"أنا حليبي خفيف وابني مش بيشبع وبيطلب الرضاعة طول اليوم"، الجملة السابقة باختلاف صياغتها هي أكثر جملة شائعة على لسان الأمهات الجدد تجاه ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية للمولود الجديد، ما مدى صحة هذه المقولة؟ عادةً ما يكون حليب الثدي أبيض وله لون مصفر أو مزرق، اعتمادًا على مدة الرضاعة الطبيعية، لكن يمكن أن يتغير اللون بناءً على عديد من العوامل المختلفة.
وفي معظم الأحيان، يكون لون حليب الثدي الجديد غير ضار، في هذا المقال نخبرك كل تحتاجين لمعرفته بخصوص حليب الأم الخفيف، ونناقش معك بعض الأسئلة الشائعة مثل "هل يمكن أن يكون حليب الرضاعة خفيفًا بالفعل ولا يُشبع الطفل؟ وهل هناك حليب رضاعة خفيف وآخر أكثر سُمكًا؟" كل هذه الأسئلة وأكثر، ستجدين إجابتها في السطور التالية.
ماذا يعني "حليب الأم الخفيف"؟
أولًا.. ما مدى صحة هذه المقولة؟ هذه المقولة صحيحة تمامًا، لا تتفاجئي عزيزتي الأم، فكل الأمهات المرضعات لديهن بالفعل حليب خفيف ينزل في بداية الرضعة، وآخر مشبع ومليء بالدهون اللازمة للطفل، ينزل في نهاية الرضعة، من الثدي نفسه وخلال الرضعة نفسها يحصل الطفل على النوعين، بل إن الحليب الخفيف ضروري للطفل في بداية الرضعة.
إذًا، ما هو الحليب الخفيف وكيف يفيد طفلي؟ الحليل الخفيف هو الحليب الشفاف الذي ينزل من الثدي في بداية الرضعة، ويكون ملمسه ومذاقه كالماء إلى حد كبير مع اختلاف التكوين والفائدة بالطبع، هذا الحليب ضروري لأنه يروي عطش الطفل الرضيع ويمده بالسكريات والمعادن اللازمة لسهولة الهضم، الحليب الخفيف مهمته الأساسية سد حاجة الطفل للمياه والعطش، لذلك خلال أول ستة أشهر من عمر الطفل يعد هذا الحليب بديلًا طبيعيًا وكافيًا جدًا عن تناول المياه العادية، وعادةً ما ينزل هذا الحليب في بداية الرضاعة، حتى يلين الثدي تدريجيًا.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
عليك زيارة الطبيب إذا كان حليب الثدي مائلًا إلى الحمرة أو اللون الوردي الذي لا يتحسن، عادة ما تلتئم الحلمات المتشققة أو الشعيرات الدموية الممزقة في غضون يومين، وعند هذه النقطة يعود حليب الثدي إلى لونه الطبيعي، إذا استمر لديك إنتاج الحليب الأحمر أو الوردي، فقد يشير ذلك إلى مشكلة أخرى، مثل التهاب الثدي أو سرطان الثدي.
يجب عليك أيضًا مراجعة الطبيب إذا كان حليب الثدي لديك لونه أسود أو بني، لأن بعض الأدوية والمكملات الغذائية قد تتسبب في تلون حليب الثدي بالأسود.
هل حليبي الخفيف لا يشبع رضيعي؟
الحليب الخفيف سهل وسريع الهضم جدًا، لذلك فهو غير مشبع للطفل الرضيع تمامًا، وعندما يحصل طفلك الرضيع على رضعة قصيرة للغاية، أو يتنقل في الرضعة الواحدة بين الثديين سريعًا، فهو يحصل من كلا الثديين على الحليب الخفيف فقط، وسرعان ما يهضمه ليجوع مرة أخرى.
إذًا متى ينزل الحليب السميك المشبع المليء بالدهون؟
في نهاية الرضعة، مهما كان حجم الثدي فهو يحتوي على النوعين، الحليب الخفيف والسميك، بعد دقائق قليلة من بدء إرضاع الطفل، يبدأ الحليب الدهني النزول، ويكون ملمسه وشكله أكثر سُمكًا وبياضًا، ويحتوي على الدهون والمعادن والفيتامينات المغذية والمشبعة للطفل، لذلك عندما تستعجل الأم في نقل الطفل بين الثديين أو إنهاء الرضاعة قبل حصول طفلها على الحليب الدهني في نهاية الرضعة فهو لا يُشبع جيدًا، وتبدأ الأم ترديد المقولة السابقة بأن حليبها خفيف.
كيف أجعل حليبي دسما؟
السطور السابقة توضح لكِ أن ثدييك يحتويان على نوعي الحليب الخفيف والسميك، ولكي يحصل طفلك على رضعة مشبعة وتتخلصي من مقولة "أنا حليبي خفيف مبيشبعش"، عليكِ القيام بما يلي:
- إرضاع طفلك من ثدي واحد خلال الرضعة الواحدة، مدة 15 : 20 دقيقة، ليحصل على الحليب الخفيف ويروي عطشه، وكذلك الحليب الدهني المشبع.
- تجنبي إرضاع طفلك على مدار فترات قصيرة جدًا وسريعة، أو من كلا الثديين في الرضعة الواحدة، ويمكن أن ترضعيه من كلا الثديين إذا كان قد حصل على رضعته كاملة من ثدي واحد وتناول الحليب الدهني وأصبح الثدي فارغًا تمامًا، ورغب في الثدي الثاني.
- عند ضخ حليب الثدي ستجدين تكون طبقة سميكة لونها أغمق قليلًا على السطح، هذا هو الحليب الدهني المشبع، عند إعادة تدفئة الحليب لا تحركي زجاجة الرضاعة (الببرونة) بقوة، بل لفيها برفق ثم اعطيها لطفلك كي لا تضيعي فائدة الحليب السميك.
- تناولي الأطعمة المغذية المليئة بالمعادن والفيتامينات وكذلك السوائل والمياه بكثرة، لإدرار الحليب بشكل جيد خلال الرضاعة.
- التزمي بالرضاعة الطبيعية في أغلب الوقت، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى، أرضعي طفلك طبيعيًا من ثماني مرات إلى 12 مرة يوميًا، كل ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريبًا.
- لا تتخطي جلسات الرضاعة الطبيعية، وضخي ثدييك كل مرة تتخطي فيها جلسة رضاعة طبيعية، للمساعدة في الحفاظ على إنتاج الحليب.
اقرئي أيضًا: 6 أوضاع صحيحة للرضاعة الطبيعية