يبدأ الأطفال في البكاء في نفس الوقت تقريبًا كل يوم ويحدث ذلك غالبًا في وقت متأخر بعد الظهر، وفي ساعات المساء، حيث ستلاحظ بدأ هذه الظاهرة عند بلوغ الطفل الأسبوعين الثاني والثالث من عمره، وقد تصل إلى الذروة عند بلوغه الأسبوع السادس، فماذا تعرف عن حالة بكاء الرضيع في نفس الوقت يوميا؟ وما هي أسباب هذه الحالة؟ وهل هناك نصائح تساعد على ذلك؟ جميع هذه المعلومات عزيزتي الأم في الآتي.
بكاء الرضيع في نفس الوقت يوميا
في الواقع، ليس هناك سبب واضح لبكاء الرضيع في الوقت نفسه يوميًا، ولكن الأطباء يعتقدون أن هناك ما يسمى بساعة السحر (Witching Hour) وهي الفترة التي يميل فيها الطفل للشعور بالضيق كل مساء في نفس الوقت تقريبًا، وهذا ما يثير الاستغراب، فخلال الفترة الأولى من ولادة الطفل لا بد أنك لاحظت عزيزتي الأم أنه كان ينام بشكل شبه دائم، ولكن بعد بضعة أسابيع فقط، لا بد أنك لاحظت أنه بدأ في البكاء لساعات في كل مرة، وغالبًا ما تسمى هذه الفترة الصعبة التي تتمثل ببكاء الرضيع في نفس الوقت يوميا بساعة السحر، على الرغم من أنها قد تستمر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.
فقد يبكي الأطفال المصابون بالمغص باستمرار لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات دون سبب واضح، وعادةً تحدث نوبات بكائهم في نفس الوقت تقريبًا كل يوم، وغالبًا في المساء، ولكن لحسن الحظ أن معظم الأطفال يتغلبون على هذا البكاء المفرط بحوالي 3 أشهر من العمر.
أسباب بكاء الرضيع في نفس الوقت يوميًا
من غير الواضح تمامًا أسباب هذه الفترات العصيبة عند الأطفال عزيزتي الأم، ولكن يُعتقد أن الأسباب المحتملة لحدوث ساعة السحر للأطفال، والتي تتمثل في إصابتهم بنوبات بكاء في نفس الوقت تقريبًا كل يوم هي ما يأتي:
المغص
المغص هي كلمة تُستخدم غالبًا للطفل الذي يبكي لأي فترة من الوقت حيث يصاب حوالي 20% من الأطفال بالمغص عادةً في عمر 2 - 4 أسابيع، فعلى الرغم من أن سبب هذا المغص لا يُفهم دائمًا على الفور، إلا أن هناك تدابير يمكن اتخاذها لتقليل أعراض المغص.
ولحسن الحظ أن المغص لن يسبب أي ضرر طويل الأمد أو مشكلات طبية لطفلك.
ظروف العائلة
في وقت محدد من اليوم وخاصةً في وقت متأخر بعد الظهر، أو في المساء حينما يعود الأطفال من المدرسة والآباء من العمل، أو عندما ينتقل الاهتمام والرعاية إلى بقية أفراد العائلة، أو حتى عندما تحاول الأم البدء في إعداد الطعام، عندها قد يزداد الضجيج والصخب في البيت، مما قد يؤدي إلى التسبب في بكاء الطفل كعلامة على أن طفلك يحتاج إلى بعض الهدوء والسكينة.
تعب الطفل الشديد
يتعب الأطفال منذ الولادة وحتى بلوغهم الأسبوع 12 بسرعة كبيرة، وعند إرهاق الطفل يتم إطلاق هرمونات الاستيقاظ في مجرى دم جسم الطفل الرضيع، مثل: هرمون الكورتيزول (Cortisol)، وهرمون الأدرينالين (Adrenaline)، مما يسبب صعوبة في تهدئة طفلك عزيزتي، وفي بكاء الرضيع في نفس الوقت يوميا.
انخفاض كمية حليب الأم
تلاحظ معظم الأمهات انخفاض مخزون الحليب لديهم في نهاية اليوم، والذي يُعتقد أنه نتيجة انخفاض مستوى هرمون البرولاكتين (Prolactin) والذي هو الهرمون الذي يساعد على إنتاج الحليب، مما يسبب بطء في تدفق الحليب؛ وبالتالي التسبب في بكاء الرضيع في هذا الوقت من اليوم وخاصةً إذا كان الطفل جائعًا.
طفرات في النمو
خلال عام الطفل الأول يمر الطفل بالعديد من طفرات النمو، حيث عادةً تظهر طفرات النمو هذه في عمر 2 - 3 أسابيع، وفي عمر 6 أسابيع، و3 أشهر، و6 أشهر، مما قد يسبب ذلك أن يكون الطفل أكثر إزعاجًا، ويرغب في تناول المزيد من الحليب.
نصائح تساعد على تهدئة الطفل الرضيع خلال هذا الوقت
تشمل أبرز النصائح التي تساعد على تهدئة بكاء الرضيع في نفس الوقت يوميا ما يأتي:
- الخروج للخارج: حيث إن تغيير المكان والطقس المحيط يمكن أن يساعد طفلك عزيزتي الأم على الهدوء.
- تقميط الطفل: يساعد تقميط الطفل ببطانية دافئة في شعوره بالوقت الذي كان فيه داخل الرحم، مما يساعده على الهدوء.
- تقليل الإضاءة: يمكن أن تساعد الغرفة الهادئة ذات الإضاءة الخافتة على تهدئة الطفل.
- تشغيل ضوضاء بيضاء: إن تشغيل ضوضاء بيضاء، مثل: المروحة، أو تسجيل لصوت ضربات القلب حيث تذكر هذه الأصوات طفلك بأنه في الرحم وقد تهدئة.
- تدليك الطفل: حيث إن تدليك جبهة، أو ظهر، أو بطن الطفل ببطء ولطف يعمل على تهدئته.
- حمل الطفل: إن حمل الطفل على جانبه الأيسر أو معدته قد يساعده في هضم الطعام، أو يساعد معدته على التحسن، لكن احرص على وضعه على ظهره عند نقله إلى السرير للنوم.
- رضاعة الطفل: فحتى لو لم يكن قد حان وقت رضاعة الطفل خلال هذه الساعات، فقد يرغب طفلك في الرضاعة بهذا الوقت وخاصةً إذا كان يمر بفترة حدوث طفرة في النمو، أو يحتاج إلى راحة إضافية، أو لملء بطنه للمساعدة على النوم.
والآن عزيزتي الأم بعد أن تعرفتي على الساعة السحرية، والتي تصف بكاء الرضيع في نفس الوقت يوميا، وعلى أسباب هذه الحالة، لا بد أن الأمور أصبحت أكثر وضوحًا الآن؛ لذا ننصحك باتباع النصائح التي قد تساعد على تهدئة الطفل وعلى مرور هذه الفترة دون الكثير من الجهد.