كثيرًا ما يشعر بعض الأمهات بأنهن "أمنا الغولة" في نظر أطفالهن، خاصة حين ترفض له أمرًا، ويُسارع الأب أو الجد أو الجدة أو أحد الأقارب في قبوله، فيتشككن في طريقة التربية التي يتبعنها مع أطفالهن ومدى فاعليتها. وتتساءل الأم حينها: هل توجد أم طيبة وأم شريرة؟ وما طريقة التربية الذكية التي يجب أن أتبعها مع أطفالي؟ لهذا قررنا أن نستعرض معكِ معنى التربية الإيجابية وبعض النصائح التي ستساعدكِ على تطبيقها.
مفهوم التربية الإيجابية وفوائدها
تعتمد التربية الإيجابية على الاهتمام بإيجابيات وتصرفات الطفل الإيجابية، بدلًا من عقابه عندما يقوم بسلوكيات خاطئة، لأن اتباع طريقة بناءة لتوجيه سلوك الصغار يؤدي إلى تحسين سلوكهم للأفضل، أما الصراخ والعقوبات والتهديد فيأتي بتأثير معاكس ويزيد من سوء سلوكهم وعدائيتهم.
ومن أبرز فوائد التربية الإيجابية هي مساعدة الأطفال على الشعور بالرضا عن خياراتهم، وجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وتطوير شخصيتهم، ومنحهم الثقة بأنفسهم، وتعزيز شعورهم بالأمان، وتحفيزهم على اكتساب عادات مفيدة ستمتد معهم طوال حياتهم.
أساليب الثواب والعقاب في التربية الإيجابية
نصائح تساعدك على تطبيق التربية الإيجابية
يمكن للآباء والأمهات تعزيز السلوك الإيجابي لدى أبنائهم إذا اتبعوا النصائح التالية:
- أن يكون الأبوان قدوة جيدة للأبناء لأن الأطفال يراقبونهم ويقلدونهم، وعليه يمكن أن يستخدم الأب والأم سلوكهما اليومي الجيد كوسيلة فعالة لتحسين تصرفات أطفالهما.
- يجب أن يقدم الأبوان لأطفالهما الملاحظات الإيجابية والمكافآت التي يستحقونها حينما يتصرفون بطريقة صحيحة، لأن ذلك سيشجعهم على تكرار هذه هذه السلوكيات الإيجابية والمداومة عليها.
- ينبغي أن ينزل الأبوان إلى مستوى أطفالهما ويتواصلا معهم عن قرب، لأن ذلك يسمح لهما بالتناغم مع ما يشعرون ويفكرون فيه، وبالتالي الاستحواذ على تفكيرهم وانتباههم وتعديل سلوكهم للأفضل.
- على الأبوين أن يخلقا بيئة سليمة حاضنة للسلوك الإيجابي، وذلك من خلال بعض الإجراءات البسيطة، مثل: التأكد من خلو محيط الطفل من الأشياء التي يمكن أن تؤذيه أو قد يتسبب في كسرها أو إتلافها.
- أن يمنح كل من الأم والأب لأطفالهما مزيدًا من المسؤولية عن تصرفاتهم، وذلك من خلال منحهم فرصًا للاختيار وتحمل عواقب اختياراتهم وأفعالهم.
- يجب أن يعطي الأبوان فرصة لأطفالهما للشعور بأهميتهم، بمنحهم بعض المهام للمشاركة في أعمال المنزل البسيطة لإنجازها ومساعدة الأسرة، لأن هذه الخطوة ستجعلهم يشعرون بالفخر والمسؤولية كما ستبني ثقتهم بأنفسهم.
- ينبغي على الأبوين الحفاظ على روح الدعابة والمرح عند تقويم سلوك أطفالهما حتى لا يحملوا مشاعر سلبية تجاههما، كأن يتظاهر أحد الوالدين بأنه وحش سوف يلتهم الصغار الذين لا يطيعون الكبار بشكل مرح يقوِّم سلوكهم ويخلق نوعًا من الدعابة أيضًا.
أخطاء يرتكبها الآباء في تربية الأبناء
لكي يتمكن الوالدان من تطبيق التربية الإيجابية لا بد أن يتجنبا الوقوع في بعض الأخطاء التربوية الكارثية، مثل: تبادل دوري الطيب والشرير في التعامل مع الأطفال، حيث يكون أحدهما أكثر حزمًا من الآخر بينما يكثف الآخر من جرعات الحب والحنان، أو أن يسعى كل طرف إلى اجتذاب الأبناء نحوه عبر تلبية مطالبهم دائمًا. وهذا يؤدي إلى استغلال الطفل لهذا الأمر للضغط على أحد الأبوين لتلبية رغباته، وإلا سيطلبها من الطرف الآخر.
والحقيقة أن تلك التصرفات تعد بداية لسلسلة أخطاء تربوية متتالية، لذلك على الأبوين أن يجدا طريقة وقواعد تربوية واحدة للطفل، يُرفض طلب الابن أو يقبل على أساسها دون تفرقة بين سلوك الأب والأم ودون تفرقة بين الأبناء.
فلا ينبغي أن يرى الأبناء أحد الأبوين على أنه الطيب وأن الآخر هو الشرير الذي يصرخ فيه على الدوام، والحقيقة أن الأبوين قد يتسببان -بهذه الطريقة دون قصد- في إفساد أطفالهم وغرس مفهوم التلاعب فيهم منذ الصغر، فيتعلمون أساليب الضغط والمراوغة والتحايل لتحقيق أهدافهم، وينشأ الأطفال على أن طلباتهم مجابة بشكل أو بآخر.
وفي النهاية نؤكد ضرورة أن يعمل الأبوان معًا على تطبيق مبادئ التربية الإيجابية في ظل جو يسوده احترام الأب والأم لبعضهما البعض، ولدور وقرار وصورة كل منهما أمام أطفالهما.
تعرفي على المزيد حول تربية ورعاية الصغار من هنا