النهاردة هحكيلكم عن أغرب وأحلي إحساس مريت بيه حتي الآن، إني اسمع دقات قلب النونو، يا الله!
وصلت عند الدكتور ولأول مرّة أكون متحمسة للسونار كدة، كنت عارفة مسبقَا إنه معاد الاطمئنان على نبضات قلب الجنين، وسمعتها، دقات قلب مخلوق طولة مش أكتر من 1 سم، قلبي كان بيدق بسرعة جدًا من الدهشة والفرحة، جوايا حاليًا قلبين بيدقوا في سيمفونية واحدة سوا، وفجأة الدكتور نبهني إن دقات قلب الجنين مش في المعدل الطبيعي، بمعني أصح أقل شوية وبناء عليه هعيش في شوية قلق لحد معاد الزيارة الجاية مع شوية أدوية بسيطة تسهل وصول الدم المحمل بالغذا للجنين.
قرأت كلام كتير عن الحالة دي عن الإنترنت، وعرفت إن بيكون لها غالبًا سببين؛ الأول وهو تخثر الدم أو تجلطه عندم الأم فبيعيق وصول الدم المحمل بالأكسجين والغذا للجنين عن طريق الحبل السري، وحل الموضوع ده في البيبي آسبرين أو دوا بوصف الطبيب لزيادة سيولة الدم -بس لازم بوصف الطبيب المتابع للحالة-.
أما السبب التاني فبيكون نتيجة خلل ما في تكوين الجنين نفسه -لاقدر الله-، وهنا بتكون كل الاحتمالات واردة ما بين اكتمال الحمل أو لأ..وطبعًا فضلت عايشة أسبوعين من أصعب ما يكون حتي معاد الزيارة التانية للسونار.
قلقت، قلقت جدًا وحسيت إن وساوس كتير بتتجمع في راسي، روحت وكلمت ربنا كتير، وكلمت النونو لأول مرّة وأنا حاسة إنه سامعني، "ممكن تتمسك بماما أوي وتسمعني دقات قلبك على طول".. وكان عندي يقين غريب إنه سامعني!
زي ما قولتلكم، الدعم في المرحلة دي هو أهم شئ، كلمت صديقتي رنا، معرفش ليه هي تحديدًا إللي قررت اشاركها مخاوفي وقتها زي ما هي كدة، رنا طمنتني أوي أوي، قالتلي بطلي خوف واستمتعي وشوفي فيديوهات كتير عن النونو وادعي ربنا.
الحقيقة إن الأيام اللي بعد كدة، أعراض الحمل هاجمتني بشراسة حتي معاد السونار التاني لمّا الدكتور طمني إن الحمدلله النبض بيتحسن في معدله الطبيعي مع استمراري على الدوا.
وبدأ مشواري مع الغثيان والقيئ الصبح، اللي كان مسبب لي أزمة كبيرة، الأرق والصداع وقلّة النوم، عدم التركيز الرهيب وإحساسي بالضعف العام طول اليوم دخلني في نوبات بكاء كل ما اكون لوحدي..دي غير تقلبات المزاج اللي خلتني مجنونة رسمي.
بصراحة ساعات كان بكابر وأقول أنا لسة زي الأول، بس بردو نصيحتي ليكي إنك لازم تتقبلي إن في أول الحمل إنتي عمرك ما هتكوني في كامل طاقتك زي الأول، مظهرك مش دايما هيبقي عظيم، متكابريش زيّ لإني فعلاً تعبت بسبب الادعاء إني كويسة وكله تمام. صورة الحامل اللي بتخرج من الحمام وتصحي الصبح وهي وشها مشرق ومنور وهدومها مظبطة مش صح!
الأكل بالنسبة لي أصبح عبء، وأنا تحولت لمناخير كبيرة ماشية في الشقة أو شقق الجيران، أي ريحة بشمها مقرفة ومتعبة، وهكذا تقلصت اختيارات الأكل بالنسبة لي لتنحصر في البقسماط والبسكويت المملح واي عصير بدون سكر.. وتحولت لكائن بيخاف ياكل مهما كان جعان علشان عارفة مصيري بعدها.
ممكن أأكدلكم حاجة؟ كل حامل مختلفة عن التانية تمامًا، إخواتي كانوا حوامل أكثر من مرّة وتخيلت إن حملي هيشبه اللي عشته معاهم في حملهم، لكن لقتني بعيش حاجات جديدة تمامًا والمفروض اتعايش معاها.. واتعايش مع جملة "حرام عليكي كُلي علشان اللي في بطنك" اللي بتتقالي مليار مرة في الثانية..
في كمان حاجة اكتشفتها مع الوقت، أعراض الحمل الغير مباشرة منها النسيان، أنا بقيت بنسي بديهيات كنت بقوم بيها بكل سهولة، بنسي مواعيد وطلبات ومواقف، الموضوع ده مازال بيسبب لي إحراج كبير لإن مش كل اللي حواليا مضطرين يستحملوا أعراض حملي اللذيذة.
تحولت كل أمنياتي دلوقتي إن شهور الوحام تمرّ على خير يارب، وبقيت كتير اسأل نفسي "هو أنا ممكن أخد قرار الحمل تاني لما اقوم بالسلامة؟" ، إحساس التعب مسيطر على أي إحساس جوايا حاليًا، يمكن علشان كدة في تشويش على بقية المشاعر اللي المفروض احسها؟
بس مين قال إن في أحاسيس معينة مفروضة عليا احسها وأنا حامل وسط كل التغيرات الهرمونية والهواجس والموقف اللي بمرّ بيها يوميًا.
كل اللي قدرت اعمله إني أوثق بالكتابة كل كام يوم الأحداث اللي بمر فيها، وإني احتفظ بالسونار وتفاصيل كل حاجة علشان ده أكبر حدث في حياتي فعلاً..
أما بالنسبة لأعراض الحمل، فاكتشفت إن حلها الوحيد إني اتقبل الحقيقة والواقع كوني مبقيتش باسنت السوبر باور بتاعة زمان، وإنها هتاخد وقتها كدة كدة مهما عملت، فبحاول اكون قوية بمساندة زوجي وأهلي واصحابي.
عمومًا أنا يوم ما سمعت أول دقة قلب لابني/ بنتي وأنا مقتنعة تمامًا إنه سامعني وسامع دقات قلبي وكل اللي بيدور جواه، وإن المخلوق الصغنن اللي متشعلق جوايا ده يستاهل كل التعب اللي بمرّ بيه.
تفتكروا مغامرات الوحم خلصت كدة، لأ، آبسلوتلي يا ماميز..بس إستنوني في الحكاية الجاية :)