أنا آسف، Pardon، I'm Sorry
تعددت الكلمات والمعنى واحد. من الطبيعي أن تخطئ فأنت لست ملاك معصوم من الخطأ، إنما أنت بشر، لا أحد منّا كامل وكل بني آدم خطاء ولكن المحير في الأمر هو كيف تعتذر بطريقة مناسبة، طريقة تستطيع بها التعبير عن مدى أسفك وإحساسك بالذنب لاقتراف هذا الخطأ.
نقدم بين يديك عزيزي القارئ في هذه المقالة بعض الحلول لكثير من التساؤلات التي قد تطرأ على ذهنك وكيفية الاعتذار بأسلوب مناسب.
الاعتذار أكثر من كلمة أنا آسف تلقيها على شخص ما وتدير ظهرك بعدها بل هو إحساس بالمسئولية وإقرار بتصرف خاطئ قمت بفعله فبادر وقدم الاعتذار للشخص الذي أخطأت في حقه وعليه الرفض أو القبول.
هل تعترف بخطأك؟
ليس من السهل أن يعترف كل إنسان بخطأه ويعتذر عنه للطرف الآخر لأن القدرة على الاعتراف بالخطأ هو في حد ذاته مقدرة تتطلب منك إحساساً بالمسئولية وذوقاً. فالاعتذار قيمة عالية من قيم الإنسان المتحضر الذي يسمو بأخلاقه ويترفع عن التعالي والتكبر الذي يصيب بعض الأشخاص الآخرين. فلا يخطر ببالك لحظة أن الاعتذار ينقص من كرامتك أو قوة شخصيتك بل على العكس فالشخص الواثق من نفسه هو الذي يبادر بالاعتذار ويستطيع تدارك الموقف ويعيد العلاقات لأصلها الطبيعي. ( اقرأي أيضا : 5 أسرار تجعلك «سوبر ماما» )
خطوات تساعدك على تقديم الاعتذار بطريقة مناسبة
حسناً.. قررت أن تتحمل مسئولية خطأك وتعتذر ولكن هناك أصول وأساسيات يجب أن تأخذها بعين الاعتبار لكي تعتذر بطريقة مناسبة.
حدد نوع العلاقة التي تربطك بالشخص الذي تريد أن تعتذر له:
هل الاعتذار الذي سوف تقدمه لزوجتك هو نفسه الذي سوف تقدمه لرئيسك في العمل؟ وهل اعتذارك لوالدك مشابهاً لاعتذارك لأحد من أصدقائك؟ بالطبع لا، فعلى الرغم من أنها جميعها علاقات إجتماعية ولكن تختلف في درجة وأسلوب التعامل مع كل شخص منهم. فهناك نوعان من علاقاتك مع الناس ( اقرأي أيضا : أهداف يمكنك أن تضعيها لنفسك في العام الجديد )
- النوع الأول: العلاقات في حياتك العملية فليس من المناسب مثلاً إذا أردت أن تعتذر لمديرك أو زميلك في العمل أن تقدم له باقة من الورود تعبيراً عن أسفك. إذن في مجال العمل تكون العلاقة في حدود وتميل إلى الرسمية في التعامل. ويجب أن تأخذ في الاعتبار ما يلي:
- سواء كنت رئيساً أو مرؤوساً في العمل فعليك بانتقاء كلماتك بعناية وتجنب أن تجرح أحد زملائك
- تجنب أن ترفع صوتك على أحد من زملائك أو تكون حاداً في نقاشاتك فكل هذه الطرق تؤدي إلى الغضب ومن ثم تفقدك السيطرة على أعصابك فتجد نفسك مخطئ في حق زميلك
- كن حسن الخلق لطيفاً في تعاملاتك مع زملائك وتجنب فعل ما يضايقهم. عليك بتحديد الخطأ الذي وقعت فيه والوعد بعدم تكراره مرة أخرى، فمثلاً إذا تكرر تأخرك عن حضورك للعمل فعليك بتحديد السبب الذي يجعلك تتأخر دائماً ومعالجته فليس من المناسب أبداً أن تختلق كل يوم عذراً جديداً فذلك يفقدك مصداقيتك
- النوع الثاني: العلاقات في حياتك الشخصية والأسرية على النقيض تماماً من حدود علاقتك في بيئة العمل، فالعلاقة التي تربطك بزوجتك أو صديقك أو أحد أفراد عائلتك تكون بطبيعتها وأكثر ترابطاً ومرونة. ففي هذه النوعية من العلاقات أطلق العنان لإحساسك وتعامل مع الموقف، فمثلاً :
- أهدي لزوجتك باقة من الورود أو حتى وردة واحدة تكفي، ما أروع هذه الطريقة للتعبير عن الحس الصادق ( اقرأي أيضا : نصيحة اليوم: ثقي بنفسك )
- اختر الوقت المناسب لتقديم اعتذارك لكل مقام مقال، نعم فاختيارك للوقت المناسب يلعب دوراً كبيراً في التأثير على الطرف الآخر لقبول الاعتذار
- عليك هنا في هذه الخطوة أن تفكر في الشخص الذي تريد الاعتذار له وتحدد الوقت المناسب لذلك، فلا تذهب له مثلاً في وسط يومه المشحون وتطلب منه أن تتحدث معه فقد يكون غير مستعد أو غير مهيئ نفسياً
- اختر وقتاً مناسباً تستطيع فيه التعبير عن أسفك حتى لا يقاطعك أحد وتضطر لتأجيل الحديث لوقتٍ آخر ويصعب عليك تهيئة الجو المناسب لبدء الحديث مرة أخرى
في المقال القادم ..نستكمل معكم طرق اﻹعتذار وإختيار الوقت المناسب وكيفية اﻹعتراف بالخطأ.