربية الأبناء: من قبل تخطيطك للحمل قد تجدين ضغطًا من قبل حماتك أو والدتك لإنجاب أولاد، وبمجرد ولادتك ستجدين مئات الانتقادات فيما يخص طريقة تربية طفلك بدءًا من طريقة التغذية، وحتى أسلوب التعامل، أو تدليل الأهل المفرط للطفل، وبالرغم من أن تدخل الأهل هنا ليس مباشرًا في الحياة الزوجية، ولكنه يؤثر بشكل كبير عليكِ ويضعكِ تحت ضغط كبير ويشعركِ بالتقصير الدائم، وأنه ليس لديكِ الحرية الكافية لإدارة حياتك، ما ينعكس على تعاملك مع زوجك ويؤدي إلى حدوث المشاكل.

أسباب تدخل أهل الزوج

بالطبع توجد العديد من الأسباب لتدخل أهل الزوج بصفة خاصة في حياة الزوجين، ومن ضمن هذه الأسباب:

  1. ضعف شخصية الزوج: فنجد الزوج لا يستطيع مواجهة أي مشكلة أو ضغط بمفرده، ولا يستطيع إبداء رأيه في مشكلة دون مشورة أهله، وليس المقصود بالطبع عدم استشارة الأهل، فأحيانًا يكون سؤال الأهل والاستفادة من خبراتهم أمرًا إيجابيًا، ولكن حين يصل الأمر لمعرفة أهل الزوج لكل ما يدور في حياة الزوجين، وشعور الزوجة أن حماها أو حماتها هما من يشاركانها حياتها الزوجية وليس زوجها، هنا يجب التوقف والتعامل مع الأمر بجدية.
  2. عدم وضع حدود من البداية: لا يعد الأمر تخطيًا للحدود ما دامت الحدود ليست موجودة من الأساس، فكيف تعاتبين زوجك على زيارات أهله المتأخرة دون سابق موعد إذا كان أهلك يقومون بالتصرف نفسه، أو إذا لم تضعي مواعيدًا للزيارة أو لم تخبريهم بضرورة الاتصال قبل الزيارة، لذا فإن الحدود المرسومة هي سبيلك لمنع الأهل من التدخل المفرط.
  3. ارتباط الزوج بأمه: إذا كان زوجك الابن الوحيد أو الأكبر، فربما يكون للأمر تأثيره السلبي في حياتك بسبب ارتباط زوجك المفرط بوالدته، واستشارتها بكل صغيرة وكبيرة تخص حياتكما حتى في الأمور الخاصة، أو قد ينعكس الأمر في دفاع الأم الشديد عن ابنها مع أي خلاف يحدث بينكما، أو نقدك الدائم أمامه ومساعدته بشكل دائم ومبالغ فيه.
  4. الرغبة في السيطرة: قد يكون حب السيطرة هو السبب وراء تدخل أهل الزوج في الحياة، فنجد أن والد الزوج أو والدته لديهما حب السيطرة وفرض الرأي، وهنا تكون المشكلة أكبر فيصعب عليكِ تجنب تدخلهم، خاصةً إذا كان مسكنهم في نفس العقار الذي تسكنين فيه أو بالقرب من منزلك.

كيفية تجنب تدخل الأهل في حياة الزوجين

  1. ضعي حدودًا: من اللحظة الأولى للزواج، ارسمي حدودًا لتجنب حدوث مشاكل في المستقبل، ضعي قاعدة للزيارات المنزلية أن تكون باتصال مسبق، للتأكد من أن الموعد مناسبًا لظروفك اليومية، وغيرها من الأمور التي تحتاج منكِ لوضع حدود واضحة وصريحة.
  2. احترام الخصوصية: الزواج علاقة مقدسة ولا يحق لأي أحد حتى من أقاربك السؤال عما يدور بينك وبين زوجك، أو يحاول معرفة أسرار المنزل، وإذا كنتِ تشعرين بالحرج الشديد ولا تجدين وسيلة لتحديد خصوصياتك، يمكنكِ الرد على الأسئلة التي تنتهك خصوصياتك بإجابات قصيرة وعامة وغير واضحة.
  3. ضعي قواعدك الشخصية: لا تسمحي لأحد بالتحكم في طريقة تفكيرك أو عدم احترام رأيك فيما يخص إدارة منزلك أو طريقة تربية أبنائك، وضعي قواعدًا واضحة مغزاها أنكِ وزوجك المسؤولين عن تربية الأبناء، واتخاذ القرارات الهامة في حياتكما، وبالطبع لا يعني الأمر عدم طلب المشورة أو الاستفادة من خبرات الكبار، ولكن في النهاية هي حياتك فديريها بالطريقة التي تفضلينها.
  4. تحدثي مع شريكك: لن يمكنكِ وضع قواعد والالتزام بها دون التحدث مع زوجك ليشاركك وضع هذه القواعد، واشرحي له أن ما ينطبق على أهله ينطبق أيضًا على أهلك، وأن منع الأهل من التدخل لا يعني بالضرورة قطع الروابط العائلية، وإنما هو احترام للخصوصية لتجنب حدوث خلافات مستقبلية.
  5. الرفض الصريح: الخط المستقيم هو أقصر الطرق، كذلك المصارحة وخاصةً عند رفضك لاقتراحات حماتك أو والدتك، ولا نقصد أن تتجاوزي حدود التعامل المحترم أو التحدث بطريقة غير ودية، ولكن المقصود هو أن تتحدثي بطريقة مباشرة إذا ما وجه لكِ أحد نقدًا فيما يخص حياتك وإدارة أمورك مع زوجك أو أطفالك، فاخبريه بلباقة أنكِ ترفضين تغيير طريقتك لأنها الأنسب لكِ وأنكِ الأدرى بظروف حياتك، مع شكرهم في حالة توجيه النصح وإخبارهم أنكِ ستضعينها في حسبانك.

شاهدي بالفيديو: كيف تكسبين حماتك وتحافظين على خصوصية حياتك؟

عزيزتي، تدخل الأهل في حياة الزوجين قد ينتهي بالطلاق، أو حدوث مشكلات ومشاحنات مع زوجك على الدوام، ضعي حدودًا، واطلبي المشورة عند الحاجة، وفي النهاية هي حياتك وزوجك، وأنتما فقط قادرين على تحديد الأنسب لحياتكما والطريقة المثالية لإدارتها.

ولمعرفة المزيد من المقالات المتعلقة بالعلاقات الأسرية اضغطي هنا.

عودة إلى علاقات

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon