الالتهاب السحائي هو التهاب يحدث للثلاثة أغشية المبطنة والحامية للمخ والنخاع الشوكي، التي تُعرف بـ "السحايا"، ورغم أنه قد يصيب أي فئة عمرية، فإن الأطفال الأصغر من عمر شهرين، هم الفئة الأكثر تعرضًا للإصابة بهذا المرض، بالرغم من ندرة الإصابة به في هذه السن، إذ إن من بين 100000 طفل حديث الولادة يصاب 300-400 طفل في عمر أقل من 28 يومًا به، سواء من خلال العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية، وفي أي مكان بالجسم، وبسبب ضعف مناعتهم تنتقل هذه العدوى من الدم إلى المخ والحبل الشوكي، وتكون خطيرة. لكن الخبر الجيد أن 90% من الأطفال ينجون منها، إلا أن نسبة منهم تبلغ من 20-50% قد يصابون بمضاعفات طويلة الأمد، بسبب تأخر العلاج. تعرفي معنا في هذا المقال إلى كل ما يخص التهاب السحايا عند الأطفال حديثي الولادة، من حيث الأسباب والأعراض والعلاج.
التهاب السحايا عند الأطفال حديثي الولادة
كما قلنا، فالتهاب السحايا لحديثي الولادة تسببه العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية، وتعد العدوى الفيروسية الأكثر شيوعًا، إذ إن تطور اللقاحات ساهم في تراجع العدوى البكتيرية المسببة له، بالإضافة إلى ندرة العدوى الفطرية. رغم ذلك فإن معظم العدوى الفيروسية لا تكون بخطورة العدوى البكتيرية أو الفطرية، إلا في حالات محدودة، ومن أمثلة مسببات العدوى التي تؤدي لالتهاب السحايا:
الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا البسيط:
- الفيروسات المعوية: التي يسبب بعضها التهاب السحايا، بسبب اتصال الطفل حديث الولادة بأشياء ملوثة بإفرازات الفم أو البراز.
- فيروس الإنفلونزا: بسبب اتصال الطفل حديث الولادة بأشياء ملوثة بإفرازات الفم أو الرئة.
- فيروس الحصبة والنكاف: يندر حدوث التهاب السحايا نتيجة لهما، لكنهما سريعا الانتشار، بسبب اتصال الطفل حديث الولادة بإفرازات الفم أو الرئة.
- الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا الشديد:
- فيروس جدري الماء النطاقي: المسبب لجدري الماء، الذي من السهل انتشاره بالاتصال بالشخص المصاب به.
- فيروس الهربس أو الحلأ البسيط: الذي ينتقل لحديثي الولادة عادة من الأم في الرحم، أو في أثناء الولادة، وأحيانًا من اتصال شخص مصاب بالطفل، بالتقبيل مثلًا.
- فيروس غرب النيل: الذي ينتقل عن طريق لدغات البعوض.
- البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا لحديثي الولادة حتى عمر 28 يومًا:
- البكتيريا العقدية من المجموعة "ب": التي تنتقل من الأم للمولود في أثناء الولادة.
- البكتيريا سالبة الجرام: كالإيكولاي، بسبب تناول الأم طعامًا ملوثًا نقل لها هذه البكتيريا، فتنتقل للمولود في أثناء الولادة، بالإضافة إلى نوع آخر من البكتيريا، وهي الكلبسيلة الرئوية.
- الليستيرية المستوحِدة: التي تنتقل في أثناء الولادة أو عبر الرحم، وتصاب بها للأم عن طريق الأكل الملوث.
- المكورة العقدية الرئوية: التي تنتقل باستنشاق الرذاذ الملوث غي أثناء العطس أو السعال، فتصيب الأنف والجيوب الأنفية والرئة، وهي من أشهر أسباب إصابة الرضع تحت السنتين بالتهاب السحايا.
- النيسرية السحائية: وهي ثاني أشهر الأسباب للالتهاب السحائي البكتيري للرضع أقل من عام، بسبب الاتصال بإفرازات الفم أو الرئة الملوثة.
- المستدمية النزلية "ب": التي تنتقل بالاتصال بإفرازات الفم للشخص المصاب أو حامل المرض، الذي قد لا تظهر عليه أي أعراض، لكنه يعدي حديث الولادة.
- الفطريات المسببة لالتهاب السحايا: الذي قد يصيب الأطفال المولودين قبل أوانهم عن طريق المستشفى، مثل: فطر الكانديدا (المبيضة)، الذي قد ينتقل للمخ مسببًا التهاب السحايا.
تُعالج هذه العدوى بمعرفة المسبب والقضاء عليه، ويُشخص التهاب السحايا بالوسائل الآتية:
- تحاليل الدم.
- مزرعة الدم.
- الأشعة المقطعية على الرأس.
- البزل القطني (فحص عينة من السائل الدماغي الشوكي).
لذا من المهم أن تتجنب الحامل مسببات العدوى، كاللبن غير المبستر، والأطعمة الملوثة والنيئة، والفاكهة والخضروات غير المغسولة، والالتزام بتعليمات النظافة قبل التعامل مع حديث الولادة، ومواعيد التطعيمات، والذهاب للطبيب فور ملاحظة الأعراض التي سنذكرها في الفقرة التالية.
أعراض التهاب السحايا عند الأطفال حديثي الولادة
قد لا تسترعي أعراض التهاب السحايا على حديثي الولادة الانتباه، إذ يظهر الطفل فقط متهيجًا أو متعبًا، وقد يحدث التدهور سريعًا، وتظهر الأعراض التي يجب معها التدخل الطبي على الفور، وهي:
- انتفاخ اليافوخ، وهو المكان الرخو بجمجمة حديث الولادة، بسبب زيادة ضغط السوائل داخل المخ.
- الحمى وارتفاع الحرارة.
- برودة الأطراف (اليدين والقدمين) مع دفء الجذع.
- الرعشة، وتشنجات حديثي الولادة.
- تيبس الرقبة أو الجسم.
- البكاء الشديد والتهيج -خاصة عند حمله- بسبب آلام الرقبة والعضلات.
- سرعة التنفس عند حديثي الولادة.
- القيء المستمر والإسهال.
- رفض الرضاعة والأكل.
- النوم الكثير والهدوء غير المعتاد.
- الطفح الجلدي أو ظهور علامات حمراء أو داكنة على الجلد.
- الحساسية من الضوء، وإدارة الوجه عن مصادر الإضاءة.
- تقوس الظهر.
كما قلنا، يجب التوجه للطبيب بسرعة، فور ظهور أي عرض، لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات، مثل:
- التأخر العقلي وصعوبات التعلم.
- مشكلات الإبصار والعمى.
- مشكلات السمع والصمم.
- التشنجات.
- تراكم السوائل حول المخ.
ختامًا عزيزتي، بعد حديثنا عن التهاب السحايا عند الأطفال حديثي الولادة وأسبابه وعلاجه، يجب الحذر عند التعامل مع حديثي الولادة لضعف مناعتهم، وغسل اليدين جيدًا قبل لمسهم، وتجنب تقبيلهم والعطس أو السعال بالقرب منهم في هذه الفترة الحساسة من عمرهم.
إذا كنتِ أمًّا لأول مرة، فقد تنقصكِ الخبرة في معرفة احتياجات رضيعكِ، والمشكلات التي قد يتعرض لها؛ زوري قسم صحة وتغذية الرضع، لتتعرفي إلى أهم نصائح العناية بطفلكِ الرضيع.