قد تلاحظين ظهور بعض البقع الدائرية أو البيضاوية الملساء على رأس طفلكِ، محدثة فراغات واضحة بين بصيلات شعره، دون أن تعرفي أسبابها، هذه البقع تنم عن إصابة طفلكِ بمرض الثعلبة، فما أسباب مرض الثعلبة عند الأطفال؟ وما أعراضه وطرق علاجه؟ في هذا المقال، ستجدين إجابة عن كل تساؤلاتكِ، فتابعي القراءة معنا.
مرض الثعلبة عند الأطفال
مرض الثعلبة عند الأطفال هو عبارة عن حالة مرضية غير معدية تحدث لجلد فروة الرأس عند الأطفال، وتسبب تساقط الشعر في مناطق معينة، نتيجة لخلل ما في الجهاز المناعي لجسم الطفل يؤدي إلى مهاجمة بصيلات الشعر، أو نظرًا لعوامل وراثية، أو لأسباب أخرى سنستعرضها معًا في السطور التالية.
وعند إصابة الطفل بمرض الثعلبة، تظهر على فروة رأسه بعض البقع الدائرية أو البيضاوية الخالية، بسبب تساقط الشعر منها، وعادة ما تكون البقع ملساء وناعمة.
أسباب إصابة الأطفال بمرض الثعلبة
هناك عدة أسباب إصابة الأطفال بمرض الثعلبة، وهي:
- حدوث خلل في الجهاز المناعي للطفل.
- حدوث خلل في الجهاز العصبي لدى الطفل.
- العوامل الوراثية لها دور كبير في إصابة الطفل بالثعلبة.
- إصابة الطفل بالاكتئاب والقلق الشديد.
- اضطراب الغدد كاضطراب الغدة الدرقية.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل: مرض السكري والأنيميا الخبيثة.
أعراض إصابة الأطفال بمرض الثعلبة
إليكِ أشهر الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بمرض الثعلبة:
- تساقط الشعر بشكل مفاجئ من رأس الطفل.
- ظهور بقع دائرية أو بيضاوية ملساء وناعمة في فروة الرأس.
- تلوّن بعض الأجزاء في فروة الرأس باللون الأحمر أو الرمادي.
- ظهور بعض النقاط السوداء في أماكن سقوط الشعر، أو تكون القشور عليها.
- الشعور بالألم في مناطق معينة من فروة الرأس وترقق الجلد بها.
- تقصف الشعر الشديد عند الأطفال وهشاشته وسقوطه بسهولة.
وفي بعض الأحيان، قد تتداخل البقع الدائرية أو البيضاوية، وتتصل ببعضها بعضًا، محدثة صلعًا في الرأس بالكامل.
التأثير النفسي لمرض الثعلبة على الأطفال
مرض الثعلبة عند الأطفال الصغار (سن 5 أعوام فأقل)
عادة ما ينشغل الأطفال في سن ما قبل المدرسة باستكشاف العالم، ويتعلمون مهارات جديدة، ويصبحون أكثر استقلالية، ولكنهم لا يتمكنون من التمييز بين الاختلافات التي قد تحدث لهم مقارنة بأقرانهم.
لذا، فإن الأطفال المصابين بمرض الثعلبة، الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، لا يعانون عادة من التأثير النفسي السلبي تجاه حالتهم، فقد يرون تساقط شعرهم شيئًا مثيرًا للاهتمام، ليس أكثر من ذلك، ومن غير المحتمل أن يلاحظ أقارنهم الأمر أيضًا.
إصابة الأطفال الكبار بمرض الثعلبة (من سن 6 - 12 عامًا)
ببلوغ الطفل سن ست سنوات فما فوق، يمكنه التفاعل مع المزيد من الأشخاص في مختلف الأعمار، لأنه يكون قد اكتسب خبرة كافية، للبدء بملاحظة الاختلافات بينه وبين الآخرين من حوله، ففي الفترة بين سن السادسة والثانية عشرة، يصبح الأطفال أكثر وعيًا بالكيفية التي يفكر بها الآخرون، ويركزون على الاختلافات بينهم.
كل هذا يمكن أن يجعل من الصعب على الأطفال الأكبر سنًا قبول شكلهم عند الإصابة بمرض الثعلبة، وتبدأ مشكلات الثقة في النفس بالتأثير عليهم، وعلى تجاربهم في المدرسة ومع أصدقائهم، حتى الأطفال الذين عانوا من مرض الثعلبة منذ صغرهم، قد يواجهون مشاعر سلبية وإحباطات جديدة مرتبطة بحالتهم المرضية، ولديهم الرغبة في التفاعل مع الأطفال الآخرين، الذين لا يعانون من مرض الثعلبة.
في هذه الحالة من إصابة الثعلبة عند الأطفال، يجب على الوالدين مساعدة الطفل في تجاوز مثل هذه المشاعر، من خلال تثقيف زملائه والمدرسين في المدرسة، واللجوء للعلاج النفسي بدعم من أخصائي نفسي محترف، حتى يتمكن الطفل من الاستمرار في الشعور بالثقة في نفسه، والمشاركة في الأنشطة التي يستمتع بها في المدرسة.
علاج إصابة الأطفال بمرض الثعلبة
يمكن أن تسيطر العلاجات الموضعية والدوائية على مرض الثعلبة لدى بعض الأطفال، وقد يستعيد كثيرون منهم شعرهم خلال عام، على الرغم من أن إعادة نمو الشعر لا يمكن التنبؤ بها، وقد يفقد بعضهم شعر الرأس مرة أخرى.
ويلجأ أطباء الأمراض الجلدية عادة إلى وصف بعض العلاجات الموضعية والدوائية لتحسين حالة الطفل والمساعدة في إنبات الشعر والتخفيف من الألم، مثل:
بخاخات ومراهم لعلاج الأطفال المصابين بالثعلبة:
- الستيرويدات القشرية الموضعية: مثل مرهم بروبيونات كلوبيتاسول 0.05% وبخاخ بروبيونات كلوبيتاسول 0.05%
- استخدام الكريمات المخدرة الموضعية: مثل ليدوكائين 2.5% وبريلوكائين 2.5%، وهي طريقة مهمة لتخفيف الألم.
- المينوكسيديل الموضعي: هو علاج يتوافر في الصيدليات على هيئة بخاخ مينوكسيديل بتركيز 2% و5%، ولكن تركيز 2% مناسب جدًا للأطفال.
العلاج الدوائي والحقن لعلاج الثعلبة عند الأطفال
- الستيرويدات القشرية الداخلية: تعد حقن الكورتيكوستيرويدات تحت الجلد العلوي في المناطق المصابة بالثعلبة في فروة الرأس، ولكنه يفضل في علاج الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
- تناول الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم محدود في الأطفال: بسبب الخوف من الحقن والألم، وتشمل بعض الخيارات لتخفيف الألم استخدام إبر أصغر حجمًا أو كمادات الثلج.
ولكن هناك ما يقرب من 5% من الأطفال المصابين بمرض الثعلبة، يتطور لديهم المرض إلى فقدان شعر رأسهم كله، بل وقد يحدث لديهم فقدان كلي لشعر الجسم.
وتشير بعض الدراسات إلى أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض الثعلبة عند الأطفال، وما زال الباحثون بصدد إجراء دراسات وأبحاث أخرى في هذا المجال، للتوصل لعلاج نهائي للمرض.